جعفر عباس

كازيبوي عاقلة أم مجنونة


[JUSTIFY]
كازيبوي عاقلة أم مجنونة

اول ما يتعلمه الإنسان العربي عند دخوله الحياة العملية، هو انه لا يوجد «ضمان» لاستمراره في منصبه، فالجالس «فوق» قد يقرر نقلك من إدارة الكمبيوتر إلى قسم الأمن، وهو يعلم أنك سترفض النقل وتضطر إلى الاستقالة او تتعرض للإقالة، وكلنا نعرف انه لا معنى للاستنجاد بقانون العمل او قانون البطيخ، لأن القوانين فيها خيار وفقوس (والله لا أعرف ما هو الفقوس)، وقد يتم طردك من العمل لأنك سرقت دباسة، ولكن غيرك قد ينال ترقية لأنه سرق مخصصات شراء خمسمائة جهاز كمبيوتر، أو ميزانية تشييد جسر.. ومن ثم فان البكش والنفاق صارا أهم أدوات الاستمرار والرقي الوظيفي، ومن يسعفه الحظ بالعثور على وظيفة ذات عائد طيب «يمسك فيها» إلى ان يدركه الموت، او مرض يقعده عن العمل، وفي سبيل ذلك فإنه يحيل الجهة التي يعمل فيها إلى مركز قوة، جميع عناصره يدينون له بالولاء والطاعة، فهو الذي وظفهم وهو الذي يحدد رواتبهم وحوافزهم وترقياتهم إلى درجات أعلى، بشرط ألا يضع أحدهم عينه على وظيفته، بل ان هناك موظفين كبارا يورثون مناصبهم لأقارب أو محاسيب بعد ان تحتم عليهم تصاريف القدر والزمان مغادرة المناصب، ومن المألوف في العالم العربي ان يتم تعيين فلان في الجهة الفلانية لأن أباه كان يعمل بها قبل ان يتقاعد او ينتقل إلى رحمة مولاه… وفي مصر ظلت الصحف تصرخ وتولول لأن مقاعد كليات الطب تكون محجوزة لعيال الوزراء والمحاضرين في تلك الكليات حتى لو كانت مجاميعهم لا تسمح بقبولهم في مدرسة الدايات.
ولن أتكلم عن نظم الخدمة العامة في أوربا او أمريكا كي لا يتهمني البعض بالولاء للعلوج وعصابة الأوغاد الدوليين، ولكنني سأتكلم عن جارة لي اسمها سبيسوزا وانديرا كازيبوي.. طبعا لم تسمع بسيدة باسم كهذا يسبب التهاب الغدد اللعابية، ولكنك سمعت بشارون ستون وشاكيرا وبريتني سبيرز ونانسي عقرب (لست مسؤولا هنا عن غفلة المصحح).. اسم لن تجد له نظيرا إلا في قاموس الأسماء السيريلانكي.. وقد أمضيت بضع سنوات، وأنا أحاول حفظ اسم رئيسة سريلانكا السابقة كوماراتونغا بندرانايكا.. على كل حال فان كازيبوي هذه أهم من كل ذوات الثدي اللواتي نراهن على الشاشات الفضائية، فقد ظلت نائبة الرئيس الاوغندي منذ عام 1994 وتعتبر من أكفأ الشخصيات السياسية والتنفيذية في بلادها، رغم انها أصلا طبيبة وحاصلة على ماجستير في الطب!! ثم فقدت قواها العقلية!! اسألني: كيف؟ كازيبوي هذه كانت ثاني «رأس» في بلادها ثم قررت الاستقالة! قال إيه؟ قال: أريد ان أكمل تعليمي!! ماذا تقصدين وأنتِ حاصلة على بكالريوس وماجستير في الطب؟ قالت انها متضايقة لأنها انقطعت عن مهنتها الأصلية طويلا، وقد قبلتها جامعة هارفارد الامريكية للتحضير للدكتوراه في الطب وان تلك فرصة عظيمة لا تريد إضاعتها!! ما هو أدهى من ذلك هو ان الرئيس الاوغندي يوري موسفيني كان يعدها لتحل محله كأول رئيسة للجمهورية في بلادها وربما في أفريقيا!! عندنا يا دكتورة يترك البعض مقاعدهم الدراسية بدون مؤهلات بمجرد حصولهم على وظائف تتيح لهم السفر إلى الخارج، وحتى بعض حملة الدرجات العلمية الرفيعة عندنا يرتدون طوعا إلى الأمية بمجرد شغلهم لوظائف ترضي نرجسيتهم.. يسافرون شرقا وغربا ولكن ليس لحضور مؤتمرات وندوات تتعلق بمجالات تخصصهم، ويقرأون كثيرا ولكن ليس المجلات والكتب العلمية المتخصصة بل المذكرات الركيكة.. باختصار عندنا يُقفل باب العلم والتعلم والاجتهاد بمجرد نيل المراد الذي هو كرسي هزاز في مكتب فيه العتبة قزاز، والسلم نايلو في نايلو، ولهذا فحالنا متنيل بستين ألف نيلة (أذكركم مرة أخرى بأن النيلة هي زهر الغسيل الأزرق، وكانت المصريات في ما مضى من الزمان ينثرن مسحوق النيلة على رؤوسهن عند وفاة قريب عزيز).

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. هاهاها ما عارف الفقوس يا استاذ اسمو في السودان التبش وفي بعض الولايات اسمو الدردقو وبعدين انت ما بتوب من بت عقرب دي ، الغريبة اليومين دول هستريا هيفا خفت منك شوية الظاهر الكبر بدا يظهر عليك ولا في ضربة استباقية زي بتاعت اليرموك ولا اليرموني انا مارف من وين احتمال من الحكومة حقتك (( ام الجعا…. )) بس اعمل حسابك واشتري ليك رادار من هايبر بنده اصلو التطور بقي في اي لفة الا عندنا نحن الرد بنشجب وندين ونستنكر والذي منو ، اعتبر نصيحتي دي مشاترة اصلي حالي منيل في ستين نيلة ومش علي بعضي لانو الصاروخ اللي ما يصيبش يزهلل