بؤس الخاتمة
وقفت في وسط فناء الجامعة الرحيب تلتقط الفكرة من داخل حالها.. وتطلق العنان لحديثها الهامس ما بين الروح والنفس.. تبادر الاسئلة للخروج منها.. حقيبتها خاوية.. ويدها عاجزة وظرفها ضاغط.. وعندما تزيد الحاجة لادبيات التنظير والتأطير لحياتها تبادرها جدلية فلسفية ايهما أهم أن تسد جوعك أو تتبنى الأخلاق والقيم التي في طريقها للندرة.. هل هناك ضرورة تبيح المحظور أم أن البطن الخالية تفتح الشهية لنهم المزيد من التسليم للواقع المتفلت من قيود الصحيح والخطأ.. العرف والأصيل.. الواجب والنافلة.. لم تكن في وقفتها تلك إلا في موقف المتأمل الحزين بعد أن اسلمت صاغرة وهي تحتار إلى أين تذهب بهذه الوريقة التافهة المعروفة بشهادة اثنين اصدقاء مثلاً دون اختام.. مع بطن لا تعرف أن تكون «غريقة» فقد ضجت احشاؤها بذلك الجنين.. فإلى أين وجهتها وهي تسأل مبررة «جوعك أم خلقك» وتترك الباب موارباً لعلها تجيد شافعاً تشد عليه ركائب الغفران.. فجأة خطر إلى بالها ذلك البحر.. الجب.. وغاصت قصتها إلى ما لا نهاية.. حياة خاتمتها مأساوية وخاتمة قمئية ويبقى سؤالها عالقاً في فضاء الحياة..
٭ مغبون بلا دليل
ما زال واقفاً في محطة الضجر والتهكم على هؤلاء القوم الذين عبروا إلى دنيا لم يكونوا يوماً يعرفون مداخلها ومخارجها.. فهو الذي خبر الأصول والحسب والنسب ويرى أنهم جاءوا من وراء الجحيم وطفحوا للسطح كنبت فاسد يستمد تمثيله الغذائي من ضوء الآخرين وكلورفيل اخضرار تعبهم.. هكذا يراهم دوماً ويرى أن الاجحاف قد قاده إلى طرق باب الموجدة والغبن فما زال يرى في نفسه ذلك المظلوم الذي تخطاه الزمن بلا وجه حق لمن لا حق لهم في التخطي والعبور والجلوس على قمة تل الحظوظ.. فهل من دليل وسبيل لفك الغبن والإرتباط معه.
٭ حضنة:-ما زالت ملامحه تعلق طشاشاً هنا وهناك فالكل يتزاوغ عن ملاقاته كما يجفل الصحيح من المجزوم فهو المدعو بينهم «حضنة» حيث لا ينفكون أن يكونوا واقعين ما بين «اولاد عمه أو خاله» فالكل في فقهه يمتون إليه بصلة ووشيجة كما تقول الحبوبة «دا ود عم البعرس وود خال البيموت».. حضوره طاغي في السراديق والصيوانات يستقبل المعزين أو يودع المدعوين.. الكل يعرف أنه لا يمت لهم بالصلة.. ولكنهم مجبورين على «بلع طعم» هذه القرابة لو من باب تفادي «الحضنة» الجامدة التي تخيفه من انفكاك القفص الصدري.. فهل ما زال ذلك «الشخص» يتوسع في نظريته فتتمدد القرابة لصيوانات الفعاليات العامة والمناسبات غير الخاصة.. يبدو أن البعض قد لاحظ وجود «حضنة» في المحفل والملم الأخير الذي شغل الكثيرين ولم يستطع أن يحدد لمن يمت بصلة قرابة في الموجودين.
٭ في طبق من ذهب :-كم من مرة حدثوه وجاءوا إليه بجحافل الرغبات المحققة في طبق من ذهب وبادرهم بالزهد والورع والخوف من أن بدأ في تولي تحقيق الرغبات ان يقع فريسة مصائد الذلل والخطأ ودائماً ما يكون نتيجة ذلك أن يبعد نفسه عن تقديم جهداً يحتاجه الآخرون.. ويفسح المجال لمن هم دونه في الإفتاء.. لذا لا يلوم الناس الاخفاق وتوالي الإنهزام لأن أمثال هذا الورع يتوارى بعيداً ويفسح المجال لمن يأنس أو لا ينأس في نفسه الكفاءة.. فهل أصبح الورع والصدق ذرائعاً ليقفز البعض على حسابهما.. أم هي حالة سلبية مدمرةً أكثر من كونها خشية.
٭ آخر الكلام :-سعود.. نحس.. ليالي وأيام تمضي اللحظات فيها متقلبة الأوجه والبقاء دائماً لما يرضاه ويتواثق عليه الكثيرون.
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]