تحقيقات وتقارير

مبادرات الأحزاب السياسية إلى أين ..؟!


[JUSTIFY]قطع المؤتمر الوطني بعدم وجود أي «أحد» للمؤتمر الشعبي قبل الحوار مع القوى السياسية كافة، نافياً وجود أي صفقة مقابل حضور الترابي لخطاب الرئيس البشير

والملاحظ أن هناك العديد من المبادرات التي أطلقتها الأحزاب بعد الخطاب ووجهتها للمؤتمر الوطني، فقد أطلق حزب الأمة القومي مبادرة الحكومة القومية ثم تلتها مبادرة المؤتمر الشعبي والذي قال إنه قدم السبت للحزب الحاكم وبانتظار الأحد، مبادرة أخرى طرحها حزب الأمة المتحد وهو حزب مشارك في الحكومة ولكنه أكد أن له رؤية جديدة تتعلق بالانتخابات والحكومة الانتقالية برئاسة البشير، وقد صرح الأستاذ الهادي الدويحي بأن حزبه قدم المبادرة بعد دراسة واجتماعات مكثفة للحزب تلت خطاب قاعة الصداقة، خرجت بأن يطرح حزب الأمير دقنة مبادرة تطالب ببقاء الرئيس البشير على رأس الحكومة الانتقالية ضمن مقترحه فهو أمر طبيعي ومتوقع لحزب مشارك، ولكن أن توجه بقية الأحزاب مبادراتها للمؤتمر الوطني فذلك يعني أنها ترغب في تحديد خطوط حمراء للحزب الحاكم لا يتخطاها الوطني وتصب في مصلحة الطرف الذي طرح المبادرة .

وذلك يعني أن هذه الأحزاب ترى أن سيطرة هذا الحزب ستستمر في الفترة القادمة رغم جو الحريات العامة الذي يحكم الشرطة، فهل ذلك يعني أن هؤلاء يتوقعون أن الحريات لن تكون كاملة وبالتالي ستستمر سيطرته على الأمور، لا أحد يضع في اعتباره أن انتخابات حرة تجرى وقد تتغير الموازين، وحتى إن سلمنا بأن المؤتمر الوطني يظل الأقوى في الساحة بحكم سيطرته على السلطة، ألم يضع هؤلاء في اعتبارهم أن تحالفات جديدة ستنشأ وسيكون لها وزنها وكلمتها وأن الآلاف المقاتلين يضعون السلاح أرضاً ويتحولون إلى مدنيين يمارسون الحياة السياسية ويتخلون عن الميدان والقتال.

لماذا لا تكون هناك مبادرات في اتجاه الأحزاب المنشقة لإعادتها إلى جسم الحزب الأب، فإن توحدت هذه الأحزاب ذلك يجلعها في وضع أقوى ويرفع سقف التطلعات ويجلعها تحصل على ما تريد.

وعلى المؤتمر الوطني أيضاً أن يوحد حزبه ويرتب بيته من الداخل ويعمل على استرضاء المنشقين، ذات الأمر ينطبق على الحزبين الكبيرين الأمة والاتحادي وكذلك على الحركات المسلحة أن تتوحد وتتحول إلى القتال بالكلمة بدلاً عن الرصاص، إن حدث ذلك استطاعت الأحزاب الثلاثة الكبيرة أن تتوحد وأن مبادراتها لن تكون حول اقتسام الكيكة، بل تحمل المبادرات قضايا إستراتيجية مثل الفقر والتنمية وكل القضايا المتعلقة بالحياة.

كل القراءات تؤكد أن الحكومة القادمة إذا تكونت من الثلاثة أحزاب الكبيرة الموحدة ذات القاعدة الجماهيرية العريضة، فإن أي محاولة للانقلاب لن تجد من يؤيدها.

إذن الخطوة المهمة لهذه الأحزاب هي توحيد صفوفها وترتيب بيوتها من الداخل قبل إطلاق المبادرات.

المؤتمر الشعبي الذي أرجع أسباب تصدع وانشقاق الأحزاب الكبيرة إلى أنه من صنع يدي المؤتمر الوطني والذي هدفه «إرباك الساحة السياسية» على حد قول كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، والذي أضاف بالقول إن توحد هذه الأحزاب مهم جداً لمستقبل الديمقراطية في السودان ولتوحيد الخيارات وعدم تشتيت ذهن المواطن، إلا أن عمر يرى أن هذه المبادرات أطلقتها الأحزاب وفقاً لفقه الأولويات وخوفاً من العصف بالتجربة الديمقراطية، ولذلك فإنه بعد الخروج من هذه الأزمة من السهل جداً أن تتوحد هذه الأحزاب لخوض الانتخابات، وأشار عمر إلى أن تحالف قوى الإجماع الوطني قد وضع رؤية تجنبه مناقشة قسمة السلطة بعد إسقاط النظام، واقتسام الكيكة يمثل حجر عثرة لمعظم الأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني، لمناقشة القضايا الإستراتيجية للمواطن، وقال عمر الجميع يسعى إلى السلطة ولكن كلاً حسب فكرته.

صحيفة آخر لحظة
تقرير : فاطمة أحمدون
ت.إ[/JUSTIFY]


تعليق واحد