منوعات

خلاوى إلكترونية: التقنيات الحديثة لنشر الدعوة الإسلامية

[JUSTIFY]انتشرت وسائل المعرفة وسهلت التقنيات الحديثة كثيراً لطالبيها في مختلف العلوم ونشر الأفكار، وهو أمر دعا الكثير من المفكرين في العالم الإسلامي لحثّ الجميع على استخدام التقنيات الحديثة لنشر تعاليم الدين الإسلامي وعلومه وتحفيظ القرآن الكريم، في ولاية القضارف تم طرح تجربة التعليم الإلكتروني قبل سنوات ماضية..

التجربة قابلتها الكثير من العثرات بيد أنها ما تزال موجودة على أمل إنعاشها لإخراج آلاف التلاميذ من دائرة الجهل بسبب عدم الدخول إلى المدرسة واستقطابهم إلى العملية التعليمية بشتى السبل خاصة التقنية لسهولتها وانتشارها، الآن طرح ديوان الزكاة بولاية القضارف تجربة الخلاوى الإلكترونية، وهي من التجارب الكبيرة التي ستحقق نتائج باهرة بحكم سهولة استخدامها للطلاب، كما أنها تتيح أكبر قدر من العلوم عبر ما تتمتع به أجهزة الحاسوب المستخدمة في الخلاوى من سعة لتوفير المعلومات وقواعد علوم الفقه والعلوم الدينية المختلفة.

نار التقابة :

التقنيات الحديثة على الرغم من أنها تستخدم التقنيات العالية في إطار التعليم، خاصة في الفقه، والشرح، وتحفيظ القرآن، إلا أن التراث الغني لوضع الخلاوى ونورها المشع عبر التقابة واللوح والدواية، ما يزال يحتفظ بألقه، فالطالب يقرأ من الحاسوب، إلا أنه كذلك يكتب على اللوح، لمزيد من الحفظ والتجويد.

لا ينسى طلاب العلم سوط الشيخ الذي يلوح به لكل من أهمل في علمه، والدواية التي يغمس فيها قلمه المصنوع من القصب، وحلقات الحفظ والمدارسة، ووجبات الأكل التي تتكون في الغالب من العصيدة. وكذلك نار التقابة التي يستدفئ بها الحيران والتلاميذ وهم يرتلون القرآن في حلقات دائرية منتظمة، وتأتي على الذكر مباشرة خلاوى المجاذيب التي تعاقب عليها الشيخ عبد الرحمن الأزرق ثم مولانا الشيخ عثمان الأزرق الملقب بالصوفي الأزرق، التي خرجت آلاف الطلاب في مجال خفظ القرآن ودروس الفقه بجانب (خلاوى الشيخ أبو جمرة، خلاوى همشكوريب، خلاوى الشيخ الصافي، خلاوى مجمع النور الإسلامي، خلاوى الشيخ عبد الرحمن العركي).

تقنيات حديثة :

طرح ديوان الزكاة بالقضارف لمشروع الخلوة الإلكترونية كان بمثابة فتح واختراق جديد في مجال نشر الدعوة الإسلامية وتحفيظ القرآن ودراسة علوم الفقه، حيث تمت تغذية أكثر (82) خلوة يدرس فيها أكثر من (30) ألف دارس ودارسة ظلوا يتلقون العلم على يد شيخ واحد في الخلوة.

ويرى الخبير التربوي دكتور محمد المعتصم أحمد موسى أستاذ المناهج بجامعة القضارف أن مشروع الخلاوى الإلكترونية الذي ينفذه ديوان الزكاة ركيزة مهمة في إطار تطوير الخلاوى والاستفادة من تقنيات العصر الحديث وربط الدراسات بأهم الوسائل وهي الحاسوب، مؤكداً أن هذه الخطوة تحقق أهداف الخلاوى والتعليم الديني لأجل ضبط جودة تعليم الخلاوى في حفظ القرآن وقراءته، بحيث أن التعليم الإلكتروني والحاسوب يلعب دوراً في تحسين الكتابة بجانب ضبط الجودة ويسهل على الشيخ حفظ القرآن.

نقل وانتقال :

تجربة الخلاوى الإلكترونية فضلاً عن إسهامها في نشر العلم والوعي هي أيضاً أداة حديثة للتعلم ولمواكبة لغة العصر والحضارة، وبدلاً من أن يسخر التلاميذ وسيلة العصر لـ(اللهو) تصبح أداة حقيقية للتعلم، ويقول صالح علي بشير نائب أمين ديوان الزكاة بالقضارف: إن مشروع الخلاوى الإلكترونية جاء وفق رؤية الديوان لأهمية الخلاوى، وإنفاذاً لموجهات رئيس الجمهورية خلال فعاليات مهرجان القرآن الكريم الذي شرفه الرئيس بالقضارف، وذلك بغرض نقل تجربة الخلاوى من التقليدية إلى الحديثة، حيث تم توزيع أجهزة حاسوب حديثة للخلاوى لتحفيظ أجزاء القرآن وعلومه بالتفسير والتجويد ليسهل للقارئ والدارس الحفظ والتجويد الصحيح بالروايات المختلفة، لافتاً إلى أن التجربة تستهدف المرأة ودور المؤمنات بعد أن تم تخصيص مبلغ (2) مليار جنيه لإنجاح وتعميم التجربة

حسن محمد علي : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]