جدلية الجنوب
الانسان مجبراً لا مخيراً في بعض متطلبات أمره.. لا ينفك ذلك عن جدلية المسير والمخير.. وتتسع هذه الجدلية من أصغر حدودها إلى نطاقات واسعة.. ينشغل الناس هذه الأيام بأمر الاتفاق مع دولة الجنوب التي أصبحت باباً للجدل في كتاب تاريخ السودان.. ولكن تنطوي في مكامن النفوس الكثير من المخاوف لما اعتاده الناس في ثنائيات الاتفاقات حول الأمور التي لها علاقة بهذا الملف الجائل الذي لا يستقر على حالة واحدة و يجزم على أنها استقرارية.. اذن تعلمنا من التعاطي في هذا المنحى ألا ثابت إلا التغيير وأن الاتفاق غير مقدس وقابل للإختراق وعلى نقيض الإختلاف المتجذر.. «المهم» أن الإحساس العام غير متفائل ولا متشائم.. فقد أفقدته «الجرجرة» في سلسلة طويلة من اللامبالاة ما دامت أمور كثيرة جرت تحت الجسر وذاق المواطن الويلات ولا مراعاة لذلك حتى صارت السياسات الاقتصادية الأخيرة الشعرة التي قطعت عشم المواطن في الحكومة ان تخفف عن الضغط والرهق لذا صار لا يحفل كثير للوفود الطائرة و «الرَّاكة» والاتفاقات المبرمة والمطروحة ببساطة لأنه لا يلمس أي تحسن على أرض الواقع.. ورغم كل هذا الاحباط يبقى سؤالاً ملحاً «ثم ماذا بعد؟».
٭ لغة الشعوب
هل ما زال بعض تأطير أن الشعب على دين ملوكه قائماً بأن قطار الحياة السياسية قفز بالشعب لاتباعات أخرى في الانفجار الكبير في تعدد الكيانات المؤثرة ذات الطوابع المختلفة تماشياً مع الاطر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مربوطة بالفكر و الاقتناع.. ثم على ماذا يجمع الشعب في حراكه.. هل على الواقعية و التجريب إيماناً «بمن جرب المجرب حاقت به الندامة» أم على الأحلام العراض في تغيير مفاهيم ونظم إدارة الدولة.. والشيء أو الحلقة المفقودة هو حالة التبني المطلق لمنهجٍ موحدٍ تجمع عليه الغالبية الصامتة والناطقة.
٭ الوسيط والرديف
في ثقافتنا العامة أن الإختلاف إن وصل مرحلة إدخال «الحجاز» فقد خرج الأمر عن يد الطرفين مما حدا بمنطق آخر الخروج بالعبارة المشهورة أيضاً «الحجاز أدو عكاز» وها هو «حجازنا» «أمبيكي» يعيد بقول مسانديه «إن الحل بايدي السودانيين أنفسهم» رغم المناداة باقليمية حل أزمة السودان، وجنوب السودان باعتبارها نموذجاً لأزمات افريقية تضطر فيها الدول لاتخاذ قرارات صعبة جداً.. و «سيد الاسم» مجلس الأمن يدعو الدولتين بالارتفاع لمستوى الحدث وإظهار روح بناءة وإرادة سياسية «فهل سيتم ذلك الأمر بالتجزئة التي لا تعرف إلى أي نهاية محددة تقود».
ورديف آخر للأبعاد السياسية لهذه المماحقة.. هو العلاقة على مستوى الشعبين.. حيث بدأت بعض ملامح الجفوة تأخذ طابع التباعد على خلفيات كثيرة كان سببها ساسة البلدين.. فهم يشحنون المواطنين لدرجاتٍ أعلى من حد المرونة ثم يعودون ويطالبونهم بالمرونة والأزلية والمصالح العليا.. نحتاج لضبط في مسلسل «الوسيط والرديف» حتى نصل لقناعة ننتهج بها خطاً متزناً مع دولة جارة كان يوماً جزءاً من كل وتبرعمت إلى هذا الوضع الأخير.
٭ آخر الكلام
«الجماعة اتفقوا».. «الجماعة اختلفوا».. «الجماعة احتلوا» «الجماعة حرروا».. «الجماعة دخلوا».. «الجماعة مرقوا».. «الجماعة جوا باجندتهم».. «الجماعة فاتوا بأجندتهم» أو كما تغنت «ندى القلعة.. الجماعة ديل عرفوني.. الجماعة ديل كشفوني».. ببساطة لأن نظرة واحدة داخل العيون تدرك بها المكنون.. «افتحوا البلف دا يللا»
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]