موازنة مفخخة!
ما أشرقت شمس وأعلن الزمان بدء يوم جديد الا وجاء اليوم مثخناً بالأوجاع بذات القدر الذي يطويه من فرح وأمل في الغد تختلف تقديرات «الأوجاع» ما بين نواصي الصبر والاحتمال والخضوع للأمر الواقع.. فقد لا يكون هناك مفراً من التسليم ومحاولات بلع تداعياتها وأوجاع بلادنا هذه الأيام تستمد قوتها من الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلال سالبة على الحياة الاجتماعية وفتقت نسيجاً كان مثالاً لصمام أمان اللحمة والسداة كما تدعمها بعض اخفاقات لاهتزاز الفكرة والتنظير لواقع غيرموجود… فعندما تستمع إلى الخطط والاستراتيجيات الرسمية لمجابهة الفقر وأسناد الأسر الضعيفة يهيأ إلينا أن الحلول قد مرست الانقاذ.. ولكن الواقع يكذب ويفند ما يدعيه القوم في «دراماتهم الهزيلية»… كيف بالله ترجون من المطحونين بأوجاع الفقر والحاجة أن يتداخلوا معكم في حياة هانئة قوامها السكوت والرضا.. واعتاب موازنة جديدة لم تحمل هم هؤلاء إلا على صفحات التنظيرالأجوف والعبارات المفخخة نعم ستقولون أن أموال الدولة تواجه تحديات حيث لم تستقر الأوضاع ما بين الدولة والجارة التي كانت بالأمس في جدولة الموازنة.. اذن لم تجدوا بعد التحلل من تحديات الوصول إلى حالة مستقرة مع دولة الجنوب حتى ترفدون الموازنة برسوم العبور للبترول العابر ولم تتوصلوا بعد لإسكات صوت الاضطرابات الأمنية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وفي مثل هذه الظروف لا يستقيم وضع العملة الوطنية في مواجهة الموارد النقدية للعملات الأجنبية نعم في كل العام تلتقي الخيل الحرة عند لغة الموازنة للعام الجديد، ليتم التنظير على إجراء الإصلاحات الاقتصادية للمحافظة على مقدرات المال والاقتصاد أي عصب الحياة نعم هي محاولة واجبة الوجود حتى لا تخلو الجعبة من موجهات تحارب تعميق الاختلالات، وتقود إلى تدهورات كلية الاقتصاد لتستهدف بها إجراءات إسعافية ومتوسطة المدى وطويلة المدى إلى أن تلاقي الموازنة بالموازنة للعام التالي، وكما يقولون «حديد يلاقي حديد».
مايهم الغلابة هو أن لا تنهزم كرامتهم أمام المعيشة اليومية، وأن لا يذهب ماء وجوهم عند المطالبات التي بين ليلة وضحاها صارت «شحدة»… فمستويات المعيشة نحتاج لرفع الدرجات والاسناد لتغادر محطات الضعف والوصف الذي صار لازمة كاملة الملكية الفكرية لهم «أصحاب الدخول الضعيفة، الشرائح المستضعفة، الفقراء والمساكين» لذلك يظل بداخلهم مارداً لا يأبى أن يتجاوب مع المعطيات الواقعية على فرضية اضمار الاحتقان النفسي كيف لا وهؤلاء تستذل عزتهم وتنكسر أنفة نفوسهم فكلياً حددتم لبعضهم المحظوظين «مزية أو عطية» تجعلهم كالدعايات الإعلانية أو ابطال للكاميرات هي في الحقيقة تعكس بؤسهم وبؤسكم معهم… أذن موازنة هذا العام لابد أن تحمي «غلابى بلدي» من الوصول لمرحلة «أكل الطين من أجل رفع العين» فقد بات البعض كما أوردت الظروف حالات يسكت فيها نداءات الجوع بالطين.
نعم لكم كل الحقوق في اختطاط المحاور التي تدعم الموازنة ككل من استقرار ورفع الإيرادات والاستثمار وزيادة الانتاج وغيرها من خطوط عليكم أن تتحركوا فيها ولكن تبقى العلة في من هم ذمة في أعناقكم.. إذن اجتهدوا في أن تقللوا بعض جوانب البطالة، وأطلقوا مواعين الانتاج لتجنبوا الفوائد الثنائية، حسنوا مستوى المعيشة بضبط الفجوة ما بين الحد الأدنى للأجور، ومطلوبات تسيير الحياة اليومية حتى لا يتشتت الجهد ما بين انه يكون مواطنكم مركز على تحقيق الإنتاج العام، ومحاولات أن يسد احتياجاته الخاصة.. أغلقوا مثل هذه الأبواب التي لها مردود مباشر على موازناتكم لأعوام وأعوام.
فموازنة في ظروف مثل ما نعيشها الآن إن لم تنطو على دعم السلع الأساسية، وتوفير الدواء، والخدمات الأساسية بأقل التكاليف فأنها موازنة مفخخة تحمل بدخلها عوامل تقويض وهدم لحال عام قد لا يكون عند الوصول لمرحلة الاحتقان مقبولاً أو محتملاً…
الموازنة الجديدة ليست حكراً على جهات بعينها، ولكنها يجب أن تكون مكشوفة حتى لصاحب الخضار واللحمة والراجل والراكب وبل حتى للعطالى والذين لا يجدون عملاً يسترزقون منه…
٭ آخر الكلام
لا أحد ينكر أن البلاد تمر بظروف حرجة واستثنائية ولكن قليلاً من العمق في النظر يعيد الأوضاع إلى حالة الاحتمال… «قالوا لعبدو الدولة وفرت التمويل الأصغر للفقراء… حمل قرعته وذهب يبحث عن هذا التمويل ولم يعد حتى الآن…»… وحتى يعود (عبدو) أترككم في رعاية الله وحفظه… عفواً ان انفجرت الموازنة بالقرب منكم فانتم هدفها في الأصل.
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]