تحقيقات وتقارير

صحيفة مصرية تخوض في الشأن السوداني ..!

[JUSTIFY]تحت عنوان (البشير الترابي، عودة بلا أفق) حاولت صحفية مصرية الخوض فى الشأن السوداني بإدعاء المعرفة والإلمام به، مقللة من دعوة الحوار الوطني والوثبة التى أعلن عنها الرئيس البشير فى السابع والعشرين من يناير الماضي معتبرة أن الأسباب والمبررات التى دعت المؤتمر الوطني لتقديم الوثيقة والدعوة للحوار واهية!

وبدون شك وقبل أن نخوض فى المقال المثير حقاً للشفقة فإن من الواضح أن لجوء هذه الصحفية للخوض فى الشأن السياسي الداخلي للسودان -فى ظل الأوضاع المؤسفة والمحزنة التى تعيشها الشقيقة مصر- هو فى حد ذاته بمثابة هروب واضح من مواجهة الواقع الأليم هناك.

هي شبيهة بالطرفة الشهيرة التى تتحدث عن أن طالباً بالمرحلة الثانوية استذكر جيداً سياسة المستشار الألماني الشهير (بسمارك) الخارجية التى كانت مقررة فى مادة التاريخ ولكنه -لسوء حظه- فوجئ بأن السؤال الوارد فى الامتحان يطلب منه الكتابة عن سياسة بسمارك الداخلية فما كان منه إلا أن قال إنه وقبل الخوض فى سياسة بسمارك الداخلية لابد من معرفة سياسته الخارجية!

وربما زادت هذه الصحفية على مقولة الطالب المذكور أنها فى الواقع لم تكن (مستذكرة) لا سياسة بسمارك الداخلية ولا الخارجية إنما فضلت المغامرة بمقال مطول لا لون له ولا رائحة!

ولعل الأمر المؤسف عادة فيما يخص طريقة تعاطي الصحافة المصرية والإعلام المصري عموماً أنه سرعان ما يكشف عن (جهل) مبكي ومضحك بالشأن السوداني وليس بعيداً عن الأذهان مقولة الصحفي المصري الكبير (محمد حسنين هيكل) فى حديث له عن أن الإمام الهادي المهدي وعقب ما جرى فى الجزيرة أبا هرب الى منطقة كسلا بشرق السودان ومات مسموماً بمانجو!
الصحفية المصرية قالت إن الدعوة للحوار الوطني والوثبة ليست سوى رجع صدى لما جرى من سقوط للإخوان المسلمين فى مصر، ولم تنسَ الإشارة الى أن التغيير الذي جرى في يونيو 89 كان خدعة للشعب وأن الترابي لم يقبل الحوار مع البشير إلا بعد إزاحة نائبه الأول على عثمان وأن البشير يتلاعب بالجميع ويقصيهم واحداً بعد الآخر وربما ينفرد بالسلطة لمواجهة مهددين أحدهما داخلي يتمثل في (المعارضة السياسية المحلية) والسخط الشعبي؛ والآخر خارجي يتمثل في ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية، وأن التحالف المرتقب بين الإسلاميين فى السودان لن يعدو كونه (زواج متعة)!

ونحن هنا رغم عدم موضوعية الطرح إلا أننا ومن باب الأمانة السياسية نتصدى للمقال، فقد بدا واضحاً أن ما طرحته الصحفية متأثر بالأوضاع في مصر فهي تنظر (بمنظار مصري) لأن السلطة الحاكمة الآن فى السودان ليست هي الأخوان المسلمين، هناك حزب المؤتمر الوطني ومعه أكثر من 17 حزباً سياسياً مسجلاً يشاركونه السلطة؛ كما أن هناك تناغم واحترام متبادل بين أجزاء الدولة المختلفة فى السودان -كلٌ فى حدود مسئولياته- إذ ليست هناك (مواجهات سياسية) بين القضاء والرئاسة، وليست هناك (خصومة) بين (نادي القضاة) والاتحادية؛ كما ليس هناك (تربص) و (تخوين) بين المؤسسة العسكرية وجهاز الدولة ورأسها التنفيذي!

