حالة زهايمر عامة!
تبدو حالة البلاد هذه الأيام كحال الرجل المقبل على الستين وهو يعاني من الزهايمر.. ينكر مستقبله القادم ولا ينفك يسب ويلعن بعض من واقعه الذي كان مثمراً… الغريب في الأمر أن الحالة هذه يعيشها الساسة السودانيون المعاصرون بصورة جلية. فلا عجب أن سمعت مسؤولاً كبيراً «الكبير الله» يكيل كل مكاييل الشتم والسباب للنظام الذي تربى في حضنه منذ أن كان نكرة لا يجد لاسمه مكاناً في دفاتر الأحداث اليومية إلى أن قفزت به الظروف السياسية غير العادلة إلى أعلى المراقي وطوّفت به من الضنك إلى النعيم وحالات الاعتياد على السحاب والغمام.. ما بال هؤلاء ينكرون الآن ذلك المعروف الذي نعموا به على حساب كفاءات قومية صميمة لا تعرف إلا الوطن والوطنية والزهد وطهارة الضراع… حالة الزهايمر الآن يعاني منها هؤلاء الميكافئليون الذين تبرر لهم حاجاتهم الوسائل للغايات.. سوءاً كانت مقادمها من «صلب الحيل والتلافيف» أو من داخل الغرف المظلمة … فيا عزيزي الانتهازي السياسي أنت اليوم في محك حقيقي لا تملك حياله إلا أن تركز وتثبت، فقد أدرك الشعب مدى تلاعبك بقوته وحقه وحاله من أجل أجندتك الشخصية البحتة.. أما آن الآوان أن تتحلل من كل ذلك ثم تمارس الزهايمر أو كما يقولون «تعمل رايح».
٭ داير أقرأ!
والحديث الساخر لذلك الشاب البسيط فكلما تقدم لخطبة شابة تمنعت عليه ورفضته ورفضت حاله بدلوماسية «دايرة أقرأ» إلى أن عرضت عليه خطبة مضمونة اكتشف أنها لشابة غير جميلة فاستعصم هو هذه المرة بأنه «عايز يقرأ».
بالضبط كحال بعض سياسيي اليوم عندما يحسون بأنهم على وشك «زنقة زنقة» فإنهم يشيعون «أنهم سيتفرغون من أجل دراستهم أو تحصيلهم الأكاديمي أو ممارسة مهنيتهم التي هجروها…» وهكذا يماثل حال هذا السياسي الذي يعرف التعامل مع النظام في حالات «أفراح أفراح» ولا يجيد الصبر معه على المحن.. والنماذج هذه كثيرة جداً.. فلا تعجب عزيزي القاريء أن تفاجأت بأن الجميع هذه الأيام في حالة «داير أقرأ».. «اها يا طلاب جاهزين لامتحان الشهادة».
٭ خطرفات حمي!
«الحمم» كما يقول أهلنا وهي جمع «حمى» عندهم.. تمارس هذه الأيام طيوفاً من تعداداتها.. صفراء.. ملاريا.. وربما بدون لعن أو صبغة لتقول وتعلن عن أن أمر الوبائيات مازال محدقاً على البلاد والعباد.. شغل الناس بأمر المساعدة المتعلقة بإسهام (مولانا الميرغني) في توفير بعض أمصال الحمى هذه واعتبروا الأمر من باب الجدل.. ولا أدري لماذا يستكثرون على مقامه الإسهام في هذا الأمر وقد عرف عنه الكثير عند الملمات في هذه الأوجه الإنسانية.. يبدو أن البعض يقعون في خطرفات الحمى السياسية أكثر من حمى الأعضاء.. فيا هؤلاء بات من آثار أمراض السياسة أن تداخلت عليكم القيم الوطنية والقومية وأجندات سياستكم وولاءاتكم التي تنتمون إليها حتى غيّبت عنكم مقامات لأهل كرام هم محل احترام الجميع مهما كانت هناك اختلافات ومشارب سياسية.
٭ آخر الكلام
في هذه الأيام تبدو بعض التصرفات السياسية كأنها صبيانية أو على أطوار مستعرة من المراهقة.. والسبب أنها في الأصل لم ترتكز على مباديء وقيم بقدرما ارتكزت على مصالح مغرقة في الذاتية، والعزاء الوحيد أن هذه البلاد لها رب يحميها.
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]