تحقيقات وتقارير

اعتبارات مهمة في الأزمة المصرية – الإثيوبية

[JUSTIFY]من الصعب تصور أن كل هذا التعنت والتشدد والاستقواء الإثيوبي على مصر وحقوقها القانونية والتاريخية في مياه نهر النيل جاء من فراغ . المؤكد أن هناك أكثر من ظهير وداعم عربي وإقليمي ودولي وراء هذا الاستقواء . صحيح أن النظام المصري السابق وعلى مدى أربعة عقود كاملة قد فرط، عن عمد وتجاهل، في واجبات مصر ودورها مع الأصدقاء في القارة الإفريقية، ضمن حرص هذا النظام على التخلص من كل إرث نظام جمال عبدالناصر بما فيه “الإرث الإفريقي” . صحيح أن هذا التفريط المتعمد من “نظامي السادات – مبارك” في واجبات مصر ودورها في إفريقيا، لم يكترث بأدوار بديلة موازية قام بها الكيان الصهيوني في إفريقيا ليس فقط ليحل مكان مصر، بل وليكون شوكة في عمق الأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي في خاصرته الجنوبية في إفريقيا، وأن هذا الكيان نجح بدرجة كبيرة في هذا المسعى، لكن الصحيح أيضاً أن هناك الآن من يقفون بجانب النظام الحاكم في إثيوبيا وتحفيزه للمضي قدماً في أن يضرب عرض الحائط بكل الحقوق المائية التاريخية المشروعة لمصر، وأن يواصل تعنته في بناء “سد النهضة” بالمواصفات التي يريدها، وألا يكترث بكل المطالب المصرية التي تراعي حقوق ومطالب إثيوبيا في هذا السد من دون إضرار بحقوق مصر والسودان ومن دون التسبب في أية أضرار قد تكون كارثية إذا لم يكن بناء السد ملتزماً بشروط السلامة الفنية الكافية، وهي مطالب لم تبتعد كثيراً عن التوصيات التي وردت في تقرير اللجنة الثلاثية التي تشكلت لغرض إيجاد الحلول اللازمة للمشكلات التي يثيرها إصرار إثيوبيا على بناء السد بالمواصفات التي تريدها .

فمنذ أن أعلنت إثيوبيا البدء في تنفيذ مشروع السد على “النيل الأزرق”، الذي يعد أهم روافد نهر النيل، وهو المصدر الرئيسي لحصة مصر من المياه، في ابريل/نيسان عام 2011 ومن دون أي تنسيق أو تشاور مع كل من دولتي المصب (مصر والسودان) بادرت مصر ببذل كل المساعي السلمية والأخوية للتفاهم مع إثيوبيا لتجنب تعريض حقوقها المائية القانونية والتاريخية للخطر، وكانت البداية هي النجاح في تشكيل ما عرف ب “اللجنة الثلاثية: الإثيوبية – المصرية – السودانية” في 29/11/،2011 وهي اللجنة التي أخذت تعرف ب “لجنة الخبراء الدولية” . كان من المفترض أن تنتهي هذه اللجنة من أعمالها قبل نهاية ،2012 لكن التسويف الإثيوبي والمماطلة المتعمدة، لكسب الوقت وفرض الأمر الواقع، حالت دون ذلك، وبعد أن أكملت اللجنة عملها بعد ستة اجتماعات وتفقدها الميداني لموقع بناء ذلك السد بدأت إثيوبيا تتحايل على مضمون التقرير الذي أعدته اللجنة التي أكدت أن الدراسات المقدمة عن السد من الجانب الإثيوبي تثبت بالدليل القاطع الكثير من التأثيرات شديدة السلبية، والتي أوصت بضرورة أن تقوم إثيوبيا باستكمال الدراسات الخاصة بالتأثيرات التي سوف تنتج عن بناء السد على الموارد المائية المصرية، وتوليد الكهرباء والتأثيرات البيئية والاجتماعية . ولم تفلح كل الاجتماعات الوزارية في إيجاد قاعدة للتوافق على كيفية تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الثلاثية، كما رفض الجانب الإثيوبي القبول بدعوة مصر إلى إشراك خبراء دوليين في عضوية تلك اللجنة، كما أصر على حصر مهمة اللجنة في حدود المتابعة من دون العمليات التنفيذية لبناء السد والتي أصر على استمرار العمل به من دون أي انتظار لأية توصيات من لجنة الخبراء أو اجتماعات الوزراء المختصين .

