الطاهر ساتي

.. ( Shoes ) أصل الترجمة ..!!


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER].. ( Shoes ) أصل الترجمة ..!! [/ALIGN] ** رئيس أمريكي ، صحافي عراقي ، حذاء إيطالي .. هكذا أضلاع مثلث الحدث الذي يشغل الرأى العام العالمي .. كل ضلع لم يعد هو ذاك الشئ الذي كان يظنه الغافل بأنه ذات الشئ ، أوكما قال الفيتوري ..ولكن كل ضلع من مثلث الحدث صار بعد لحظة الحدث رمزا أعمق من كل تلك الأشياء المرئية عبر الفضائيات ..الرئيس الأمريكي لم يعد كذلك ، بل أصبح رمزا للباطل .. وكذلك الصحافي العراقي لم يعد كذلك ، لقد أصبح رمزا للحق ..والحذاء أيضا لم يعد مجرد جلد إيطالي مقاس أربعة وأربعين ، بيد أنه صار سلاحا ..حتى قاعة المؤتمر كشفت عن ذاتها الستار ، وأظهرت حقيقتها بحيث تراها الأبصار والبصائر منذ لحظة الحدث كما هي ، أي : ميدانا لمعركة ..!!
** هكذا ولج جوهر الحدث إلي عقول الناس .. معركة بين الحق والباطل ، إنتصر فيها سلاح الحق .. نعم إنتصر حتى ولو لم يصب الحذاء وجه بوش ، فاليد التي رفعت وأطلقت الحذاء هي العزة الغائبة في طوابير الأنظمة الأفروعربية وجيوشها ولذا إحتفت بها شعوبها المضطهدة ، وكذلك الإنحناء الذي توارى بخشب المنصة خوفا من الحذاء هو الإنحناء الذي تتمناه عزة الشعوب المضطهدة الغائبة واقعا للسان حال الباطل والطاغية .. وعليه ، فالحدث بكل رمزيته العميقة يثبت نصرا لعزة رفعت سلاحا فى وجه باطل إنحنى متوجسا ..وهكذا أي باطل في دنيا الناس ، مهما كانت عظمة مظهره ، فهو دائما ينحني أمام عزة الحق توجسا .. وهكذا ، عزة الصحافي العراقي لم ترغم الرئيس الأمريكي على الإنحناء فحسب ، بل قدمت أيضا للشعوب المضطهدة درسا مجانا مفاده : لو تعلقت نفوسكم وقلوبكم وعقولكم بالحرية والاستقلالية ، لنالتهما بلحظة شجاعة وقليل سلاح …!!
** والحديث يحلو عن رمزية الحدث .. إنتصار الحق على الباطل بسلاح العزة .. وعليه ، تخطئ النخب السياسية بألانظمة الأفروعربية لو ترجمت فرحة شعوبها بالحدث ترجمة غير سليمة ، بحيث مشاعر المضطهدين لم تنظر الى بوش رئيسا أمريكيا فقط ، بل كان ولايزال بوش فى مشاعرهم هو الطاغوت أينما وجد .. أكرر، أينما وجد .. وكذلك مشاعر المضطهدين فى مشارق الأرض ومغاربها لم تنظر الى منتظر الزيدى كمواطن عراقي فقط ، بل عزة منتظر هى التي إستهوت نفوسهم وجعلت لسان حالها يردد : ليت لى عزة كتلك أمام أي باطل يضطهدنى .. كهذا يجب أن تترجم أنظمة العالم الثالث تلك الفرحة النابعة من شعوبها المضطهدة …وإذا هى أحسنت الترجمة ستكتشف بأن الحذاء الأول أصاب الهدف ، ولكن الحذاء الثاني ضل طريقه من وجه نهج العربي الذي جاء بوجه النهج الأمريكي، إلي وجه النهج الأمريكي ..فهذا النهج هو الوجه الآخر لذاك النهج ..!!
** وعن الحدث بعيدا عن رمزيته ..كامل تضامنى مع الزميل منتظر ، مواطن عراقي عبر عن آلام وطنه المغتصب بكل الوسائل ، وليس من العدل تصنيف الوسائل فى موضع كهذا إلى مشروعة وغير مشروعة كما يردد عشاق الماريز وبعض الرومانسيين ، لأن الذي يقف خصما أمام منتظر لم يستخدم ضد العراق وشعبه ما يسميها العشاق والمريدون بالوسائل المشروعة .. وإن كان قذف بوش بالحذاء عملا غير أخلاقي ، فهل قذف بوش لأطفال بغداد ونسائها بالقنابل هو العمل الأخلاقي أيها العشاق والرومانسيون..؟.. لا .. فالجزاء من جنس العمل .. فانتبهوا في مواقفكم بحيث يتبين لكم الخيط المعارض من الخيط العميل .. وأعلموا بأن موقفا من شاكلة التضامن مع خصم الزميل منتظر هو الذي يرسخ الذل والهوان في شعوبكم ، بحيث تخضع لأي طاغوت ، أمريكيا كان أو عربيا أو إفريقيا …فالعزة تنبع من نفس الشعب ، ويخطئ من يظن بأنها …( تستورد ) …. !!
إليكم – الصحافة الخميس 18/12/2008 .العدد 5557
tahersati@hotmail.com[/ALIGN]

تعليق واحد

  1. الاخ العزيز الطاهر ساتى دائماى يبهرنا بالحق عن الجواهر والاصداف اللامعه فى تحيلاته العميقه
    وانا اتفق معك ان عملية انتصار الحق على الباطل قانون سرمدى ولكن لاتدركه العيون التى عليها غشاوة والقلوب التى عليها اكنه
    عموما فقد ردالينا حذاء منتظر الزيدى رمزيه افتقدناها كثيرا فى ظل الاباطات التى تعيشها الامه :crazy: