المارد الكسيح
ما أن يتأتي إلى النطق أو الخاطر كلمة الجزيرة حتى يتقافز للذهن ذلك المشروع الكبير الذي كان يوماً من أعمدة الاقتصاد، ووصل به الحال إلى ما وصل «والله يجازي الكان السبب» والكل في هذه الأيام يسجل صوت شجب وإدانة «وهو صوت مستحق في موقعه مكاناً وزماناً» للجهات المعنية بأمر المشروع تجاه ما يجري من عطشٍ وجفافٍ للمشروع ولسان حال المزارعين يكاد يسابق الزمن سباً ولعناً هذه اللامبالاة لتصل مرحلة الهجوم على وزير الزراعة لعدم القدرة على حل المشكلة الأساسية في وقت يشحن الجو العام بالتوجه للزراعة كقطاع اقتصادي هام، وتملأ أجهزة الاعلام أمنيات الأخضرار والازدهار والنهضة الزراعية، وكل ذلك أدراج الرياح وأوهام تصدقها مثل أنباء «عطش الجزيرة».. إذن من حق المزارعين بالمشروع إيصال الصوت إلى مداه ! وايقاظ النائمين مما يقع الأمر في دائرتهم من وزارة واتحاد مزارعين ورأي عام.. وقبل كل شيء الاستيقاظ من أوهام أننا بهذه الطريقة يمكننا أن نُحي هذا المشروع الكبير.. المارد الاقتصادي الكسيح…
٭ التجارة مع الجنوب
كثيراً ما تقوم علاقات المصالح الاقتصادية بدور بالغ الأهمية في تأطير العلاقات بين الدول، وذلك لأنها الأقوى والأنفع.. ففي حالة العلاقة ما بين السودان وجنوب السودان فإن لغة المصالح المشتركة لو فعلت وابعدت عنها اللغات الهدامة الأخرى بالتأكيد سوف تؤتي أُوكُلُها خيراً للبلدين، ولكنا ما زلنا نرى ونظن «وان بعض الظن أثم» إنها العلاقة المستقرة بين البلدين من الاحلام الصعبة الثبات.. ولو تيسرت التجارة ما بين الدولتين بشكل سلس فإن فرص كثيرة للهدوء والسلام تكون واردة للسيطرة وكبح جماح الانفلاتات وشبح الحرب الذي يطل برأسه من الحين للآخر من على الحدود أو من داخل الأرض في جنوب كردفان.. والنيل الأزرق.. دعونا نتجاوز «درامات الخداع والمفاجآت كهجليج و قد نتصوره رغم فداحة مثل هذه الأخطاء» دعونا نحلم بنهوض عالم تجار الشمال في الجنوب والجنوب في الشمال.. وبعض الانفتاح بعدما احتقنت نفوسنا وقلوبنا بالمرارة والغضب.. فهل يكون ذلك فتحاً لتخفيف العبء ؟؟ ورفع الثقل عن كاهل الشعبين «اللذان أصبحا مثل القرع في موية الحكومتين».. موجة متفائلة تقوده يميناً !! وأخرى متشائمة تعيده مكانه السر.!!
٭ سوق الغابة
وما تزال بعض الفرص مواتية لانتعاش أكبر لسوق الغابة الذي تحفه التحف والمجسمات الخشبية العاجية وغيرها والتي هي فن يتقنه الجنوبيين.. بل الفرصة تنفتح الآن أكثر أن يرى «المهندس الطيب مصطفى» وجهاً آخر للمنبر ربما لا يصدقه الكثيرون!! ولكن كل ذلك مرهوناً بصدق وجدية ما تسفر عنه الأيام القادمة.. وتبقى الطلة على سوق الغابة قائمةً و مؤشراً لما سيأتي تباعاً.. فهل من السهل أن يتجاوز المواطنين في الشطرين كل «الربا والتلاف» السابق أمام تحكيم العقل.. أم أن الارتداد الدائم هو مصير ذلك الحراك الذي يبدأ دائماً بفرحة ويختتم بالبارود والنار إحتلالاً وتحريراً.. إنضباطاً وانفلاتاً.
٭ آخر الكلام:-
صوت العقل يقول ألف ألف مرحب بالاتفاق.. ولكن هل هناك حقاً مصداقية ماضية وضمان؟ وكما كان جدي الصديق رحمة الله عليه «الضمان ضمان الله».. «والزمن دا ما تضمن حتى نفسك».. وبرضو مبروك الإتفاق الجزئي والله يكضب شينتكم لمن تقوموا على الشينة…
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]