تحقيقات وتقارير

لوفتهانزا خارج مدرج مطار الخرطوم وسلطة الطيران تقلّل من تأثير الغياب


[JUSTIFY]عدد من شركات الطيران أعلنت عن توقّفها، ولأسباب ليست لها علاقة بأي أزمة في وقود الطيران أو أي ظروف غامضة يمرّ بها القطاع، وإنّما خرجت لظروف خاصة بها، ومع ذلك لم يكن لها تأثير كبير في حركة الطيران، حسب ما تدفع بذلك الجهات المعنيّة، لأن الشركات العاملة الآن قادرة على أن تغطي ما تركته تلك الشركات.. آخر الشركات المغادرة مدرج مطار الخرطوم كانت اللوفتهانزا الألمانيّة، التي خرجت طواعياً..

حسناً، لنبدأ من المفتتح؛ واجه قطاع الطيران خلال الفترة الماضية تحديات عديدة كادت تعصف به إثر خروج بعض الشركات، ووفقاً لرؤى بعض المراقبين فإنّ التعديلات الاقتصادية الأخيرة تنزّلت وطأتها على القطاع، وسيكون لها تأثيرها في مقبل العمل..

ليست هذه وجهة النظر الوحيدة وبصورة كليّة، فوفقاً لأهل الشأن من سلطات الطيران المدني، فإنّه ليس ثمّة قلق أو تخوّف من خروج هذه الشركات، خاصة خروج لوفتهانزا، كونها ليست ذات تأثير كبير على الأسطول، وعلى حركة الركاب. فالشركة التي اختبرت أجواء السودان لما يربو عن الـ(50) عاماً، ربحت أموالاً طائلة، ولكنها ـ كما يقول عبدالحافظ عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني ـ لم تصبر على خسارتها التي بدأت قبل ثلاث سنوات، علماً بأن هذه الشركة شركة تجارية ربحية فقط، ولها سقف خسارة محدد، لذلك عزمت على أن تكتفي بهذه الخسارة وغادرت البلاد، وعلل ذلك بقلة الطلب عليها.

عبدالحافظ نفى أن تكون هناك أسباب مخفيّة لمغادرة لوفتهانزا، بل يؤكّد أنّها نواحٍ تشغيلية فقط، وأنّ إدارة الشركة لم تطلب أيّ شروط، وليس لديها تظلم، بخلاف كون عدد الركاب بات غير كاف، وجربت نظام خطوط الصين وعن طريق القاهرة وأديس، مذكراً بأنّ الشركة مازالت تطير عبر أجواء الخرطوم إلى جنوب أفريقيا وأديس أبابا.

صعوبة حصول ركاب ألمانيا على تأشيرة الشنقن التي تحتم على كل مسافر على الخطوط الالمانية أيضاً تمثل جانباً من المسألة، للدخول الى بلدان الاتحاد الأوروبي، وحتى هؤلاء أصبحوا يسافرون على متن الخطوط الخطوط التركية أو من خلال مطارات أديس ونيروبي والقاهرة بالإضافة إلى الشركات الأخرى، بجانب أنّ عدد الركاب لا يتجاوز العشرات وتذاكرها غالية جدا ورأت ان الخط غير ذي جدوى، ووفقاً لآخر إحصائية ركاب فإنّ عددهم لم يتجاوز الـ(35) مسافرا. فمن ناحية ربحية وتجارية هي خاسرة وعملياتها غير مجزية.

عبد الحافظ تفاءل بعودة هذه الشركات ورهن ذلك بزيادة الطلب، مثل كثير من الشركات التي خرجت وعادت مرّة أخرى إلى أسطول الطيران بالسودان، خاصّة وأنّه لم تكن هناك مشكلة مقاطعة ولا تحويلات، بالذات للشركة الألمانية.

السلطة بشرت بأنّ الخطوط القطرية زادت عدد رحلاتها إلى (3) من السودان إلى الدوحة، ومن ثم إلى أوروبا، الأمر الذي يعوض خروج بعض الشركات، في وجود شركات أخرى مثل الخطوط الأردنيّة والتركيّة.

صحيفة اليوم التالي
أماني خميس
[/JUSTIFY]