مبارك الفاضل يفقد جنسيته السياسية !
على صعيد حزب الأمة الإصلاح والتجديد الذي كان مبارك الفاضل قد بادر بتكوينه مطلع العام 2000 ودخل بموجبه فى تفاوض مع الحكومة السودانية آنئذ ثم شارك فيها فإن الإصلاح والتجديد سرعان ما دخل فى حالة تشظي معروفة، أودت فى النهاية بالحزب وأودت أيضاً -والى الأبد- بمبارك الفاضل نفسه الذي لم يجد مناصاً من أن يسعى من جديد للرجوع الى حزب الأمة القومي غير انه فيما يبدو اصطدم بعنف بعقبات إجرائية كثيفة وصلبة دفعته فى نهاية المطاف للخروج من السودان بحثاً عن (ممول أجنبي) يمكن أن يساعده فى تشييد قصور أحلامه السياسية التى لا تحدها حدود.
وليس سراً أن الفاضل وفى معرض بحثه الدءوب فى الخارج عن (حصان رابح) يوصله الى السلطة فى الخرطوم عقد تحالفات مع ما يسمى الثورية وظل يرتدد على العاصمة اليوغندية كمبالا حيث مقر قيادة الجبهة الثورية ويشرف فى ذات الوقت الى أعماله واستثماراته -ذات المذاق السياسي الاقتصادي- فى عاصمة دولة الجنوب جوبا، وهي استثمارات لا أحد يعرف مصيرها ما لم يتوقف غبار ودخان العراك الجنوبي الدامي الذي من المؤكد انه لن تنجو من مدافعه استثمارات الرجل المثير للجدل.
وهي أيضاً استثمارات ثار بشأنها مؤخراً حديث كثيف حين أتهم الصادق المهدي ابن عم مبارك الفاضل بأنه مارس أعمال فساد فى دولة الجنوب من اجل تطوير استثماراته وظل يقدم الرشوة لكبار المسئولين الجنوبيين ويتقاسم معهم أرباح أعماله واستثماراته مقابل إعفائه من الجمارك!
وعلى ذلك يمكن القول أن مبارك فقد حزبه الرئيسي، حزب الأمة القومي بخروجه عنه عام 2000 ثم فقد حزب الإصلاح والتجديد بخروجه عنه نهائياً فى العام 2006 ، ثم فقد الآن قدرته على بناء تحالف عريض مع المكونات السياسية السودانية لكونه لا ينتمي الى حزب، كما أنه لا يمكن أن يغامر بأن يلتحق بالجبهة الثورية، فقد سبقه إليها ابن عمه نصر الدين الهادي المهدي الذي يعيش حالياً أسوا ظروف يمكن يعيشها سياسي سوداني حيث لا مجال له للعودة للاستفادة من طاقة الحوار الوطني الى انفتحت مؤخراً ويتقدمها حزب الأمة القومي؛ كما لا مجال له للبقاء فى الثورية ومصيرها غير معروف ومستقبلها يتحطم رويداً رويداً.
مبارك الفاضل يعيش أسوأ من ذلك بكثير، وربما تمنى الرجل فى قرارة نفسه لو أنه (صبر قليلاً) فى حزبه بالداخل، أو أنه لم يمد جسوراً سياسية مع كمبالا، أو أنه لم يذهب الى (لانغلي) حيث مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويتجاذب مع عملائها الأذكياء أطراف الحديث عن بلاده بتلك الأريحية النادرة. لقد حولت مبارك الفاضل ظروفه السياسية المفتعلة وظروفه الشخصية القلقة ورغبته الملحة المتعجلة فى الجلوس على كرسي الزعامة، حولته الى رجل لا مأوى له، فهو بات من (البدون) السياسي، الذين لا جنسية سياسة لهم!
سودان سفاري
ع.ش
دا فاقد البوصلة عدييييييل دا هو زاتو ما سوداني خليك من الجنسية السياسية
الأخبار
رأي ومقالات
ابراهيم عثمان : مبارك الفاضل …. من طردة الإمام إلى ورطة إمام !
ابراهيم عثمان : مبارك الفاضل …. من طردة الإمام إلى ورطة إمام !
