يا خفيف يا رايق
لا أدري لما يستعجل بعض المسؤولين التصريح واطلاق الوعود دون التأكد من كنانته وما عنده، مقابل ما يقوله أو هكذا بات عندنا تعريف السياسي، فهو ذلك الكذاب الظريف الذي تعرف انه يكذب عليك. ولكنك مجبور يدفع كلامه على تصديقه، بل وانتظار نتائج هذا الكذب بشيء من السحر الذي يمارسه عليك في لحظات تستلب فيها كل حواسك.. وربما كانت هذه الحالة مبهرة عندما تأخذ صفتها الجماعية، وأقرب مثال لذلك الانتظار الجماعي هذه الأيام لاستلام الخراف التي انطلقت الأخبار بأن مسؤولاً وعد بتوفيرها بسعر اربعمائة وخمسين جنيهاً.. فهل ستتم هذه الوعود أم أن لسان حال المسؤول عندئذ «كنت بضحك معاكم» لتردوا عليه بذات اللهجة «يا خفيف يا رايق»..
لست مستنيراً..
دعني أقول لك إنك رجل المرحلة.. «في شنو؟» لست أدري فقد استقر في داخلي نموذج فنان الموسم منذ أن كنت صغيرة.. لذلك أراك ذلك الرجل.. يحق لك أن تزهو بنفسك وأن تمارس سلطتك فينا.. «دوَّرنا» كما تشاء يمنة ويسرة على خُطى مزاجك المتقلب.. لأنه من حق الذي يحلق فوق الرؤوس أن يمارس بعض الجز والحلق لشعورها.. إذن أمسك المقص ولا تبالي.. فقد ولى زمن مراعاة وجبر الخواطر.. ماذا يضير الحياة أن تكون فيها تحت إمرة رجل غير مستنير، ولكنه قادر على ممارسة ملامح الاستنارة.. ففي هذا العصر تكفي القشرة دون أن تغوص الى داخل اللب.. ورغم كل ذلك تبقى ذلك الذي يطوق البريء بالأغلال بلا ذنب ولا مبرر لمجرد انه وجد فيهم «ركوب الفزرة».
المخدرات في مناطق النزاعات..
مازالت المناطق الملتهبة أمنياً أو التي عامل الهدوء فيها والاستقرار مفقودان أكثر تعرضاً للانفلات في عرى تلاحم نسيجها الاجتماعي، والذي بات بعض فتقه عبر استهداف الشباب.. ففي دارفور عموماً عوامل تضرر الشباب أكبر وأقرب مثال تسطره شرطة ولاية شمال دارفور التي تضع الخطة بعد الخطة للحد من انتشار المخدرات، التي تعد ظاهرة بالولاية مقرونة مع حركات التمرد التي غيرت استراتيجيتها الى النهب المسلح وتوزيع المخدرات.. ومن خلال بعض القصص والحكاوي لذات الاستراتيجية لنشر المخدرات- ومن داخل ولاية دارفورية أخرى تكتشف منهجية تدميرية تجد حظها على أرض الواقع.. تستهدف الشباب من باب المخدرات الخطر.. ومازالت هناك امكانية للحاق بقفل هذا الطريق إذا ما جدَّت الدولة في حسم مثل هذه المشاكل الكبيرة.
ومازالت المواصلات مشكلة..
يوم من كل اسبوع أقلاه تتفجر أزمة للمواصلات بالعاصمة.. هل هي مقصودة أم حقيقية؟ لا تستطيع الجزم بذلك.. ولكنك تستشفي الحال من الأعداد المهولة للراجلين في المواقف الذين ترهقهم قترة.. الشيء الذي يبعث على انتشار حالة سخط كامل وحتى الآن لم يُحدد سبب واحد واضح للأزمات المتكررة للمواصلات التي تأخذ طابعاً موجي وهكذا دواليك.
آخر الكلام:-
تكمن فكرة تسيير الحياة السودانية عامة في حلحلة جزئياتها التي تبدو كالمعزولة لتكتمل صورة لحياة قابلة للاستمرار المقبول والممكن.. حلحلوا هذا العُقد التي تتراكم بشكل مخيف.
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]