تحقيقات وتقارير

الخرطوم القاهرة .. ما وراء التحايا العسكرية !


[JUSTIFY]بطبيعة الحال تظل العديد من الملفات ذات الأهمية القصوى فى مباحثات وزيريّ الدفاع السوداني والمصري منتصف الأسبوع الفائت بعيدة بدرجة ما عن متناول يد الإعلام فتلك متطلبات العمل العسكري ومقتضياته، خاصة إذا كنا نتحدث عن منطقة تعج بالأعداء وذئاب الليل وثعابين المنعطفات الغادرة.

ولكن من الضروري هنا أن نعيد تركيب الصورة السودانية المصرية فى ظل المتغيرات الماثلة لنقرأ المشهد بطريقة أعمق. فمن جهة أولى فإن زيارة وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين تمت بدعوة من رصيفه المصير المشير السيسي.

وإذا علمنا أن الأخير ظل وما يزال هو المحور المؤثر فى المشهد المصري فإن من المؤكد أن القاهرة تدرك على أية حال -وبعمق كافي- أهمية عمقها الاستراتيجي فى السودان وتسعى على الأقل فى الراهن والمستقبل لضمان وجود أساس واقعي وقوى للرابطة التى لا فكاك عنها بين البلدين.

بمعنى أدق فإن مدى الرؤية الدفاعية المصرية يضع السودان ضمن أدق وأكبر حساباته الإستراتيجية. ومن جهة ثانية فإن مصر ربما كانت تنظر بقدر ملحوظ من القلق الى مآلات الأمور إذا ما استطاعت أن تحقق العبور من حالة السيولة السياسية الراهنة الى حالة ثبات ولو نسبي بقيام المؤسسات المطلوبة عبر صناديق الاقتراع، فالمشير السيسي دون أدنى شك هو فرس الرهان الرابح -وفق كافة المؤشرات- لقيادة مصر فى المرحلة القليلة المقبلة ليس من مقعد وزارة الدفاع وإنما من مقعد القصر الرئاسي وهذا يستلزم بالتأكيد إعادة (ترميم) حائط الجيران بما يفي بغرض الجوار المشترك الآمن.

وإذا جاز لنا أن نتعمق أكثر فإن مصر تبدو فى حاجة ماسة للغاية لإسناد ظهرها على السودان لمواجهة مقتضيات المرحلة المقبلة والتي من المؤكد أنها لن تكون سهلة بحال من الأحوال.

من جهة ثالثة فإن القاهرة ربما نظرت أيضاً (بعين ثاقبة) للموقف السوداني المثير للإعجاب حيال الصراع الجنوبي الجنوبي وكيف أن الخرطوم وبعد أن تخطت بثبات عتبة الانفصال وكافة عراقيل وتبعات هذا الانفصال نجحت أيضاً فى تقليل إشتعال الموقد الجنوبي، إذ أن موقف كهذا قمين باجتذاب الأنظار المصرية الرسمية باعتبار أن الخرطوم عاصمة يمكن الوثوق بها في أحرج اللحظات.

من جهة رابعة فإن موقف الخرطوم المبدئي من أي تدخل -سواء من قريب أو بعيد- فى الشأن المصري أعطى إشارة ايجابية كافية للقاهرة لكي (تبحث فى مكان آخر) عمن يمكن أن يؤذيها! وإن كان هنا من إشارة فإن القيادة المصرية فى هذا الصدد تحلت بواقعية شديدة هي بالضبط الواقعية التى ظلت مفقودة لعقود بين الدولتين حين كانت القاهرة لا تعبأ كثيراً بالخرطوم إلا في حدود كونها الحارسة لمياهها !

وأخيراً فإن القاهرة بحكم الجغرافيا والتاريخ أدركت ولو بعد حين، أن السودان دولة بلا أطماع، ولا يدين بدين الانتهازية السياسية ولو كان يفعل لتغير المشهد سواء في جوبا أو القاهرة.

تحليل سياسي – سودان سفاري[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. (((وأخيراً فإن القاهرة بحكم الجغرافيا والتاريخ أدركت ولو بعد حين، أن السودان دولة بلا أطماع، ولا يدين بدين الانتهازية السياسية ولو كان يفعل لتغير المشهد سواء في جوبا أو القاهرة.)))
    ليته يفعل ليتغير المشهد وينتصر السودان على أعدائه.
    أما عن موضوع أن القاهرة لم تكن تعبأ كثيراً للخرطوم الا بإعتبار أنها الحارس لمياهها ، فإن القاهرة تعلم تماماً أن السودان هو العمق الاستراتيجي لمصر ولكن مصر دأبت على أخذ كل ما تريده من السودان بإزدراء شديد للسودان وبالافتراء عليه والتعامل معه بعنجهية، أقول هذا ومصر تعلم ذلك علم اليقين بأن السودان دولة قوية وأنه إذا كشر عن أنيابه فإن أمريكا نفسها ستركع له طائعة .
    ولكن ماذا نفعل وماذا نقول لمسئولينا الذين يتصرفون تصرف الخائف !!
    من ماذا تخافون أيها المسئولون في بلادنا ، أو لستم رجالاً ؟؟!!
    أيها الجبناء يجب أن يكون التعامل بالمثل وستكون النتيجة لصالح الوطن السودان .
    الرب واحد والموت واحد فلماذا تخافون ممن هم أجبن الناس على وجه الأرض المصريين والامريكيين ومعهم اليهود !!