ابتسم الفاضل بسمة خبيثة حين سئل عن المصنع
11-11-2013 11:31 PM
تلعثم المتمرد أبو القاسم إمام الحاج و هو يقدم مبارك الفاضل ليلقي كلمة بعد توقيع وثيقة الفجر الجديد قائلاً ( مبارك الفاضل عن آآ….الشخصيات الوطنية ) ! و المفارقة هنا تأتي من أن مبارك الذي لا سقف لطموحاته ففعل الأفاعيل ليبلغها جار به الزمان و ما عاد حتى يمتلك حزباً يستند إليه لذلك لم يجد أبو القاسم ما يقدمه به غير أنه من الشخصيات الوطنية ! و المفارقة المضاعفة تأتي من أن تكون نسبة مبارك إلى( الوطن ) هي المخرج الذي لجأ إليه مقدمه ليخرج من حالة الإرتباك التي أصابته و هو يبحث له عن عنوان سياسي ! و الوطنية هي آخر عنوان يمكن أن يعرف مبارك الفاضل به .*
يوجد على اليوتيوب فيديو لمبارك الفاضل تحتفي به المواقع المعارضة بحسبانه يمثل إنتصار لمبارك الفاضل فيما يخص موقفه من ضربة مصنع الشفاء … هذا الفيديو في ظني يصلح ماستر بيس في فن المراوغة و المخاتلة السياسية يمكن أن يُدرس و يُدرَّس ! … بالتأكيد كان مبارك يتوقع *قبل أن يحضر *لمجهر سونا الذي كان يقدمه بابكر حنين أن يكون موضوع مصنع الشفاء حاضراً في ذلك البرنامج فحضر متدرعاً برواية فطيرة حتى إن صحت فهي لم تفعل شئ سوى مضاعفة الإدانة لما فعله … ابتسم الفاضل بسمة خبيثة حين سئل عن المصنع و هو يظن أن بجعبته مفاجأة داوية ستخرجه من فضيحته التي- مع مواقف أخرى – *صنعت له صورة غير مقبولة لدى قطاعات واسعة من الشعب السوداني .. قال مبارك : المصنع أبلغ عنه أحد المدراء الإسلاميين و قد هرب إلى أمريكا !! لم يذكر مبارك إسم المدير و لا مصدر المعلومة الإستخبارية التي لا تتوفر – إن صحت – إلا لرجل له علاقات حميمة جداً مع المخابرات الأمريكية … و فوق ذلك هذه الرواية لا تستطيع أن تنفي أن مبارك الفاضل قد كتب ووزع بياناً بتاريخ 9 *أغسطس 1998 يتهم حكومة السودان بالتورط في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي و دار السلام بالتزامن مع الهجمة الأمريكية المسعورة لإلصاق التهمة بالسودان … و الرواية أيضاً لا تنفي أن ( الشخصية الوطنية ) ظهرت على قناة الجزيرة منتشية بتدمير مصنع الشفاء للأدوية مؤكدة على صدقية المعلومات الأمريكية بشأنه و مقدمةً على الهواء مباشرة مناطق أخرى مثل جياد يرى أن على أمريكا أن تقصفها !!!! …. و الرواية لا تكفي لتبرير فعلته … إذ ليس دفاعاً جيداً ذلك الذي يقول لست خائناً وحدي هناك إسلامي كان معي … لم تفت هذه النقطة على بابكر حنين مقدم البرنامج لذلك سأله : هل ترى أن الإسلامي الذي تتهمه بهذا العمل قد إرتكب جرماً ؟ ..فما كان من مبارك إلا أن قام بمحاولة تدعيم قنبلته الدخانية بعبارات يعلم عدم صحتها من شاكلة إن إنتاج المصنع كان يتأذى منه المهمشين الذين يبادون … الخ … و قام بإلقاء عدة قنابل دخانية أخرى مصحوبة بضحكاته الخبيثة … فإن كان السيد مبارك يرى فعلاً أن المصنع كان يشكل خطراً على المهمشين كان الأجدر به أن يفتخر ببطولته التي أنقذتهم و يعترف بدوره في ضرب المصنع و إن أراد أن يكون منصفاً و محرجاً لخصومه في ذات الوقت كان يمكنه أن يتحدث عن شريكه الإسلامي الغامض الذي لا يعرف حتى اسمه و الذي قاسمه شرف المساهمة في تدمير المصنع حسب زعمه .