هذه التعقيدات ليست موجودة فى السودان! أما دعوة الحوار التى نادى بها الرئيس فهي ليست موجهة فقط للدكتور الترابي، فهناك حزب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي، ونعتقد أن الصحفية المحترمة سمعت به وهناك الاتحادي الديمقراطي بزعامة الميرغني وعدد مقدر من الأحزاب السودانية ولهذا من الغريب أن يتركز كل نظر الصحفية المحترمة فى الدكتور الترابي!
وإذا كان كل الهدف هم ضم الدكتور الترابي، ما الذى كان يمنع الرئيس البشير أن يجلس معه منفرداً ويتفقا بإتفاق ثنائي مهما كانت شروطه؟

أما حديثها عن المهددات الداخلية والخارجية فهي للأسف الشديد جرياً على ذات نهج الأستاذ هيكل وحكاية المانجو المسمومة فى كسلا، إذ أنّ السودان قضى 25 عاماً وهو يواجه هذه المهددات والعمل المسلح والمؤامرات الأجنبية، فإن كانت هذه مهددات مخيفة وقادرة على إلحاق الأضرار بالسودان كيف إذن سار كل تلك المسيرة الطويلة الشاقة؟

ولعل المحزن فى الأمر أن الصحفية تعتقد أن محكمة الجنايات الدولية مهدداً خارجياً! مع أن هذه المحكمة عُرفت للقاصي والداني أنها محض محكمة سياسية لملاحقة الأفارقة ومن الغريب أن صحفية (افريقية) ولو مجازاً تعتقد أن هذه المحكمة تخيف السودانيين! بل إن الأغرب أن الحكومة المصرية الحالية وعلى مرأى ومسمع من العالم كله وفى شهر رمضان الكريم أسقطت حوالي 6 ألف قتيل فى ميدان رابعة العدوية وأنحاء متفرقة من مصر دون أدنى رحمة وبلا مبررات منطقية أو غير منطقية ومع ذلك لم يخض أي صحفي سوداني فيها حتى الآن احتراماً لعلاقات الجوار والأخوة فى هذه الجرائم النكراء!

إن قضية التئام المكونات الوطنية فى السودان عبر الحوار هي خطوة ايجابية حيث لا غالب ولا مغلوب من كافة القوى السياسية السودانية فكيف جاز (لمن هو خارج السياق) أن يقلل من عمل وطني كهذا؟ كيف لصحافة دولة شقيقة أن تقلل وتسخر من حالة إلتئام وطني جادة تجري فى بلد شقيق لصالح الاستقرار والذي هو (عمق استراتيجي) للشقيقة مصر؟

إنها فعلاً واحدة من غرائب الإعلام المصري الذي فقد شهية الكلام عن أوضاع بلاده الداخلية و (ندم) أيما ندم على ثورته الربيعية التى تحولت الى أمطار صيفية لاهبة ويبحث دون جدوى عن وسيلة يرفه بها عن نفسه على حساب الآخرين!

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]

‫7 تعليقات

  1. عيال فوزيه طول عمرهم يسعون لعدم استقرار السودان لانهم يعرفون السودانيين جيدا شعب زكي وقوي وجبار لو نهض اقتصاديا وعسكريا سوف نقود القاره الافريقيه والمنطقه العربيه لذلك تجدهم يحيكون المؤامرات ضد السودان .

  2. لو أن هنالك محكمة جنايات حقيقة، لسعت لمحاكمة من أباد أبناء الشعب المصرى.وأمام مرأى ومسمع كل العالم.
    دعوهم فهذا الصنف متعود على النباح.

  3. تعليقا علي تعليق الاخ الكريم صحيح ان المصريين غير ملمين الماما كاملا بتطورات الاوضاع في السودان لكن اختلافي مع تعليق الاخ السوداني علي ان النظام الموجود في السودان نظام اخوان مسلمين والمشاركين من احزاب الفكه والاحزاب الطائفيه دخلوا من اجل مصالح شخصيه وهم يعلمون وراضون بلعب دور هامشي من اجل تحقيق مصالحهم فقط والكاتب المصري كان محقا يا اخي فذلك معلوم لكل ذي بصر وبصيره.

