فدوى موسى

حكاية إيمان

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]حكاية إيمان [/ALIGN] نعود إليكم القراء الكرام من بعد اجازة العيد نحمل شوقاً لكم ولملاحظاتكم متمنين من الله عز وجل أن تكونوا قد إستمتعم بأيام العيد فقد كنا جميعاً في حاجة ماسة لهذه الإجازة لكسر وتيرة إيقاع الجري واللهث القدري لنأخذ قسطاً من الراحة ولتهدأ الأنفاس ومن ثم نواصل في حماسة أكثر تفاؤلاً وكل عام وأنتم بألف خير وليعذرنا كل من لم نستطع الوصول اليه.. دون الناس كانت «إيمان» تُوقن داخل نفسها بأنها ستعيش أيام العيد بكل الإحساسات المختلفة والمتباينة فمنذ أن توفى كل من والدها ووالدتها أضحت تعيش وحيدة في البيت الذي شهد «لمتهم» معاً ومنذ رحيلهم وهي لا تحاول أن تبلغ أقسى الإحساس إن كان فرحاً أو حزناً ولأن أيام العيد أيام مميزة في الحياة الخاصة والعامة فإنها تراقبها بمزيج متداخل من الأحاسيس. أحساس أهلها أن يزورها وهم يذرفون الدموع على مداخل المنزل الذي ظل مفتوحاً ببركتهم ودعمهم. فإيمان حتى الآن طالبة بالثانوي لم تطرق باب العمل بعد ولكن وجود بيت أبيها وسط الأهل خلف لها جواً من الأمن والإستقرار فقد اضطرت لإغلاق الباب الذي يفتح على الشارع مباشرة واكتفت بالنفاج الذي يفتح على الممر الداخلي ورغم كثرة طلبات الزواج التي صارت تتعدد عليها من أبناء عمومتها وأخوالها إلا إنها كانت مصرة على إكمال تعليمها ويبدو أن هذه الطلبات تدخل عليها من باب الشفقة عليها من «الوحدة» رغم الإحاطة الكاملة التي يطوقها بها أهلها كالسوار حول المعصم فهي لم تبت يوماً ليلة وحدها بلا رفقة من احدى قريباتها منذ ذلك الحادث المشؤوم الذي ذهب بأمها وأبيها مرة واحدة وفي عيد هذا العام كان الجميع حضوراً على أعتاب بيتها الذي بدا كامل النظافة والترتيب وقد اكتسى بكل جديد رغم إنها لا ترتاد الأسواق وسكبت الدموع المعتادة وذبحت عدة خراف بمدخل ذلك النفاج. آخر الكلام: ما أجمل ما تنطوي عليه نفوس الأهل «الحنان» تجاه وشائج الدم في هذا البلد.. وكل عام والجميع بخير..
سياج – آخر لحظة -العدد 845[/ALIGN]