فدوى موسى

من لسوريا؟

[JUSTIFY]
من لسوريا؟

لن نقول ما دور العرب أو المسلمين فيما يحدث في سوريا التي توجه فيها الأسلحة تجاه الأبرياء.. الجيش السوري العربي يقصف شعبه ويدمر أرضه.. فكل شيء ممكن في سوريا، وقد أضحى أيضاً كل شيء جائزاً ومطروقاً فيما يدور الرحى ما بينه والجيش الحر.. فالمدنيون السوريون أصبحوا ما بين الاختباءات واللجوء خارج الأراضي، خوفاً من القانصين والآلة الحربية، والنظام يطور الأمر للضرب من الأجواء بطائرات مقابلة.. وها هي أجزاء كبرى من العاصمة السورية تصبح مدمرة.. فالأحياء العتيقة هي مرمى الخراب والدمار… والقصف لا يفرق بين الأهداف والبشر الذين هم السكان السوريون الذين ينظر إليهم- إلى وقت قريب- على أنهم أعزاء لكنهم الآن تحت رحمة العسكريين والأعمال التدميرية العظمى.. فمن لدمشق وريفها.. وهل من أمل في عودتها إلى مركز القصد التجاري والسياحي.. والأسد الآن يقصف بصورة محمومة الأحياء التي تقارب السيطرة للجيش الحر.. فهل سيصل به الحال إلى استخدام الأسلحة الكيميائية والأخطر.. جميع السوريين أصبحوا مبتلين، حتى بات الانتماء للنظام السوري القائم الآن يعني أن يقوم المنتسب بضرب وقتل أهله وشعبه.. وهاهي الأسلحة التي يفترض أن تكون للحماية ضد الهجوم الخارجي تستخدم في ردع وقتل أبناء وبنات الشعب السوري، وما زال العالم يتفرج بدم بارد، فكلما سقط قتيلاً طفل كان أو معمراً، فإنه بالتأكيد يعني تقصيراً من قبل العرب أجمع والمسلمين على وجه العموم.. والجميع في دمشق بات مهموماً، فالكثير من الأحداث تعالج فيها على حساب استقرارهم وأمنهم.. والنظام يبرر تدمير المباني إن احتمى بها فرد واحد من الطرف الآخر، وقس على ذلك حجم الخراب الذي يبرر به الحراك الحربي والأمني، فالنظام يرى أن هناك مساعدات من الحدود للجيش الحر، ويشير ضمنياً الى تركيا والسلفيين في دول الجوار، وعندما يكون للمعركة صوت داخل العاصمة السورية التي بها قمة هرم القيادة العظمى لسوريا، فالأمر ذا دلائل واضحة على تفاقم المعركة ذاتها، فهل يقوم الثوار والجيش الحر بالبلوغ إلى احتلال النظام السوري إلى أن يصل به الحال الى هز العاصمة.. فهل النظام السوري دخل في دائرة الاهتزاز والخلخلة.. النظام في سوريا مواجه بأعداد كبيرة من الضحايا، والمجتمع الدولي يمارس سلبية بائنة تجاه ذلك، فهل يرحل الأسد مقتنعاً أم بنهاية دامية؟ وهل الشعب السوري وصل إلى حالة التوحيد الكامل تجاه الذهاب المطلق للنظام للأبد؟.. وهل في إمكان الدول التي هي في حساب الصديقة للنظام السوري أن تنظر بروح إنسانية لما ساعدت به من جعل سوريا شلالات للدماء والتقتيل؟ أم أن المناظر المأساوية لا تهز شعرة في رأس تلك الدول التي تجمدت عندها المشاعر الإنسانية، حتى باتت لا تفرق بين توجيه سلاحها لأعداء الأمة وشعوب ذات الأمة؟ فالأعداء أصبحوا أكثر ابتهاجاً بما يقومون به نيابة عنهم..

ما بال هؤلاء لا يفيقون على صرخات الحرائر، وأشلاء الأطفال وعذابات شعب عربي أصيل، بات في مهب الأجندات السياسية، في وضع المستهدف بالآلة الحربية والتسابق على الاقصاء واستلاب الحياة.. مَن سوريا؟.. من يوقف هذا الوجع العربي الأليم؟.. والواقع أن ما يحدث فيها دليل كافٍ على (أكل الشعوب للنيران) في ظل التعامي السياسي.. ليس هناك دولة شقيقة للشعب السوري تتلظى بهمه وكربه..

آخر الكلام:-

كن أميناً واسأل نفسك ما دورك فيما تراه من دماء تهدر في سوريا.. من ساندت؟ من دعوت عليه أو له؟ بالتأكيد أنك شريك بدرجة ما فيما يدور في سوريا، إن كنت عربياً أو مسلماً أو حتى إنساناً كائناً بشرياً..

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]