الطاهر ساتي

الحريات الأربع…. (هذه من تلك)

الحريات الأربع…. (هذه من تلك)
** حرية التعبير، حرية العبادة، التحرر من الخوف، التحرر من الحاجة.. تلك هي الحريات الأربع التي ملكها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت – في العام 1941- لشعب بلاده، ثم أصبحت تلك الحريات – وغيرها – لاحقاً حقوقاً لأي إنسان في أي بلد من بلاد الدنيا والعالمين.. تأمل – يا ابن الأكارم – تاريخ الإعلان عن تلك الحريات الأربع – والتي أصبحت حقوقاً لتلك الشعوب والشعوب المجاورة.. هل تأملت تاريخ تمليكهم – لشعوبهم – تلك الحريات الأربع والمسماة حالياً بالحقوق؟.. حسناً، يلا تأمل حالك حالياً، وليس في حال أجدادك في العام 1941.. أي، اسأل نفسك، رغم أن الحال يغني عن السؤال: هل تستمتع حالياً بتلك الحريات الأربع، والتي تستمتع بها تلك الشعوب منذ العام 1941؟.. بمعنى، هل تستمتع بحرية التعبير، بحيث تملأ فمك بـ(لا)، بلا تحفظ أو توجس؟.. وهل تحررت من الخوف والحاجة، بحيث تنام نفسك مطمئنة على كل حقوقك في الحياة، بحيث لا يغتصبها مُغتصب أو ينتهكها منتهك..؟؟
** إن كانت إجابتك (لا)، أي لم تستمتع بتلك الحريات الأساسية بعد، فإن أي سجال حول رفض أو قبول حريات أخرى فرعية، نوع من الفراغ و(عدم شغلة).. ومع ذلك، يجب أن نخوض مع الخائضين ونمارس مهنة (عدم الشغلة).. فلندع الذين يرفضون الحريات الأربع للشعبين، فالحوار مع هؤلاء كما (نفخ قربة مقدودة).. وكذلك مدهش للغاية بأن يملأ أحدنا زاوية كاملة مخاطباً الناس والحياة بأنه يقبل الحريات الأربع الموقعة عليها بأديس بين السودان وجنوب السودان، وهي ليست تلك الحريات المهمة والتي نالتها تلك الشعوب في العام 1941، بل ما تم الاتفاق عليها بأديس هي – عند الشعوب والأنظمة الواعية طبعاً – بمثابة حريات فرعية من شاكلة: التنقل، التملك، العمل والإقامة.. تلك الأشياء الهامشية- التنقل، التملك، الإقامة، العمل – وغيرها الأساسية المذكورة أعلاها، أصبحت كما الهواء في عقول الشعوب الواعية وأنظمتها الراشدة، ولذلك من الجنون أن يقول أحدهم قولا من شاكلة (أنا أقبل أن يستنشق الجميع الهواء)، وكأن هناك خيار آخر في عقله غير القبول.. نعم، ما تم بين السودان وجنوب السودان – وأعني اتفاق الحريات الأربع – جزء من طبيعة الأشياء الراسخة في عقول الأسوياء، ولم يكن الاتفاق على ما لاخلاف عليه – بالفطرة السليمة – بحاجة إلى (قومة نفس)، وتدخل الأفارقة والغرب والهجين..!!
** نعم كان يجب رفع القيود عن تلك الحريات لتحلق في فضاء البلدين- منذ لحظة إعلان الانفصال – بتلقائية غير مصطنعة في أديس أو غيرها.. وذلك ليس فقط إيماناً بوحدة وجدان أهل السودان (شمالاً وجنوباً)، بل لأن تلك الحريات صارت حقوقاً لأي إنسان يقطن في أي مكان، أو هكذا هي في مفاهيم شعوب وأنظمة تلك العوالم غير المسماة بالعالم الثالث و(الأخير طبعاً).. بالغرب، الشعوب لم تعد تدفع ثمن تباين رؤى الأنظمة في قضية ما أو عدة قضايا، أي لا ينتهك أي نظام حقوق شعبه والشعوب الأخرى (في لحظة غضب)، أو (في لحظة خلاف).. وتلك الحريات الأربع – الجات بالأجاويد – جزء من حقوق الشعوب هناك، وغير قابلة للانتهاك مهما تباينت رؤى أنظمتها في قضية ما أوعدة قضايا، وهذا ما يجب أن يكون مصيراً لهذا الاتفاق.. أي، فلتختلف الخرطوم وجوباً حول أبيي والمناطق الحدودية، وهذا ما سيحدث في المستقبل غير البعيد، ولكن الخلاف حول تلك القضايا وغيرها يجب ألا يطيح بحق الشعبين في التنقل والتملك والعمل والإقامة.. علماً بأن ترسيخ (الحريات الأربع الفرعية) في الشعبين بحيث تصبح حقوقاً، بحاجة إلى (الحريات الأربع الأساسية)..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. الاخ الكريم الطاهر ساتى دعك من التنظير والمثاليات التى لاتثمن ولاتغنى ومن جوع لان الجنوبيين حكومة وشعبا لايعرفون حريات ولايعترفون بالاخر أصلا وانت سيد العارفين يكل مافعله الجنوبين بالتجار الشمالين فى الجنوب .