تحقيقات وتقارير

العدل والمساواة … النهب والقتل سيدا الموقف في بانتيو ..!!


[JUSTIFY]لم تشأ حركة العدل والمساواة بان تترك الأحداث الجنوبية والحرب الطاحنة التي دارت حرحاها بين الفرقاء الجنوبيين تمر عليها مرور الكرام دون الاستفادة المادية والسياسية منها، وكعادتها فقد واصلت حركة العدل والمساواة نهجها الانتهازي وعملت للاستفادة القصوى من الحرب والصراع الدائر بدولة الجنوب بأنحيازها الصريح لقوات الحكومة الجنوبية بغية الخروج باكبر قدر من المكاسب خاصة على صعيد التسليح والتشوين علي حساب مكتسبات الدولة التي أبدي بعض قادتها ضعفاً واظهروا احتياجهم الفعلي لدعم الحركة خاصة في صراعها بولاية الوحدة.

وتقول التقارير الواردة من دولة الجنوب أن قوات تابعة لحركة العدل والمساواة استولت على ما قدر بنحو (15) مليار جنيه جنوبي ومبالغ أخرى من العملات الأجنبية لم تحصر بعد عقب اقتحام قوات الحركة مدينة بانتيو مؤخراً وقال شهود عيان ان متمردي العدل هاجموا رئاسة أحد البنوك الرئيسية بالمدينة كما اقتحموا رئاسة الفرقة الرابعة التي أجلت منها قوات الجيش الشعبي مدعومة بعناصر من حركة مني أركو مناوي وحركة عبد الواحد نور وبمشاركة مقدرة من حركة العدل والمساواة متمردي جنوب السودان التابعين للدكتور رياك مشار ووفقاً لأولئك الشهود فان حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بفرعيها تسللت إلى ولاية الوحدة لتستولي على (65) عربة تتبع للشركات العاملة في مناطق البترول بدولة الجنوب إلى جانب سيارات تخص مواطنين وموظفين محليين وفيما اكتفي متحدث باسم حركة العدل والمساواة بالقول ان الصراع الدائر في جنوب السودان لا يخص الحركة أكد مسؤولون سياسيون مؤيدون للدكتور رياك مشار من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس في تصريحات صحفية ان قواتهم تعرضت بالفعل بولاية الوحدة ومناطق بانتيو وربكونا إلى هجمات من بعض متمردي دارفور الذين مارسوا عمليات نهب واسعة النطاق شملت الوقود والأموال والذخائر خاصة من قيادة الفرقة الرابعة ببانتيو وبحسب المسؤولون بحركة التمرد الجنوبية فان كميات كبيرة من تلك المنهوبات نقلت إلى نقطة (الدار) بولاية جنوب كردفان حيث توجد بعض معسكرات المتمردين.
وفي السياق فقد أكدت مصادر جنوبية بولاية الوحدة وصول المتمرد عبد العزيز الحلو إلى بانتيو لاحتواء خلافات تصاعدت بين متمردي الجبهة الثورية وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان عقب وقوع عمليات نهب واسعة النطاق بالمنطقة من قبل متمردي الثورية الذين ساندوا القوات الحكومية لجنوب السودان في المعارك التي اندلعت بولاية الوحدة وبحسب بيتر ماوديت واحد قادة النوير بالمنطقة المؤديين لمشار فان الحلو وصل إلى بانتيو بطلب من قيادة الجيش الشعبي لاحتواء ما اسماه تفلتات بعض الفصائل التي شاركت في تحرير بانتيو مشيراً لتورط حركة العدل والمساواة وحركة مني أركوي مناوي في أعمال تخريب وقتل ونهب أموال وممتلكات عامة وخاصة بمدينتي بانتيو وفارينق وبعض القرى المحيطة بهما وقري أخرى بولاية الوحدة، وبحسب القائد بيتر فان المتمرد أبو بكر حامد القيادي بحركة العدل والمساواة يتواجد ضمن أعداد من قوات الحركة بفارينق إلى جانب انتشار عناصر تابعين له بمنطقة ربكونا مشير إلى متمردي دارفور المتورطين في القتال بجنوب السودان يحتجزون أعدادا من الأسرى التابعين لقائد المتمردين علي حكومة الجنوب د. رياك مشار.

وتشير التقارير إلى ان عمليات النهب والسرقات التي نفذتها حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان أسفرت عن حصول الحركة على ملغ خمسة مليار ونصف المليار جنيه جنوبي جرى نهبها نقداً من أحد البنوك الرئيسية في المدينة ونظراً لضخامة المبلغ كما أفاد بذلك شهود عيان في المدينة فان الحركة كونت لجنة برئاسة أحد القادة الميدانيين يدعي (بشارة آدم) الذي قام بعملية إحصاء ورتب لها حراسة خاصة إلى منطقة فاريانق التي يوجد بها معسكر خاص بالحركة.

