فدوى موسى

مافي حتى بصيص أمل!

[JUSTIFY]
مافي حتى بصيص أمل!

من الصعب جداً جداً في ولاية الخرطوم هذه أن تكون بعيداً عن كل المنغصات والتعب والرهق.. ببساطة لأنها أصبحت مركز ثقل يقصده الولائيون وما أن يدركون صعوبة حياتها إلا ويصبحوا على أبواب الهجرة والانعتاق من صعوباتها الخرطومية التي يعتقدونها (جنة رضوان) فيعرفون عظم هذا التوهم لو جاءوا على تخوم الأسواق أو إضطروا للبحث عن (مصل العقرب) ناهيك عن (عضة الكلب) والمهم الآن هذه الحالة من حالات الإزدحام الملاحظ على محطات المواصلات العامة و أزمتها عند المساء أو في ساعات الذروة.. كثير ون من أصحاب الشأن يرون أن الحافلات والوسائل العامة كلها موديلات قديمة يصعب توافر أسبيراتها الأصلية بأسعار تسهل الأمر، ولا تؤدي إلى تعطيل انسياب المواصلات.. رغم كثرة الحديث عن مشاكل الطرق الوعرة، أو حتى المعبدة بصورةٍ غير جيدة فإن قطاع النقل يحتاج لوقفة لحلحلة قضاياه.. فقد أصبح بند المواصلات العامة مزعجاً جداً خاصةً والقطاع العام في كثير من مؤسساته لا يتوفر فيه ميزة أو خدمة الترحيل الجماعي مما يعظم الطاقة التي تعمل بها الذهنية والعقلية الجمعية للموظفين والعاملين مما ينعكس سلباً على مجمل الحال.. المهم مقارنة بسيطة جداً مع قطاعات النقل في أي دولة تعي أبعاد مشاكل النقل ومتعلقاتها نكتشف أننا في حاجةٍ ماسةٍ لثورة كبرى حتى نتعدى مثل هذه الأزمات القديمة.. فقد أصبح من المغري جداً في دول كثيرة أن يتخلى صاحب السيارة طائعاً عن استخدامها لجميع مشاويره مقابل أن يستغل المركبات العامة التي لها نظام (مايخرش مويه) فأين نحن من تلك الأنظمة الحضارية للتنقل.. من مترو الأنفاق.. والقطارات العادية.. والمركبات في طرقها الدائرية.. والرقي والتحضر.. في هذا القطاع.

وجه آخر:

قد لا تصدق نفسك لو أنك من سكان تلك المناطق التي تعج بالتعددات المهولة من الأجانب الذين يستقون بنظرية (الكثرة غلبت الشجاعة) والشجاعة في هذه الحالة منسوبة لمواطنين بسطاء تهدَّهم الظروف وتستلب منهم الكثير من حقوق التمتع العام بالخدمات !! لأنه في تلك المواقع عندما تدلف لجوف المركبة العامة تتساءل.. (أين أنا؟ في ياتو دولة أفريقية).. المهم أعيدوا النظر في الأمر ووفروا على الأقل هذه المواصلات مادمتم لا محالة رافعين للدعم ومنازلون في سوق الله، وأكبر ما يميزكم من تساهيل، وعلاقات دولية تجارية وداعمة مقابل مستثمر محلي في قطاع النقل لا يملك إلا وصف صاحب حافلة قديمة متهالكة، وليس لها بصيص أمل في مواكبة الظروف الدائمة من ملاحقات ومتطلبات لا قبل لصاحبها بها.. لتنازع الشوارع (المدقدقة… والملاحقات المتكررة.. وتفريغ شحنات الركاب المتزايدة الغضب والِحدَّة.؟) فلو أن دراسة استهدفت حصر وملاحقة المعارك الصغيرة التي تتفجر المرة بعد الأخرى كلما ضجت في رؤوس الركاب المشاكل الأمر الذي يجعل للمركبة نصيباً من ضرر وإيذاء.

والعالم (المجنون) الآن يبحث عن حقوق الإنسان في تفاصيل الخدمات الأساسية ومنها (حق المواصلات.. التنقل.. الترحيل) فهل (سيقوم العالم الأول عبر آلياته للبحث عن حقوق الإنسان من هذا الباب بالبلاد حتى لا نتعرض لضغوطات متزايدة، وليس من أجل خاطر عيون المواطن(الراكب يجنن والواقف يحنن.)

آخر الكلام:

رغم البصات الخضراء المكيفة.. ورغم المغامرات التي يتعرض لها أصحاب المركبات.. بالدخول في هذه الخدمة لا تزال هناك الكثير من المتطلبات التي يجب توفرها لينعم(محمد أحمد) بحق أصيل في التنقل والنقل دون إهدار للوقت أو إزدحام في موقف…

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]