كان واضحاً أن إثيوبيا عندما قبلت بتشكيل اللجنة الثلاثية، وفي الدخول في جولات من الاجتماعات الوزارية كانت تهدف فقط إلى كسب الوقت والمضي قدماً في بناء المشروع على النحو الذي تريده، وفرض الأمر الواقع على مصر والسودان، لكنها كانت أيضاً تخطط للوقيعة بين مصر والسودان وكانت تراهن على أوراق كثيرة تخص علاقتها الثنائية مع الخرطوم واللعب بهذه الأوراق لكسب دعم سوداني للمشروع يعزل الموقف المصري، ويصور مصر على أنها دولة تريد الإضرار بالمصالح الإثيوبية .

هنا نلحظ أن إثيوبيا كانت حريصة على استغلال ظروف الصراع السياسي الداخلي وحالة عدم الاستقرار الأمني في مصر بعد اسقاط نظام الإخوان للتلاعب بالموقف المصري أولاً، ولكسب دعم أطراف عربية وأقليمية ودولية تورطت في الأزمة السياسية الداخلية في مصر بين الشعب المصري كله وجماعة الإخوان إلى جانبها في الصراع مع مصر بخصوص سد النهضة، وهذا ما أعطى للنظام الإثيوبي قوة دعم كبيرة في التعامل مع مصر، وهذا ما لم تعطه مصر أهمية، للأسف في إدارتها للأزمة مع إثيوبيا .

على العكس من ذلك أسرفت مصر في التعويل والمراهنة على حسن نوايا النظام وتجاوبه الظاهري مع مبادرات الدبلوماسية الشعبية المصرية التي توجهت إلى إثيوبيا في أعقاب نجاح ثورة 25 يناير، لم تعط الدبلوماسية الرسمية المصرية اهتماماً لقراءة تداعيات الصراع الجديد في مصر وعلى مصر بعد ثورة 30 يونيو عربياً وإقليمياً ودولياً على النزاع مع إثيوبيا حول سد النهضة، ولا لحرص أطراف هذا الصراع على استغلال النزاع المصري على إثيوبيا لممارسة المزيد من الضغوط على القاهرة لتحقيق ما أعلنه الإخوان من مخططين أولهما: تركيع الدولة المصرية، وثانيهما: تأديب الشعب المصري لانسياقه وراء ما اسموه ب “الانقلاب” ويقصدون ثورة 30 يونيو وقيادة الجيش، ولعل في قبول وزير الموارد المائية والري في الحكومة المستقيلة الدكتور محمد عبدالمطلب دعوة نظيره الإثيوبي أوائل هذا الشهر للقاء جديد في أديس أبابا لعقد اجتماع لإعادة الحوار مرة أخرى ومحاولة التقريب بين وجهات النظر، رغم كل ما سبق أن تأكد من خلال جولات المسار التفاوضي الثلاثي (المصري – السوداني – الإثيوبي)، سواء من خلال أعمال لجنة الخبراء أو من خلال الاجتماعات الوزارية أن كل ما يهدف إليه الجانب الإثيوبي هو كسب الوقت لتنفيذ المشروع، والحد من خيارات مصر، وإحراجها عالمياً من خلال المتاجرة بهذه الاجتماعات وتقديمها للعالم كدليل على حسن النوايا الإثيوبية، إضافة إلى افقاد مصر ورقة “شرط الإخطار المسبق” لتنفيذ مشروع السد، والمضي قدماً في مسعاها للحصول على التمويل الدولي اللازم لبناء السد .

الوزير المصري اعترف في تقريره الذي قدمه لمجلس الوزراء عقب عودته من هذا الاجتماع الأخير أن الجانب الإثيوبي مستمر في تعنته تجاه كل ما يقدمه الوفد المصري، كما اعترف الوزير بأن مصر أضاعت الكثير من الوقت (نحو عام ونصف العام) في مفاوضات اللجنة الثلاثية .