  4. يا ايها القمر الاسمر السودان كله بما فيها الاحزاب المشاركه معكم تعلم ان النظام الذي يحكم السودان هو نظام اخوان مسلمين كل التغييرات التي تحدث سيناريوهات القصد منها خداع المجتمع ونظامكم هذا قام من اول علي الخديعه وكل هذه التغييرات التي تحدث نتيجه للهجمه الشرسه علي من يسمون بالاسلاميين من دول الخليج ومصر تحديدا انتم تريدون التستر علي نظامكم بانه ما عاد اسلاميا نظامكم نظام اخوان مسلمين واذقتم اهل السودان كل الوان العذاب وعجزتم حتي ان تقولوا ان حلايب سودانيه ياله من جبن.

  5. الاخوة الكرام اليكم بعض الحقائق عن جهل الشعب المصرى
    واحد مصرى قال نحنا اثيوبيا دى لازم نقطع عنهم نهر النيل ومنوصلش اى نقطة مياة الى اثيبيا (( دة على اساس انة نهر النيل يجرى من مصر الى اثيوبيا))
    مرة واحد مصرى قال انة السودان حدودها مع اسرائل – مرة واحد مصرى سألنى هو انتو بتصلو زيينا – مرة واحد مصرى بقول ان اكبر بلد فى العالم من ناحية الاسلام هى مصر – مرة واحد مصرى سألنى هو الصلاة الى عندكم هى نفس الصلاة الى عندنا (( دة على اساس ان الاسلام فى مصر بس )) مرة واحد مصرى سألنى هو انتو لية بشرتكم لونها اسمر – مرة واحد مصرى قال انة هو واصحابو كانو ماشين جنوب شرق اسيا سيرا على الاقدام فقلت لة هى فين جنوب شرق اسيا فقال تمشى طوالى على حدود اسوان وبعدها تاخد يمين لحد ما توصل جنوب شرق اسيا (( شئ عجيب ))
    مرة واحد مصرى قال ان مصر حتبقى من الدول الصناعية الثمانية فى عام 2010
    مرة واحد مصرى قال ان مصر دولة عظمى ( اكيد هو قاصد عظمة)
    اخوتى هذة مقتطفات مرت على وانا كنت اعيش فى مصر لمدة 4 سنوات
    على فكرة كان معاى مطهر فى البيت اقوى من البيروسول كل ما كنت امشى البيت ارش نفسى بية على طول وفى بعض الاحيان كنت بنزل من البص وباخد رشة على طول طبعا انتو فاهمين لية كنت بعمل كدة

  6. العين بالعين مع مصر و البادي اظلم
    هم مازالو عايشين ع احلام ام الدنيا و اعظم جيش
    ومازال السواد الاعظم منهم يتلقي تعليمه من الافلام و الاعلام الضارب بتاعهم
    والحمد لله
    القوه العسكريه الان لاتقاس بالعدد
    بل بالاسلحه و الشجاعه و نحن الان بنصنع سلاح و طايرات و دبابات وعندنا مصانع و تحت الانشاء 9 مصانع اسلحه جديده
    و ف المجال العلاقات الاستراتجيه الدوليه
    ادخلنا كل دول الخليج الي السودان للزراعه و الطعام لشعوبهم و ماشين نحو الاتحاد مع ليبيا واثيوبيا و ربما جنوب السودان اذا دخل دار الطاعه
    بكده امنا من اي شر او خيانه او رياح معفنه تاتينا من شمال الوادي
    ودايما
    المعامله بالمثل
    ارادو خير خير
    ارادو شرا نحن لها

    “نحي نضال الشعب الاثيوبي الشقيق ف التنميه نحي سد النهضه ف نهضه اثيوبيا و السودان”