حاتم أرباب : بلاد تشبه بلادنا .. ارضها وانهارها ملك للحاكم
فبعد مداولات ومشاورات قسموا السكان إلى طبقتين ،طبقة فيها الناس البسطاء من فلاحين وعمال ،وطبقة غنية من رجال الأعمال والتجار ،ووضعوا لكل طبقة خُطّةُ و بدأوا التنفيذ بالطبقة الغنية . كانت الخُطّةُ تقتضي التضييق على الأغنياء فنسبوا لهم التهم بالخروج علي الحاكم تارة، وتارة تهم حيازة بضاعة ممنوع احتكارها فيتم مصادرتها منهم،وفرضوا عليهم غرامات مالية باهظة ،وفرضوا رسوم وضرائب وجبايات ،وأوقفوا استيراد قطع الغيار للمصانع شيئاً فشيئاً نجحت خُطتهم فتعطلت المصانع وأصبحت كل السيولة النقدية التي يملكها الأغنياء تحت تصرفهم.
الخُطة نجحت في جمع ما عند الأغنياء والعمال،فاصبح ثُلث المال فقط مفقود ،وهو ما عند الفلاحين. ولكي يجمعوا ما عند المزارعين أرسلت الحكومة مع كل حاصدة جنود من جنودها ليأخذوا ثلاثة أرباع المحصول من كل مزارع . وبهذه الطريقة اصبح المزارع يشتري من السوق ما حصد ليأكل، وكان مصدره الوحيد للحصول على النقد هو القطن الذي تبيعه الدولة وتصدره للخارج ثم تدفع نقدا للمزارع . قال احد الوزراء لماذا ندفع لهم قروش القطن ثم ناخذها منهم بعد جولة طويلة ثم نعطيها لهم مرة ثانية ،هكذا ستكون دائرية ولن نفلح إذا ابدا ! اقترح أن لا نعطيهم شئ من قروش القطن ،و أن نعطيهم بذور فاسدة لزراعة الذرة والقمح ليخرجوا كل مليم يملكونه من أجل لقمة العيش. ففعلوا فجف الزرع والضرع والجيب ، ولكن مازال هناك نصف من الثُلث مفقود .فرجعوا إلى الحاكم وقالوا له أن هناك ربع من المال مفقود .وفي حقيقة الأمر لقد سرق الوزراء هذا الربع المفقود ولكن الحاكم أصر على جمع كل المال ،فقال لهم اذهبوا إلى الرعاة ستجدون الربع عندهم. فذهبوا إلى أصحاب المواشي فلم يجدوا نقداً عندهم .فقال قائل منهم لو رجعنا إلى الحاكم من غير شئ ربما طردنا من القصر فلما لا ناخذ له الأبقار ! فحاولوا اخذ الأبقار ،ولكن كان من الصعب مطاردة الرعاة المنتشرين بين الوديان والغابات فاخيراً توصلوا لاتفاق مع الرعاة، بأن يعطوا الحاكم نصف ما تحلبه ابقارهم لمدة خمس سنوات، بعدها ليس للحاكم عليهم سلطان فعرضوا الأمر على الحاكم مُحبزين له الفكرة وانهم سيصدرون الألبان إلى الخارج ،وسيجنون كثير من المال، فوافق الحاكم فأصبحوا يصدرون اللبن للخارج ،ولأن الدول التي يبيعون لها اللبن لاتسمح بخروج النقد خارج أراضيها، كانوا يشترون المصانع والبيوت في تلك الدول، ويرجعون للحاكم بالمأكولات الأجنبية والخيول اليابانية، والمفروشات الحديثة ،والدول التي ليس فيها شئ يعجب الحاكم كانوا يكتفون بمقايضة اللبن بجرادل وكبابي بلاستيكية .مرت الخمس سنوات وتوقف اللبن !فوجد لحاكم أن الربع من المال مازال مفقوداً، بل كل ما جمعوه له قد ضاع بينهم. فاجتمع الوزراء والولاة والمستشارين قال قائل منهم للحاكم لم يبقى هناك شي! لا مال و لا زرع ولا لبن ولا عمل ،والناس جاعت واذا لم نفعل شي ستأكلنا الناس. فقال احد الوزراء لما لا نصدر الناس !! فكثير من الدول تحتاج الي عمالة فنحن ناخذ ضريبة من شركات السفر وناخذ ضريبة مما يجمعون. فصدروا الناس إلى كل الدول وستوردوا ناس بأقل تكلفة لقضاء ضرورياتهم في خدمة المنازل وللعمل في شركاتهم ومصانعهم ،ومع مرور الأيام ازدادت الهجرة وزاد وعى الناس بحقوقهم وأدركوا أن البلد بلدهم وان الحاكم ماهو لا طاغية سلب خيراتهم وممتلكاتهم ،ونتيجة لهذا الوعي بدأوا يحاربون الحاكم فأصبحت بلاد السين والدال خراب علي دمار.
النيلين – حاتم أرباب
ع.ش
ياحاتم انت بدور على شى مفقود فى زمن الجوع
يا أستاذ حاتم إنتا بتذكرنا ليه ؟ خلينا مع همنا الله يخليك
لله درك .. قصة هذا البلاد وطوال 25 عاما اشبه بالخيال … كيف كان قبلها .. وكيف اصبح الآن … الله يبارك فيك يا اخوي حاتم كفيت ووفيت ولخصت حكاية وطن.
ههههههههههه اهااا والحل شنو؟؟ السودانيين لا فى غربة نافعين ولاا جوة البلد نافعين.. ههههههه اخير لينا نقعد فى حفرة الدخان من الولد بتاع حفرة الدخان الجاب من الاخر وسلم نفسو زماااااان.. هههههه بلد تجنن بلد تحنن بلد تخليك تحبها وتكرهها فى ذات الوقت .. العلة معروفة والعلاج معروف بس ماااافى دكتور يتابع الحالة ودى المشكلة
الله المستعان