فدوى موسى

مستشفى الخرطوم.. نوارة انسانية!

[JUSTIFY]
مستشفى الخرطوم.. نوارة انسانية!

البلاد تنتاشها السهام.. والحكومة تصيبها علامات الشيخوخة.. أوضاع مضطربة.. محاولات التغيير مطروقة لكنها اصبحت مداخل لتضاربات كثيرة.. حالة لا يجدي معها الا الانتباهة والصحيان على كافة الأصعدة.. حسناً أن تراجعت وزارة المالية عن زيادة سلعة السكر.. أخيراً بدأت مؤشرات استجابتها فربما لم تطل الزيادة على السلع الأساسية الأخرى.. والدنيا ضاجة بالأحداث ومحرابي الخاص له محاوره.. رن هاتفي خالتي على الطرف الآخر تحدثني عن وجود ابنتها بالمستشفى على أعتاب عملية جراحية.. لم أملك إلا أن أتوجه إلى مستشفى الخرطوم.. وأنا لي إيمان كبير بما يقدمه المستشفى للبسطاء والغلابة من خدمات رغم ان وجهتي إلى الجناح الخاص بها إلا أن طوافي على الوجوه الموجودة بالعنابر العامة يعزز دائماً إيماني الراسخ هذا.. خضعت ابنة خالتي للعملية وخرجت والحمد لله بخير.. وعلى سعادة الحظ والصدف كان أن أتاحت الظروف لي لقاء الدكتور الانسان «الفاتح وراق» نصيراً للمرأة في مخاضاتها.. فطفقت أتجول في رحاب ما يقوم به المستشفى في ذلك القسم والموجودات ترسم عليهن قسمات البساطة ورقة الحال.. ومن الأجواء الموجودة في تلك اللحظات تدرك كم هم نبلاء اولئك النماذج لملائكة الرحمة.. الشيء الذي يلف الرحمة أن هذا المستشفى ما زال قبلةً لأوجاع المرضى السودانيين الذين تطعنهم رعونة الاقتصاد، وتضيف مآ سيهم إلى قائمة ما يجعل البلاد مضطربة.. أذكر جيداً تلك المرأة السمراء وهي على لحظات الولادة، ولحظات الإنتظار.. عرفت انه في هذا الموضع تدرك الموجوعة، وتحل الممكونة حتى وان كانت حقيبتها خاوية.. وخرجت من المستشفى أكثر إيماناً أن السودان ما زال بخيرٍ وعافية ما دامت هناك قيم عالية ! نموذجها أن بعض الأطباء يقومون بتقديم خدمة فوق للواجب الرسمي.. بدفع حق الدواء للمعدم والمعسر.. والمساهمة في توفير دواء أو بعض من نفقات العلاج.. وازدادت قناعتي بأن لا بديل لخدمات الجليلة التي تقوم بها مستشفى الخرطوم، إلا أن تُدعم رسمياً بدلاً من زجها في اتون تحويلها إلى خارج موقعها، أو ما تجر إليه الآن.. فالقناعة بجلائله تستدعي الإهتمام بحلحلة التفاصيل التي يعاني منها المستشفى لتقديم خدمة علاجية يمكن وصفها للكثيرين بأنها «هي لله.. وللانسانية».. ولو قام بعض الاختصاصيين أو الدكاترة الذين لم يباشروا من قبل التعامل مع الشرائح الانسانية الرقيقة الضعيفة الحال أن يتذوقوا طعم مساعدة هؤلاء، وهم تحت سلطان المرض أو حالة الضعف الانساني.. خاصة اولئك الذين لم تتاح لهم فرص هذه الممارسة الانسانية فلو أن كل طبيب يمارس الطب من «جناحه الاقتصادي» أتاح فرص لمعالجة بعض المساكين والفقراء على ذات النهج الذي يتيحه بعض الاختصاصيين الكبار بتحويل بعض الحالات الحرجة لبعض المساكين ليتعالجوا عندهم في عياداتهم مقابل دعوة لوجه الله لا يعرف بجهدهم إلا الله.. ولو أن هذه الروح أشيعت بينهم رغم انهم أي ملائكة الرحمة يعانون الأمرين في توفير أسباب المعيشة الكريمة لاسرهم إلا انهم الاكثر تأثيراً في المجتمع وباستطاعتهم التأثير على الآخرين على طرق باب المراحمة والمزاحمة على تخفيف أمر العلاج على البسطاء.. كما هو مطلوب من كل قادر.. شكراً «د. الفاتح » وانتم تقدمون نماذج لا تحب أن يعرف جهدها الناس، ولكن اعلان ذلك لا يقدح في حقكم بل يدعو الآخرين لحذو حذوكم.. لا أراكم الله مكروهاً..

آخر الكلام:-

مستشفى الخرطوم رمز سوداني خالص للشفاء والتعافي رغم ان مستشفيات كثيرة «خاصة» قامت إلا أن ميزته انه قبلة يتحلل عندها أصحاب الأوجاع وليس أصحاب الثروات.. عفاكم الله في بدنكم وصحتكم جميعاً.

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]