نور الدين مدني
ولا طلقة واحدة..
* هذه المرارات تظهر هنا وهناك عند لحظات الاحتكاك بدرجات متفاوتة تبدأ بالعنف اللفظي وقد تصل لدرجة الإحتكاك العسكري كما حدث ومازال يحدث في مناطق التماس خاصة في أبيي.
* لذلك كانت لدينا تحفظات تجاه الترتيبات العسكرية والأمنية وعلى الأخص تجاه استمرار وجود جيشين منفصلين، ولكننا في ذات الوقت باركنا قيام القوات المشتركة التي مازلنا نطمح في أن تكون نواة للقوات المسلحة القومية التي تجمع تحت لوائها كل القوات التى كانت تحمل السلاح قبل اتفاقيات السلام او بمعنى أدق كل ابناء السودان دون جهوية أو قبلية أو حزبية مسلحة.
* لذلك نحن نبارك الخطوة التي اتخذتها الادارة المؤقتة لابيي بسحب القوات المشتركة خارج المنطقة لاعادة الطمأنينة للمواطنين الذين تركوا المنطقة نتيجة للاشتباكات التي حدثت هناك.
* لكن هذا ايضا يلقى عبئاً اكبر على قوات الشرطة المشتركة في المنطقة، بل وعلى المسئولين في إدارة ابيي لتعزيز مناخ السلام بدلاً من تأجيج التوتر، ليس عبر هذه الاجراءات الادارية وانما بتعميق ثقافة السلام والتعايش السلمي بين أبناء المنطقة.
* اننا لانعول كثيراً على قوات السلام التابعة للامم المتحدة فى المنطقة، رغم اهمية الدور الذي تقوم به ولكن العبء الأكبر يقع على عاتق الحكومة، واللجنة العليا التى تشكلت من الشريكين، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتأمين السلام في المنطقة، وعلى ادارة ابيي خاصة, دون أن يعني هذا تراجع الدور الشعبي والأهلي الأهم فى اطفاء نيران الفتنة ومحاصرة جذورها.
* ان النزاعات التى تؤججها الفتنة القبلية بين ابناء المنطقة لن تخدم لهم قضية ويروح ضحيتها الأبرياء منهم وتعرقل مسيرة السلام والتنمية فى المنطقة.
* يكفى الويلات التى عانوا منها فى فترة الحرب اللعينة وآن الأوان لأن يتمتع جميع ابناء السودان بثمار السلام بعيداً عن النزاعات المسلحة والاحتكاكات والمرارات فالسكان كما قال الحاكم الاداري لابيي أروب موياك لايريدون سماع أى اطلاق للنار بسبب الطابع الحساس للمنطقة. [/ALIGN]
كلام الناس- السوداني – العدد رقم 1111 – 2008-12-17