يجب ادراك أن جوهر الخلاف مع إثيوبيا الآن ليس حول بناء أو عدم بناء السد بل عدم التوافق حول فريق الخبراء الدوليين المنوط به تنفيذ توصيات اللجنة الدولية، والتي تتمثل في تمكين اللجنة من حل أي خلافات قد تطرأ خلال فترة عملها، وعدم موافقة إثيوبيا على فتح مجال لمناقشة ورقة “بناء الثقة” المصرية والتي اشتملت على الاستعانة بالخبراء الدوليين لاستكمال الدراسات، وتحديد الأضرار الواقعة على كل دولة وآليات تخفيف هذه الاضرار .

إن وسائل الضغط المصرية يجب ألا تتجاوز الوسائل الدبلوماسية وخاصة حجب التمويل والضغط القانوني .

الخليج الاماراتية
د . محمد السعيد إدريس
ع.ش[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. سبق أن كتبت تعليقاً سابقاً وضحت فيه الأضرار التي ستحيق بالسودان في حالة اكتمال بناء هذا السد وفي هذا المكان ومن ضمن ما ذكرت الآتي : هذا السد سيقوم بتخزين المليارات من الأمتار المكعبة من الطمي على ماعونه وبالتالي سيتضرر السودان من حجز الطمي داخل الحدود الأثيوبية ستضر بالزراعة السودانية وكل أنواع النبات والخضر والفواكه لأن الطمي هو غذاء الروح بالنسبة للنبات والفيتامين الذي يجعل من المنتجات السودانية في القمة وبالتالي ستكون المنتجات الأثيوبية أحسن وأكثر جودة من المنتجات الزراعية السودانية هذا من ناحية احتجاز الطمي عن النبات . أما الشق الثاني لإحتجاز الطمي في صحن السد سيكون هذا سبباً كافياً في عدم قدرة السد على التحمل مما سيكون سبباً في أنهياره ومن ثم الطوفان الذي سيدمر كل شيىء . نعلم أن اثيوبيا تقول أن السد سيتم بناؤه على أحدث الطرق المتطورة عالمياً ، ولكن سؤالي : هل أثيوبيا متطورة أكثر من المملكة العربية السعودية التي بنت سد للصرف الصحي على أحدث المواصفات العالمية وبمبالغ باهظة ودراسات ساعدت فيها أمريكا نفسها لقيام هذا السد ولكنه انهار وأغرق معه جدة كما يعلم معظم الناس . كذلك هل اثيوبيا متطورة أكثر من ألمانيا أو : هل ايطاليا التي تبني السد الأثيوبي متطورة أكثر من ألمانيا كان هناك سد في ألمانيا وتم بناؤه على أحدث الطرف المتطورة ولكنه انهار قبل شهور قلائل وأغرق أجزاء كبيرة من ألمانيا ثم أجزاء خارج حدود المانيا وعليكم بالتأكد من ذلك لمعرفة أخبار السدود . إن قيام مثل هذا السد وفي هذا المكان هو في الحقيقة خطر واضح على الأمن القومي السوداني القصد منه تركيع السودان والتحكم فيه مستقبلا (وهذا الأمر بيد امريكا اسرائيل وليس بيد الحبشة) . لا أريد أن أتكلم عن مصر لأننا يجب أن لا نحل مشاكل مصر التي تعودت أن تؤذي السودان بلا توقف . كما أننا لا نمانع من أن تقيم الحبشة مئات السدود ولكن داخل العمق الأثيوبي بحيث إذا انهار هذا السد يجب عليها الحبشة تحمل تبعات سدها الذي أقامته لا أن يتحمل السودان فقط كل تبعات هذا السد دون أن تتضرر أثيوبيا صاحبة السد . ويكفينا من جنيناه على أنفسنا من تبعات السد العالي المصري.
    يجب علينا أن لا نعتمد على الحظ لنقول أن السد لن ينهار !!
    أعتقد بأن الأحباش أشد ذكاءاً من نظرائهم السودانيين والمصريين لأنهم في البدء قرروا بناء السد بسعة 12 مليار متر مكعب ثم فجأة زادوا السعة لتكون اربعة وسبعين مليار متر مكعب ، أعتقد أن هذا الفارق تم افتعاله حتى يثبتوا بناء السد في حدود العشرين مليار متر مكعب لترضية كافة الأطراف . هذا السد لمصلحة الصهيونية العالمية (اسرائيل امريكا) وليس لمصلحة أثيوبيا بأي حال من الأحوال . وقد أعذر من أنذر .

