سياسية

السودان يسعى للتحكيم لحل ازمة منطقة أبيي الغنية بالنفط

[ALIGN=JUSTIFY]الخرطوم (رويترز) – قال رئيس السودان وزعيم جنوب السودان يوم الاحد إنهما سيلجان الى التحكيم الدولي لحل نزاع مرير حول منطقة غنية بالنفط يخشى كثيرون من ان يتحول الى حرب أهلية.

واجتمع الرئيس عمر حسن البشير وسلفا كير للاتفاق على حزمة اجراءات لنزع فتيل احدث الاشتباكات بشأن منطقة أبيي بوسط البلاد والتي اسفرت الشهر الماضي عن مقتل 20 جنديا على الاقل ونزوح عشرات الالاف عن ديارهم.

لكن مسؤولين من الخرطوم والجنوب الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي قالوا انهم لم يتوصلوا بعد الى حل للخلافات القائمة منذ فترة طويلة حول الحدود النهائية للمنطقة.

واضاف المسؤولون ان الزعيمين قالا انهما سيتمهلان لمدة شهر قبل الاتفاق على افضل هيئة عالمية يمكن ان تساعدهما في التوصل الى اتفاق حول الحدود والقضايا الاساسية الاخرى.

ولم تحسم مسألة حدود أبيي في اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005 وانهى عقدين من الحرب بين الشمال والجنوب وادى الى تشكيل حكومة ائتلاف وطنية بين حزب المؤتمر العام في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب السودان.

والقضية موضع النزاع في أبيي هي السيطرة على جزء كبير من ثروة السودان النفطية. وأبيي بلدة محاطة بحقول نفط غنية متصلة بخط انابيب رئيسي يمر عبر المنطقة المتنازع عليها.

وفي الشهر الماضي تصاعد نزاع محلي ليتحول الى اشتباكات متقطعة ولكنها كانت عنيفة في الاغلب بين قوات الشمال والجنوب في البلدة.

وقال مسؤولون ان البشير وكير الذي يشغل منصبي رئيس جنوب السودان والنائب الاول للرئيس السوداني اتفقا اليوم الاحد على تشكيل ادارة مؤقتة في المنطقة واحترام حدود أبيي المؤقتة قبل التحكيم النهائي.

واضافوا ان “وحدة مشتركة” جديدة تضم جنودا من الجانبين ستحل محل القوات الشمالية والجنوبية التي لا تزال في حالة مواجهة في المنطقة.

وقال المسؤولون ان الزعيمين قررا ايضا اعطاء الامم المتحدة حرية الوصول الى المنطقة لمساعدة النازحين في العودة الى منازلهم بحلول 30 يونيو حزيران على الاكثر.

وقال ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان للصحفيين بعد المناقشات التي جرت بين الزعيمين “انه كان اجتماعا مهما وتاريخيا.”

وقال عرمان ان الادارة الجديدة والحدود ستتبع شروط بروتوكول أبيي وهو اتفاق مؤقت تم التوصل اليه خلال اتفاقية سلام 2005 ويتبادل الجانبان الاتهام بتجاهله.

وقال عرمان ان صدور قرار تحكيم نهائي قد يستغرق ما يصل الى تسعة شهور.

وقال ديديري محمد احمد المسؤول الشمالي المكلف بمنطقة أبيي انه اذا لم يتوصل الجانبان الى اتفاق بشأن محكم دولي بعد شهر فانهما قد يلجآن الى محكمة التحكيم الدائمة ومقرها لاهاي لمساعدتهما على انتقاء منظمة تتولى الفصل بينهما.

واعرب عن اعتقاده بان ما حدث يجب ان يبعث الحيوية في كل بنود اتفاق السلام الشامل وتنشيط جهود الجانبين.

ووصف تقرير لجماعة (ايناف) كفاية الامريكية الحقوقية في يناير كانون الثاني أبيي بانها “كشمير السودان” التي يمكن ان تشعل حربا اهلية جديدة اذا لم تحل. لكن وزير الطاقة في جنوب السودان جون لوك جوك اصر يوم الاحد على ان الجنوب يريد تجنب الدخول في صراع.

وقال لرويترز على هامش المؤتمر الاسيوي للنفط والغاز في العاصمة الماليزية “لا أحد يريد الدخول في حرب انها الشيء الاخير الذي نحتاج اليه في السودان.”[/ALIGN]

تعليق واحد