نور الدين مدني

لا قداسة في السياسة

[ALIGN=CENTER]لا قداسة في السياسة [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* ان اهتمامنا بعقد المؤتمرات العامة للأحزاب السودانية نابع من اقتناعنا بأن ديمقراطية الأحزاب مقدمة مهمة لتعزيز الديمقراطية العائدة والراجحة طال الزمن أم قصر ولايماننا الراسخ بأن الديمقراطية هي المخرج السلمي من كل الأزمات والاختناقات السياسية القائمة.
* لذلك ظللنا نحرض الأحزاب، خاصة الأحزاب التي تعرضت لانشطارات اثرت بصورة سالبة في تماسكها ومؤسسيتها وهي أحزاب كبيرة ومعروفة، ومازلنا نرى ان عقد المؤتمرات من القاعدة للقمة خطوة مهمة ولازمة لتعزيز مؤسسيتها وديمقراطيتها.
* وان على دعاة الاصلاح السياسي والمؤسسي في الأحزاب الاحتكام إلى هذه المؤتمرات لدفع عملية الاصلاح السياسي والمؤسسي ديمقراطياً بدلاً من الخروج على الأحزاب لانه ثبت عملياً ان هذا الخروج لم يحقق أهداف الاصلاح والتجديد لا داخل الحزب الأم ولا داخل الاحزاب الذي افترعوها.
* نقول هذا لحزب الأمة القومي وللحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة لأنهما ركيزتان مهمتان لإعادة بناء الديمقراطية في بلادنا دون ان يعني ذلك التقليل من شأن الأحزاب العقائدية أو الحركات المسلحة الدارفورية التي لا بد من توفيق أوضاعها سياسياً ليس فقط من أجل تحقيق السلام الأهم لها ولأهل دارفور خاصة, وانما للمساهمة المهمة في دفع الحراك السياسي ديمقراطياً لتأمين السلام واستكماله في كل ربوع البلاد وتحقيق الاستقرار الأهم لتعزيز الوحدة وبسط العدل والتنمية المتوازنة.
* أما المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني فإنه يكتسب أهمية خاصة ونرى في قيامه فرصة طيبة لتقييم مجمل أداء الحركة الشيوعية في السودان منذ ان كانت ملء السمع والبصر في الستينيات في القرن الماضي وحتى هذه التجربة الفريدة التي بدأت في ظل المرحلة الانتقالية من المرحلة الشمولية الاحادية إلى المرحلة الديمقراطية مرحلة التعددية الحزبية.
* لقد جرت مياه كثيرة في المحيط الاقليمي والدولي وفي داخل بلادنا تتطلب من الحزب الشيوعي السوداني تقييما شاملاً للاستفادة من تداعيات هذه المتغيرات والتزود بالايجابي منها في تفعيل العمل التنظيمي والسياسي والبرامجي للحزب، خاصة المتغيرات الداخلية التي سمحت للحزب بالنشاط العلني الذي يُمكن الحزب من عقد مؤتمره العام.
* وعندما نقول ان كل هذه التجارب السياسية بما فيها تجربة الحزب الغالب في الحكومة تجارب وضعية، غير مقدسة، فهذا ينطبق ايضاً على الحزب الشيوعي السوداني لأنه، كما علمتنا التجارب لا قداسة في السياسة ولا مخرج لنا جميعاً إلا عبر التداول السلمي للسلطة ديمقراطياً بعيداً عن كل أنواع العنف والقهر السياسي والفكري.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني – العدد رقم 1112 – 2008-12-18