تحقيقات وتقارير
حوار الوطني والمعارضة.. لغة معسولة وقصة حب بداية السنة
الصور المعلقة على صفحات الجرائد، تبدو مغايرة: الترابي والصادق وغازي يجاورون بعض ويتبادلون الابتسامات الصغيرة، الرئيس البشير يهبط من المنصة ويحتضن زعماء المعارضة دون تكلف، أحمد عبد الرحمن يشد على يد منصور خالد، كلمة التعافي التي وردت في خطاب البشير بدت وكأنها تعافي المحبين من جراح ألم مزمن.. الدكتور مصطفى عثمان والصادق المهدي في برنامج تلفزيوني يغازلون بعض، ذاك يصف هذا بأنه رجل واعي وحكيم، وهذا يصف ذاك بأنه مرن ومقبول، وحتى مالك عقار الذي حرص على تبادل الرسائل مع أحمد البلال الطيب كان يمرر عبر (الواتسب) جملة من العبارات اللطيفة على غير العادة..
غندور يحرص على ارتداء ابتسامة عريضة لا تفارقه أثناء الدعوة للحوار، المعارضة من جهتها توافق على الحوار بمجرد طلب يدها، لا تكتفي بالسكوت ليفهم الحزب الحاكم، ولكن تطرح شروطها بشكل خجول وتتجنب كلمة (لا) الجارحة، على كل حال المائدة جاهزة لعشاء تتخله الشموع الدامعة، المؤتمر الوطني حرص، كل الحرص على منع الأصوات المستفزة والمتطرفة من الإدلاء بأي تصريحات، ربما لكي لا تهدم قصة حب بداية السنة.
الشاهد أن كل الأصوات تدعو للحوار، وحتى الدكتور الحاج آدم كان يتحدث بطريقة ناعمة ويفتح سقف التمنيات إلى أقصى ما يكون، قوى المعارضة افتر بينها خيط من المودة وتبادل لافت للزيارات، الترابي حرص على إعطاء الجيرة حقها واصطحب معه شيخ السنوسي لإلقاء التحية على مجموعة الدكتور غازي في شارع (أوماك).. غازي اصطحب وفدا من جماعة (الإصلاح الآن) واحتموا من صيف الخرطوم بعريشة الإمام، ورغم انزواء اليسار البائن وعتابه المغلف للإسلاميين، إلا أن ما يخبو وراء لمسات التعافي والأجواء الرومانسية حتى الآن هو الإبحار صوب ساحل بعيد تتآلف فيه القلوب وربما تنتهي إلى وثاق أزلي، أشبه بالزواج الكاثوليكي.
عزمي: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]