قصة مبارك الفاضل و رحلته السياسية المليئة بالمفاجآت و التقلبات هي درس حي لمن يريد أن يتعلم . فالرجل ساقه طموحه القاتل إلى الإصطدام بالسيد الصادق المهدي و محاولة وراثته فقاد الإنشقاق و انضم للحكومة التي طالما ناصبها العداء و بعدها توالت المفاجآت .. النظام لا يحتمله و يطرده و يطالب حزبه بتقديم بديل عنه لمنصب مساعد الرئيس.. حزبه ينشق عنه في غالبه و يتركه مع قلة من الأتباع … حزب الأمة يلزمه بشروط قاسية للعودة يقبل بها على مضض *و يحاول العودة و حزب الأمة يقبل عودة أفراد حزبه و يرفض عودته هو … و اليوم مبارك الفاضل ليس قائداً لحزب حيث أنه قد تم دمج عضويته في حزب الأمة القومي فرادى كما اشترط الحزب … و هو ليس عضواً في الأمة القومي ، و لم يعد أمامه من ملاذ سوى الجبهة الثورية التي اجتهد في تسويق فجرها الجديد و شن حملة شرسة ضد القوى التي تراجعت عن التوقيع عليها و هو يرى أنها الحل المثالي لمشاكل السودان و هو ذاته الذي كان ربما سيكون في قلب حكومة الإنقاذ لولا طردته الشهيرة .
.. لدي رغبة كبيرة في معرفة إن كان مبارك الفاضل قد بذل أدنى جهد عندما كان مساعداً للرئيس لمعالجة وضع مدينة جياد و غيرها من المناطق التي رشحها للقصف الأمريكي علناً و التي يرى بأنها تقوم بإنتاج الأسلحة المحرمة .*و السؤال البديهي : إن كان مثل ما قاله مبارك الفاضل في بيانه و في حديثه للجزيرة هو ما يمكن أن يخرجه للعلن ، فما هو شكل ما يبقيه سراً ؟ و هل ستحتمله الثورية طويلاً و هو المطرود بالثلاث من حزبه و من الحكومة و من الإمام و اللاجئ الطارئ لحزب الشخصيات الوطنية !
من طردة الإمام و النظام إلى ورطة إمام يبقى مبارك المهدي عبرة حية و شخصية خطرة بعد أن فقد كل شئ و لم يبق له إلا الإنتقام من عدة جهات يظن أن لها دور في مأساته خاصةً و أن سجله حافل بما لا يضره لو أضيفت له صفحات أخر من ذات الشاكلة . هل يظن الطامعين في تعديلات لوثيقة الفجر الجديد أن ذلك ممكن في ظل وجود شخصيات ذات طابع ( خاص ) تقف وراءها مثل مبارك الفاضل و التوم هجو ناهيك من عبد الواحد صاحب أول مكتب علني في إسرائيل و عرمان ربيب اللوبي الصهيوني و غيرهم ؟ من الواضح أن أغلبية قيادات الأحزاب لن تتورط في القبول العلني بهذه الوثيقة سيئة السمعة *و ربما تتفتق عبقريتهم عن وثيقة جديدة تكون هجين بين وثيقة قوى الإجماع السابقة ووثيقة الفجر الجديد و ربما يتغير عنوان الوثيقة لتجنب حرج إسم الفجر الجديد و في ظني أن ذلك سيكون تلفيقاً و ليس توفيقاً سينتج عنه مولود مشوه يقودهم جميعاً تدريجياًلفقدان جماهيرهم و أحزابهم و الإنضمام لحزب (الشخصيات الوطنية ) بالمعيار المباركي من ناحية عدم وجود عنوان سياسي- و هو ما لايعيب في حالة غير المنتمين أصلاً لأحزاب – *و من ناحية عدم إنطباقه على صاحبه .