استشارات و فتاوي

سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: ما الحكم الشرعي فيماتنشرة بعض الصحف تحت عنوان (حظك اليوم)؟

[JUSTIFY]السؤال: ما الحكم الشرعي فيما تنشره بعض الصحف تحت عنوان (حظك اليوم)؟ وشكر الله لكم.
الجواب: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. فالمقرر في عقيدة كل مسلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله؛ قال تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) وقال سبحانه (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) وقال سبحانه مخاطباً خير البشر محمداً صلى الله عليه وسلم (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك) فإذا كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب وهو أخشى الناس وأتقاهم وأفضلهم وأعلاهم منزلةً فكيف بمن هو دونه؟ وقد حذَّر صلوات الله وسلامه عليه من إتيان السحرة والمنجمين والكهنة والعرافين وأمثالهم ممن يبيعون للناس الوهم، فثبت عنه في الحديث أنه سئل عن الكهان فقال {ليسوا بشيء} ونهى صلى الله عليه وسلم عن إتيانهم وتصديقهم؛ فقال {من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم } رواه أبو داود، وقال عليه الصلاة والسلام {من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة} رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام {ليس منا من تطير أو تُطُيِّر له، أو تكهن أو تُكُهِّن له، أو سحر أو سُحِر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد} رواه البزار وهذا الذي يُنشَر ـ في بعض الصحف ـ تسري عليه أحكام الدجل والشعوذة، وحكمه حكم من ينظرون في النجوم أو يخطون في الرمل أو يضربون بالحصى أو يقرؤون الكف أو الفنجان لمعرفة الطالع، أو يفتحون الكتاب، أو من يستخدمون الجن والشياطين لاستراق السمع.
وعليه: فلا يجوز للقائمين على هذه الصحف نشر هذه الترهات والأباطيل على الناس؛ لأنه داخل في باب التجهيل والخرافة، وليتقوا الله عزوجل فيما ينشرون؛ عملاً بقول ربنا جل جلاله (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ولا يجوز لقارئ تلك الصحف النظر في تلك الأبواب ولا التعويل عليها، والعلم عند الله تعالى.

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم[/JUSTIFY]