فدوى موسى

المتمرد القادم

[JUSTIFY]
المتمرد القادم

ما زال «عبدو» يواصل لعبه ولهوه في الميدان وأمه تعاني الأمرين معه ليعود ويفسح المجال للقراءة والكتابة ولأنه وصل لقناعة داخلية تلقفها من الإعلام مفادها «هذا المسؤول لم يأت على أكتاف الخبرات أو الشهادات أو الاجتهادات الاكاديمية لكنه جاء على أكتاف السلاح والتمرد حجز مكانه في منصب كبير ووضع أبهة.. إذن لماذا التعب والسهر والقراية»..؟ ولشدة إعجابه بالفكرة بات كل يوم يتعلل بسبب حتى لا يذهب إلى المدرسة.. يبدو أن «فكرة المتمرد» تمكنت منه لمرحلة بعيدة فخياله الجامح «يرى لماذا التعب والرهق وإهدار الزمن في الكنبات وقاعات الدرس وشحن الرؤوس بكل ما لا يفيد».. فالجاه والسلطة أصبحت تحمل مع مبدأه «إستعراض القوة والإنفلات». والواقع الموجود الآن يجعل «عبدو» يؤمن حد الايمان أنه الأجدى اختصاراً للزمن كما تقول حبوبته «يا ولدي انحنا اكان نفضنا الكلوش بنلقى حقنا.. وانتو اكان شيلتو السلاح بتلقو حقكم..» ولم يكذب الواقع نظريتها.. ولم يكن الأمر عصياً على «عبدو» فبدأ بالتمرد على المدرسة وأمه وفي خاطره نموذج عمه «أب كتكو» الذي الآن يتمجلس ويتموضع في مكان مميز بالمنطقة إعتماداً على فتوته ولسانه الجارح وحنكه السنين جداً.. «إذن لماذا القراية».. اصبح «عبدو» الآن مشروع متمرد قادم.. ربما قادم بقوة.. حيث لم يعد عمر المتمرد محدداً.. بل منذ المهد إلى اللحد..

٭ واقع ينبيء بشيء

دائماً يقولون السماء ملبدة بالغيوم !! الأحوال تنذر وتنبيء عن هطول أمطار سوداء.. وربما صفة السوداء هذه أقرب إلى توقع العواصف والرعود والقتامة في الأجواء.. والأيام هذه كل شيء يقول ضمنياً شيئاً.. فالوجوه الكالحة تقول هل من طريق ثالث. والآن أنظر إليها ملياً هذه الحالة السودانية العميقة فكل جزئية فيها تنبيء عن توقع.. والغريب في الأمر أن هناك من لا ينظرون لكلية الأمور بدقة بل عين عليلة وهوى نفس.. أنها النظر الموغلة في الذاتية والإقصائية البليدة.. ما بال الأوضاع العامة في بلدنا تبحث لها عن مرسى في زمن الحاجة لتفعيل المحاربة للفساد والمكافحة للتجنيب للأموال العامة، والوضع المأزوم حتى وجدت البلد تحجز مقاعدها في تقديرات الفساد ومقاييس التراجع. اذن لا أصدق تعبيراً إلا القول إن هناك شيء سينبيء عن نفسه من باب ان الجميع يتوقع ان يحدث بعض من شيء عن أسوأ الفروض.

٭ الانشغال بالسفاسف

في زخم الأمواج الهائجة تجد الناس من حيرتهم يحاولون أن يصرفوا نظرهم عمداً أو عن طريق محرك مجهول نحو القضايا الموغلة في السفه والسطحية.. ما بالهم لا يعون أنهم على شفا حفر من الإنهيار والشلل الاقتصادي الذي هو عصب الحياة.. ثم أنهم معسرون في تصريف حياتهم اليومية حد الشلل.. بدءاً من البحث عن مواصلات.. عن عمل.. عن لقمة عيش.. ثم أين هو الإنتاج الذي نراه محسوساً.. سفنجاتنا من الصين.. معجوننا من دولة اوربية.. صابوننا من دولة جوار.. حتى السكر الذي نقيم الدنيا ونقعدها أحياناً فرحاً بإنتاجه كثيراً هذه الأموال التي تترجم إلى عمارات شاهقة وعربات فارهة.. حيث الواقع يقول المشروعات الناجحة محدودة جداً ولحين الرد على ذلك السؤال ينشغل الكثيرون بمعارك وتفاصيل هامشية.

٭ آخر الكلام:-

قالوا لهم البلاد تمر بظروف اقتصادية حرجة.. فاخرجهم البعض في مسيرات تهتف لهيثم مصطفى.. قالوا لهم إن العالم تقدم تقنياً وعلمياً ومنهجياً حملوا السلاح ليجدوا الوظائف والمناصب وربك يستر بيني وبينكم أريتنا أكان قرينا همبية.

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]