أما فيما يخص العتاد العسكري فقد استولت حركة العدل والمساواة والفرقاء الجنوبيين في انشغال تام عنهم بالصراع الدامي علي حوالي 23 عربة، ثمانية منها عربات كبيرة محملة بالذخائر وبعض العتاد العسكري الخفيف.

وقد شوهد أفراد الحركة وهم يوجهونها تلقاء فاريانق، وعشرة عربات ماركة لاندكروزر (بك أب) وخمسة عشرة عربة بوكس، تم أخذها عبر طريق وعر وسط الدخان وأشلاء الضحايا إلى خارج المدينة.

ويشير ناجون فروا من الحرب من مدينة بانتيو إن أفراد الحركة قاموا بتحميل (ثلاث عربات بكميات من الأدوية إضافة إلى 2 مدفع رباعي و 4 مدافع هاون كبيرة 120 ملم ومدفع ثنائي.
ولم ينس قادة العدل والمساواة تحميل كميات هائلة من وقود العربات بلغت 3 تناكر وأسروا 10 من أبناء قبيلة النوير.
تلك هي الحصيلة الأولية لما استطاعت حركة العدل والمساواة أن تستولي عليه في أيام الحرب الأولي، هذا بخلاف عمليات النهب الفردية الواسعة النطاق والتي يبدو أن القوات الحكومية الجنوبية تركت لها الحبل على الغارب لتعيث ما تشاء من فساد فقط عليها ألا تدمر أو تخرب منشآت البترول.

هجوم قوات العدل والمساواة على مدينة بانتيو ونهب ممتلكات الدولة وأموال المواطنين آثار استغراب مواطني ولاية الوحدة التي آوت فيما مضي فلول العدل التي تقهقرت تحت ضربات القوات المسلحة فانسحبت جنوباً حيث والي الوحدة المعزول تعبان دينق الذي كان تربطهم به الكثير من المصالح الخاصة، ولكن وفي خضم الأحداث أكدت قوات العدل والمساواة إنتهازيتهم وتناسوا كل عون قدم لهم من مواني ووالي الوحدة فلم تسلم معسكرات النازحين ومخازنهم من انتهازية قادة العدل والمساواة الذين شنوا بصحبة قواتهم هجمات واسعة النطاق بولاية الوحدة ومناطق فارينق والحفرة والوزين داخل دولة جنوب السودان وقامت بتصفية عدد كبير من المدنيين الذين حاولوا مقاومتها بالقرى والمعسكرات التي فر إليها السكان المحليين عقب تطورات الأحداث بالمنطقة واندلاع القتال بين دولة جنوب السودان والمتردين الجنوبيين وأكد شهود عيان لوكالات الأمم المتحدة نهب متمردي العدل والمساواة كميات كبيرة من المواد الغذائية والوقود والاسبيرات من مخازن المنظمات الإنسانية العاملة بمعسكرات النازحين بمنطقة ديدا بشمال ولاية الوحدة بجنوب السودان وبحسب الشهود أنفسهم فان متمردي العدل والمساواة اقتحموا أيضاً مواقع بعض الشركات العاملة في البترول وقام عناصرها بسرقة المعدات والسيارات التابعة لتلك الشركات ووفقاً لبعض الأهالي الذين فروا من مواقع القتال فإن متمردي العدل الذين تسللوا إلى ولاية الوحدة وبعض المواقع الأخرى عقب فرارهم من مناطق جنوب كردفان ارتكبوا انتهاكات مريعة بحق المدنيين الجنوبيين العزل في القرى الواقعة على طول الطريق المؤدي لمناطق فارينق والحفرة وشمل ذلك أعمال قتل وتصفيات ونهب للمواشي وأموال المواطنين.

عموماً ومما لا شك فيه أن هذا القدر الكبير المتحصل عليه من الأسلحة الثقيلة الذخائر والعربات والوقود يمثل خير تشوين وإمداد لوجستي جيد لحركة العدل والمساواة التي تقتات نهاراً على دماء أبناء دولة الجنوب وتسولي على ثرواتهم مستغلة الخضم الهائل من المعارك التي تدور بضراوة غير مسبوقة، ولكنه يدل أيضاً على أن حركة العدل وكما فعلت في ليبيا القذافي من قبل تعيد تكرار ذات السيناريو أللصوصي البائس، وتبحث عن ما يعينها على حربها المجنونة غير المجدية في دارفور وتسارع كما الذئب الجامع إلى حشوها بطنها بأموال ليست لها، ولا صلة لها بها وإنما هي أموال شعب جنوب السودان.

وهذا دون شك يقدح في شرفها الثوري إن كان لها من شرف، بجانب أن هذه الجرائم التي اقترفته قوات الحركة وجد إستنكار الجميع في ولاية الوحدة والمجتمع الدولي، خاصة عمليات القتل الجماعي التي نفذتها تلك القوات لمنسوبي قبيلة النوير دون تمييز بين الشيوخ والنساء والأطفال وحملة السلاح.

صحيفة الوفاق
ع.ش[/JUSTIFY]