إثنان إلتقيا على إفشال المفاوضات وإفترقا عليها !
الثاني ياسر عرمان، رئيس وفد القطاع الذي بدت سعادته غامرة وهو ينجح فيما طلب منه أمريكياً وفى الوقت نفسه إظهار الحكومة السودانية بمظهر غير الجاد وغير المنصاع لقرار مجلس الأمن الدولي.
بالنسبة للمبعوث الخاص (بوث) فإن الرجل دون شك سعيد بانفضاض الجولة دون أن تتحدد الأجندة، فهو انهيار يناسبه تماماً لأن من شأن هذا الانهيار أولاً، أن يتيح له كمبعوث خاص ما يزال يعاني من صعوبات للوصول الى الخرطوم ومقابلة المسئولين السودانيين أن يضغط -بفعل هذا التطور- باتجاه السماح له بالمجيء الى الخرطوم لإصلاح أعطاب التفاوض، وإعادة وإرجاع العملية من مجلس السلم الإفريقي الى مجراها العادي بإشراف الآلية الإفريقية الرفيعة.
بوث كان لديه شعور طاغ بأنه لا بد أن يأتي الى الخرطوم على وقع أزمة ساخنة وتلك طبيعة أمريكية فى الدبلوماسية الأمريكية التى وضع أساسها عراب السياسة الخارجية الأمريكية أواخر الستينات (هنري كسينجر) حين أقر المبدأ المعروف أن الولايات المتحدة لا تقترب من الأزمات إلا وهي ساخنة!
ثانياً، أن واشنطن حريصة غاية الحرص على سبر غور نوايا الحكومة السودانية جيداً قبل إنهاء أزمة المنطقتين، فلو أن كل شيء انتهى وتم التوصل الى اتفاق سلام ثم حاورت الحكومة السودانية القوى السياسية المعارضة وتوصلت الى حلول وأجريت الانتخابات العامة فى موعدها فماذا بقي إذن لواشنطن لكي تفعله؟ وما عسى مبعوثها الخاص المعين قبل أشهر قلائل أن يفعل؟
ولعل أصدق ما يؤكد هذه الحقيقة الشهادة التى أدلى بها بوث نفسه أمام مجلس النواب فى التاريخ ما بين جولتيّ التفاوض، فقد تميز (بوث) غيطاً حيال مبادرة الرئيس الداعية للحوار مع الجميع واعتبر أن واشنطن لن تسوق عملية كهذه قبل أن تعي وتدرك نوايا الوطني الحقيقية من وراء ذلك!
أما بالنسبة لياسر عرمان فقد كان واضحاً أن الرجل يؤدي دوراً، لأن عرمان يعلم فى قرارة نفسه أن مفاوضات أديس لن توصله الى أي مجد سياسي ينشده ولا يمكنها فى الوقت نفسه أن تتسع لمناقشة كافة قضايا السودان وفي ذات الوقت لن يرضى عنه أهل المنطقتين بل لن يعترفوا به مفاوضاً عنهم، ولهذا فقد كان كل تكتيكه هو أن يظهر -لدواعي إعلامية- بمظهر الحريص على التفاوض ولكنه كان عليه أن يعرقلها بطريقة ذكية وهادئة.
الأمر الثاني أن عرمان تخلص أيضاً من عبء كلفة مفاوضات سوف تثير غضب حلفائه فى الجبهة الثورية ممثلين فى الحركات الدارفورية المسلحة ومن المعروف انه صعق فى الجولة الأولى جراء تصريحات اركو مناوي الرافضة لما اسماها حلولاً ثنائية!
وهكذا فإن الرجلين، عرمان وبوث التقيا على مصلحة مشتركة وافترقا عليها، وكل منهما راض عما فعل، ولكن متى كانت السياسة تمضي كما يشتهي الساسة؟
سودان سفاري
ع.ش
(( وفي ذات الوقت لن يرضى عنه أهل المنطقتين بل لن يعترفوا به مفاوضاً عنهم،))…….إذا كان ما ورد أعلاه صحيحاً فلماذا لم ينضم أهل المنطقتين لوفد الحكومة لتمثيل أصحاب المصلحة الحقيقية ومن المعلوم أن هناك قيادات منهم في المؤتمر الوطني ومن غير المنضمين للمؤتمر الوطني الموجودين بمناطقهم، ولماذا تقبل الحكومة أصلاً أن يكون هذا الشخص الموبوء( خاسر سجمان) على رئاسة وفد قطاع الشمال ولم تكترث لأصحاب المصلحة الأصليين؟هذا السؤال وجّناه عدة مرات في الأيام الفائتة بورود بعض الأخبار أدناه:-
*[B]الخبر الأول[/B]:- عفاف تاور: [COLOR=#FF2E00]عرمان مهنته خلق الأزمات و «ما فارق معاه حريق كردفان[/COLOR]»02-22-2014
* [B]الخبر الثاني[/B]:-[COLOR=#FF0036]قيادات من (المنطقتين) تهاجم «عرمان[/COLOR]» وتقترح «جلاب» بديلاً له
*[B]الخبر الثالث[/B]:-عرديب:[COLOR=#FF004D] عرمان يخطط للوصول لحكم البلاد عبر أشلاء ودماء أبناء المنطقتين
[/COLOR]
ولكن الآن ما فائدة كل ما سبق وقد سلّم إمام المفاوضات ورُفِعت المُصلايات وانفض سامر المفاوضون ؟