تحقيقات وتقارير

النفايات بين المخاطر الصحية والفوائد الإقتصادية

[JUSTIFY]لقد سعدنا كثيراً بأنك قد توليت ملف النظافة بولاية الخرطوم، وسبب سعادتنا ما عرفناه عنك من جد وإخلاص ومصداقية وشفافية في العمل وبأسلوب موضوعي. الآن وبعد أن أجاز مجلس وزراء ولاية الخرطوم الخطط الجديدة لإدارة النفايات الصلبة بالولاية، وأصبحت الأمور متحركة نحو إنجاز مأمول، ونحسب أنه بمجرد إعلان السياسة الجديدة وإستراتيجيتها وخططها وبرامجها ووضع ذلك موضع التنفيذ، ستُحل تلقائياً كل عُقد ومشكلات النفايات وقضاياها البسيطة التي صارت معقَّدة. ونتعشم أن تُفضي الى حل جذري لحالة التدني والتدهور، وأن يستمر التنفيذ بنفس واحد في كل محليات الولاية.
صحيح أن القرارات والإجراءات الأخيرة المُعلنة إجمالاً عندما يتم إعلانها على الملأ وبنهج تنفيذي رشيد، وعلى أسس واضحة ومستمرة، فإن النتيجة منتجة ومثمرة وغاية الأمل والرجاء.
يا سيدي نائب والي الخرطوم.. أن تكون النقاط الجوهرية الأساسية السبع التي تقوم عليها الإدارة السليمة للنفايات، والتي ذُكرت مجملة أن تظهر مفصلة مع توابعها المطلوبة والمتكاملة عند التنفيذ.
ومما يزيدنا اطمئناناً أن أصحاب الخبرة لديكم قد وضعوا المشروع التحسيني لأعمال النظافة، وكنت أحسب أنه من المفيد الاستعانة أيضاً بالخبراء الذين درسوا وصمَّموا مشروع نظافة ولاية الخرطوم بهنج علمي وفني وإداري واقتصادي ناجح، وهم أحياء من بينهم السيد محمد الحسن خالد والسيد مكي عبدالله والذين تفرغوا تفرغاً كاملاً لرسم المشروع في بدايته، فإن كان ذلك لم يتم بسبب الاستعجال،«فإن الزجاجة لم تنكسر والذي فيها لم يتدفق» ويمكن الاستعانة بهما في التعديل والتحسين والتجويد والتطوير والاتقان، وهناك حاجة ماسة الى تضافر الجهود واستنفار الطاقات الإبداعية للولاية والمحليات وهيئات النظافة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، للاسهام الفاعل والمشاركة الإيجابية في الترويج للنظافة وتنفيذ برامجها بروح وطنية عالية.
ولعلكم توافقنا الرأي إن جانب التوعية البيئية والتثقيف الصحي لهما القدح المعلى في تغيير وتحسين سلوك المواطنين مما ينعكس إيجابياً على مستوى النظافة. فبالإضافة للمحاضرات والندوات وجلسات الاستماع لربات الأسر والشباب والمدارس والأندية الاجتماعية والثقافية والرياضية، فأنه يمكن توفير النشرات والملصقات والكتيبات واستنفار المساجد واتحادات الطلبة والشباب وأهل الدراما في زيادة جرعة التوعية الصحية، وبذلك يحسن التعامل مع النفايات ويرتقي مستوى النظافة بالولاية. إننا نطمع أن تسبح الخرطوم في لجج من الخضرة اليانعة المونقة، لترتسم الابتسامات الصادقة والفرحة المعطرة على وجوه سكانها وزائريها. فهي تضم المآذن الشاهقة والعمارات العالية والطرق المتسعة المنظمة النظيفة التي يهب عليها النسيم العليل في كل آن وحين.
ولعلك تذكر يا سيدي قول الفيلسوف أرسطو«إن المدينة يجب أن تكون على نحو يمكِّن سكانها من العيش مع الاستمتاع بوقت الفراغ باعتدال وحرية».
وفي الفكر الفلسفي هناك ترابط تلازمي بين المدينة والعمارة والسلطة الحاكمة والنظافة، وهي مكونات تتكامل مع بعضها فتزرع الفخامة والإبهار والبهجة في النفوس، وتصير الحياة لطيفة وظريفة ولذيذة.
