[JUSTIFY]
تعاني مناطق واسعة من جنوبي الخرطوم في مدن الازهري والسلمة هذه الأيام من تجدد انقطاع المياه عن المواسير، ولا يمرّ أسبوع أو أسبوعان إلاّ تطلّ برأسها، تاركة المساحة واسعة للمئات من عربات الكارو التي تجرها الحمير ويعتلي كرسي قيادتها سائقون، جلهم من الصبيان. وهذه الأزمة تمضي بالتزامن مع أزمة متواصلة في غالب تلكم المناطق تتمثل في المستوى المرتفع من درجة ملوحة المياه وعدم صحيتها للآدميين. وهذا نفسه من الأسباب التي جعلت العشرات من المنازل تعتمد على صبيان الكارو لجلب مياه البئر (الحلوة)، الشيء الذي تعارض مع تصريح سابق لنائب والي الخرطوم أثناء احتفال هيئة مياه ولاية الخرطوم بافتتاح عدد من مشروعات المياه الجديدة بمحلية جبل أولياء، حيث قال في كلمته: “عهد استجلاب المياه بالكارو قد ولّى”، أما جودة الله عثمان مدير عام هيئة المياه فقد دعا المواطنين لترشيد المياه وعدم إهدارها! لسان حال المواطنين في تلك الجهات يتساءل وعينه على تلكم التصريحات: وأين هذه المياه بالأساس سيدي المدير العام؟ حسناً، المسألة كالآتي، وباختصار؛ مناطق السلمة والأزهري -وأنا من سكانها- تعاني الأمرّين من قلة المياه، ولا بد أن يزورها المسؤولون ليتأكدوا بأنفسهم؛ هل ولى عهد استجلاب المياه بالكارو؟ أم هي محض تصريحات اعتاد أن يطلقها المسؤولون بين الفينة والأخرى؟ ولا كبير عناء في اكتشاف حقيقتها من زيفها، وقد ظل أهالي السلمة والأزهري يشتكون ملوحة المياه، وتسببها في الكثير من الأمراض، وعلى الرغم من أنهم رضوا بالأمر، إلا أن هذه المياه المالحة تقطع بالأيّام فيضطرون لشراء المياه من أصحاب الكارو، ولكي تجد صاحب الكارو فأنت بحاجة للوقوف ربّما لساعات حتى تجده رغم كثرتهم، لكن الكل عطشى، وهي معاناة إضافية للكثير من السكان هناك، رغم الظروف المعيشية الصعبة، إذ أنهم يشترون الماء بمبلغ (25) جنيهاً في اليوم.من أجل استجلاء الحقيقة الكاملة ذهبت إلى محطه مياه السلمة لمعرفة سبب القطع لم أجد بها، وهي عبارة عن غرفة مصنوعة من الزنك داخل سور من السلك الشائك، وبه عدد من المواسير الكبيرة، ولا يوجد سوى بعض (المواسير) الصدئة.. اتصلت بعامل التشغيل بالمحطة عبد الله نمر فقال: هذه المحطة عمرها عام إلا شهر، وكشف عن وجود عطل في موتور البئر الكبيرة، وقال: جاء مهندسون تابعون للهيئة وأخرجوا المواسير للبدء في أعمال الصيانة، وقال: شركة ابو حسنين التي تشارك الهيئة في أمر البئر لمدة عام بدأ بافتتاح البئر قبل أحد عشر شهراً لأنّهم مسؤولون عن الموتور، ووجودهم ضروري حتى تصان الأعطال.
سألت صاحب بقالة بالقرب منها فقال: أكثر من 30 كارو مياه تمر أمامه في اليوم، وفي أيام الأزمات قد تصل إلى 50 كارو.
سائق الكارو يوسف محمد قال: في اليوم يوزع 6 أدوار وقد تزيد، ويأتي بالمياه من بيارة الرازي لقربها من كلية الرازي، فضلاً عن وجود آبار أخرى، يملأ منها أصحاب الكاروهات خزانتهم. أما بدر الدين البشير فقال إنه يأتي بالمياه من شرقي محطة البقالة، وضحك عندما قلنا له: نائب والي الخرطوم قال: (إن عهد الكارو قد ولّى)، فقال: توجد مئات العربات، وهم يعرفون بحدوث الأعطال من خلال تلفونات الزبائن عندما يستنجدوهم بطلب الماء
رباب محمود : صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]
نطالب بانفصال جنوب الخرطوم عن الخرطوم وسنكون دولة جنوب الخرطوم وساعتها سنوفر الماء – الوالي والمعتمد من الواضح انهم لا علاقة لهم بجنوب الخرطوم ولا تعنيهم بقدر بقية الاحياء فانه حي الفقراء والتعبانين وبالتالي فهي ليست هدف وليست من اولوياتهم – المشهد لا يتكرر فقط بل انه لا ينقطع ابتداء من الشجرة – فمن ذا الذي يحاسب من الخضر والنمر – اللهم اليك نشكو فانت حسيبنا ونعم الوكيل