  2. المصريين عندهم وهم ان الاحباش مع عندهم تمويل للسد اولاً الاحباش ضمنو التمويل قبل أقدامهم للبناء وجدو التمويل من الشركات الإسرائيلية وهي نفسها الشركات المنفذه للمشروع الان ثانياً الاحباش وجدو التمويل من مكان تنفيذ المشروع نفسه وجدوا آلاف الأطنان من الذهب خالص أنتو ناسين ان هذه السد ينفذ في ارض بني شنقول المحتله كل خزانات العالم يسمي باسم المكان الذي يقام عليه الا هذا الخزان سمي باسم مختلف لكي لا يسال الشعب السوداني هو بني شنقول وين لان الشعب غيب قصدالكي لايعلم مؤامرة الاحباش علي السودان ولان قادة السودان في الماضي والحاضر في الحكومه او المعارضه كلهم من المركز لايعرفون الحدود ولاتاريخ السودان لان اغلبهم درسو في مدارس خاصه او مناهج اجنبيه المهم سوف الشعب السوداني قريبا يستجدي الاحباش للتر الماء لان الاحباش صغيرهم وكبيرهم بيفتكروا انهم يملكون البحيره لذلك من حقهم ان يبيعوا الماء للعرب كما تبيع العرب البترول لهم كلها موارد طبيعيه حسب فهمهم ولا يفرقون بين العربي السوداني ولا المصري ولا السعودي ولا حتي الشنقولي كلو عندهم عدو لدود ما يغشوكم بتيدي وبناتهم كلهم جواسيس وعساكر وتصدير إيدز نحنا ظللنا نحذر تكرارافي هذا الموضوع كثيرا لكن باين الميت لايسمع الصياح
    الحل امام السودان ومصر هو دعم حركة تحرير شعب بني شنقول الفصيل المقاتل فيه وهو فصيل مرعب للاحباش لا يريد الاحباش حتي سماع اسمه الحل دعم شعب بني شنقول في تقرير مصيره لان شعب بني شنقول شعب سوداني لا يقل سودانيه ان اولاد جوبا ولا واو ولا ملكال ولا مدني ولا الفاشر ولا زالنجي ولا دنقلا وطوكر وحوش بانقا وكاب الجداد ان لم يكن افضل لان بني شنقول هو الديدبان اللي حارس السودان لأكثر من مئة عام بلا تغيير او مرتب ومازال فان لم تدعم الحكومات لانها تتحسس كراسيهم فلتبادر الشعوب وتتجاوز حكوماتها لان المساله مويه المويه هي الحياة واقراء القران تفهم وجعلنا من الماء كل شي حي وده مستقبل اجيال قادمه ففكرو شويه وقللو من الرقيص وشرب قهوة الحبش فيها مخدر يقتل القلب والهمه انشر يا النيلين خلي الشعب السوداني يفهم لأنو لو فهم هو مارد هو معلم الشعوب وبرضي الحقاره من ابوعيون خضر خليك من ابوحبيش المكلوج تخيلو ياجماعه قوة عين الحبشي يسرق ارض من السودان زي بني شنقول ارض ترابها وجبالها ذهب وكل ما تتخيل من حجاره نفيسه غير أفرع وانهار النيل الازرق بصمت مطبق الاحباش اخذو الارض واسترقو أصحابها وىذقونهم أشد انواع التعذيب غير القتل والتشريد وبعدين ينشاءون سد علي هذه الارض ويخنقون به السودان صاحب الارض خلي واحد سياسي سوداني انشاالله من المعارضه انشالله حسين خوجلي في برنامجو يعلن بني شنقول سودانيه شوف الحبش ديل كيف يتلخبطو وتبطل