جعفر عباس

مبروك الطلاق يا ست هانم

[JUSTIFY]
مبروك الطلاق يا ست هانم

(أخوكم/عمكم/ صاحبكم (كل شيء إلا جدّكم) على سفر طويل، لظرف طارئ جدا، ومن ثم سامحوه لأنه سيعيد هنا نشر مقالات قديمة بعد تنقيحها، إلى أن يفرجها صاحب الفرج قريبا بإذنه)
بعد زواج دام ست سنوات، وأسفر عن طفلتين، قررت سيدة مصرية طلب الطلاق.. لماذا؟ لأن زوجها مثقف زيادة عن اللزوم.. وأعلن عبر هذه الزاوية عن تعاطفي التام معها، وهذا الزوج حريص على اقتناء مختلف أنواع الكتب وقراءتها.. بس «مسَّخْها» حبتين… بل حبات وحبوب كثيرة، فهو يعود من عمله ويغلق باب الغرفة عليه، ويظل يقرأ حتى يداهمه النوم.. وخلال العطل الأسبوعية ينسف كتابين أو ثلاثة، أي يقرأهما من الغلاف الى الغلاف.. ولو وقف الأمر عند هذا الحد لربما لم تطالب الزوجة بالطلاق.. شيئا فشيئا صار الزوج لا يقبل أي حديث يوجه إليه وهو يقرأ: يا جوزي يا حبيب، الدش عطلان.. إلهي يوقع ويدشدش راسك.. تأتي صغيرته: بابا ممكن تروح ويانا الحديقة.. روحي مع أمك في داهية تودي ما تجيب، وأمام القاضي أكد البعل الفحل أنه سيظل يعطي الأولوية للكتب على زوجته وعياله، فكان الحكم بالطلاق البائن.
في فترة ما من فترات مسيرتي الزوجية الضافرة (طالما هي مستمرة فهي ضافرة).. كانت زوجتي ستطالب بالخلع لو كانت تعرف بوجوده، فقد كنت مثل سبع البرمبه ذاك.. في الصباح أقلب نحو خمس صحف قبل الخروج الى العمل.. وبعد العودة من العمل أتناول الغداء وأحبس نفسي داخل غرفة وأقرأ في كتاب او أكثر (عادة لا أنام بعد الظهر إلا مرة كل شهرين.. وتذكر أنني سوداني تؤلف حولي نكات الكسل الوراثي)،.. وفي المساء أتابع نشرة أخبار رئيسية في التلفزيون، ثم استلقي على ظهري في السرير وأواصل القراءة.. أعود بذاكرتي الى تلك الفترة وأحس بالذنب والتقصير.. من الناحية العملية لم أكن أتكلم مع زوجتي في أمور عادية ما لم تبادر هي بـ«فتح» موضوع ما.. وحتى عندما أبادلها الحديث حول ذلك الموضوع كنت أتعمد «قفله» بأسرع ما يمكن حتى يتسنى لي مواصلة القراءة… وما يخجلني أكثر هو أنني خفضت ساعات القراءة بنسبة تبلغ نحو 15% بعد مولد طفلنا الأول، ونسبة 25% بعد مولد الطفل الثاني.. وهلمجرا.. بعبارة أخرى لم أقلل ساعات القراءة وأخصص جزءا كبيرا من وقتي للعائلة إلا لإحساسي بأن لعيالي عليَّ حقا.. أقصد أنني لم أفعل ذلك مراعاة لخاطر ومشاعر زوجتي بل «عيالي».. وخذ في الاعتبار اننا كنا نعيش خارج وطننا وأنه كان يفترض ان أكون الصديق والأنيس الأول لزوجتي.. لم أسمع شكوى من زوجتي حول كل ذلك إلا بعد أن استغنى أصغر عيالي عني كشريك في اللعب، وعدت الى القراءة بينهم.. صارت أم المعارك تخاطبني بتهكم بعبارات مثل «اتفضل البيت بيتك».. كلما دخلت البيت.. أو «لماذا لا تستأجر البيت المجاور لنفسك كي تتفرغ للقراءة؟».. توقفت عن القراءة الجادة ستة أشهر متصلة، مكتفيا بقراءة الصحف والمجلات على عجل.. رق قلب زوجتي، وتوصلنا الى اتفاق بأنه من حقي ان أعيش في عزلة وهدوء لثلاث ساعات عقب عودتي من العمل،.. ويا ويلي إذا ضبطتني أقرأ في الأمسيات. (صارت أكثر ديمقراطية وتسمح لي بمتابعة نشرات الأخبار وبعض البرامج الوثائقية في التلفزيون مساءً

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. كيف تعبر عن تعاطفك التام معاها ياودأباس وفي نفس الوقت تقول ليها مبروك الطلاق ياست الهانم:confused: انت كا رجل شرقي لازم تقف مع الرجال وفي صفهم وحتي ولو كانوا خطأ؟الزواج نعمة ولابد للزوج ان يسعي لكي يحافظ عليها بقدر المستطاع لانو هو المسؤل الاول عن الرعيه! وكذلك الطلاق نعمه في حالة المشاكل الدائمه وفيه تتعرف علي الوجه الاخر للزوج؟والاولاد نعمة الزواج ويمكن يصبحوا ضحيه الطلاق!الحياة المعاملة الحسنه وخيركم خيركم لاهله ووسعوا علي اولادكم في حالة الزواج او الطلاق وما اكرم المرأة الاكريم وما اهانها الا لئم والسنة المحمديه هي اساس وعمود الزواج السعيد:)