وكثير من الناس يعتقدون بأن الحكومة فقط هي المسؤولة عن النظافة والتخلُّص من النفايات، وهذه الفكرة عرجاء وهناك أدوار خاصة بالحكومة وأدوار خاصة بالمجتمع وأدوار خاصة بالأفراد، ولابد أن يقوم كلٌ بدوره في ما يقدر عليه.
نحن يا سيدي.. نحتاج لرجال يعملون في همة وتجرد وإخلاص، والى برنامج عمل مدروس ومتقن والسير في هذا الطريق خطوات واسعة تؤدي للرقي. ولئن كتب لشعار«النظافة أولاً» أن يتحقق على أرض الواقع برؤية نافذة وبرنامج إستراتيجي وخطط محددة المعالم مستمرة ومستقرة، وقيادة رشيدة تنجح في جذب وتحريك الموارد، عندئذ ستكون الخرطوم نظيفة وظريفة، جناب الباشمهندس ود الشيخ.
إن قيام حملات إسعافية للنظافة لمدة محدودة، أمر حسن ولا بأس عليه إلا أنه عمل محدود ومتواضع وذلك لا يغير كثيراً في صورة الولاية، لأنه عمل لا يخاطب جذور المشكلة الراهنة ولا يتناسب مع الوعود المرفوعة بالإصلاح، وإننا عندما أشرنا الى سوء إدارة النفايات في جميع جوانب متطلباتها، كان ذلك بسبب أسلوب وبرنامج القائمين على أمرها والذي عصف بالكثير من الأسس والنُّظم والضوابط المهنية الصارمة المطلوبة اتباعها في إدارة النفايات بصورة سليمة وكفاءة عالية.
كم يكون جميلاً ولائقاً، لو أنكم خلقتم مدراء وفنيين أقوياء أصحاب خبرات وأمانة وأوكلتم لهم هذا العمل بعد توفير ورش صيانة مزوَّدة بالمهندسين والفنيين وقطع الغيار اللازمة، وتوفير معينات العمل في جمع وخزن ونقل النفايات على ضوء إستراتيجية وبرنامج تنفيذي ثابت ومستمر ومستقر، ودفع استحقاقات العاملين مطلع كل شهر لتشجيع العاملين وشحذ هممهم، مع نظام جديد في التوعية الصحية مع إعانة المحليات مالياً للنهوض بالعمل المطلوب على النهج الذي يُرضي الله ورسوله والمواطنين، إذ أن رسوم نقل النفايات لا تغطي المصروفات.
إن تطبيق العمل حالياً فيه تراجع كبير وتدهور مستمر في تنفيذ الخدمة في كل محاورها، ويحتاج للانفاق المناسب والخطط المدروسة والتنفيذ المنتظم والمستمر المضبوط. وأقترح عليكم يا باشمهندس إنشاء آلية للتفتيش والمتابعة والمراقبة والتقييم لقياس مستوى الأداء وفعاليته وإزالة الخلل بأسرع ما يمكن مع نظام تقارير دورية محوسبة لرصد نتائج العمل بأسلوب فني وعلمي وإحصائي سليم.
وفي تقديري أنكم مدركون لكل هذه النقاط التي أثرتها، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين. ينطلق مشروع النظافة تحت شعار«تجويد وتميز واتقان وخدمة مستدامة».
وأهل الخرطوم ستزداد سعادتهم وتكبر فرحتهم عندما تتحقق وعود والينا وراعينا جناب الدكتور عبدالرحمن الخضر الذي إذا وعد أوفى، وإذا أعطى كفَّى، وإذا نفذ شفَّ، وقد نال شرف رجل السياحة الأول في العالم العربي، وليوفقكم الله أيها الوالي ونائبه في هذا العمل، وليسدد على طريق الحق والخير خطاكما إنه على كل شيء قدير وهو المستعان.
محمد المشرف
خبير صحة البيئة
عضو الجمعية الدولية للنفابات الصلبة«ISWA»
ضل النيمة: شكراً للأستاذ الخبير في صحة البيئة محمد المشرف، ورسالتك وصلت، لعلها تجد أذناً صاغية.
وشكراً

يوسف سيد أحمد خليفة: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. ثلاثة محاور اساسية فى عملية النظافه توفر العنصر البشرى المناسب وثانيا الاليات وثالثا الادراة والمراقبة الجاده ورابعا التثقيف فى الاعلام بهذه المنظومه سوف تكون النتائج جيده والله الموفق ؟