صالح عبد الرحمن: صدمت ان ارى اساتذة الجامعات وعلماء اعرفهم في معاينات الاغتراب للسعودية
عدت فى اليوم التالى وهو يوم الخميس .. حقيقة لم تدهشنى الاعداد الغفيرة التى تجمعت وتجمهرت امام قاعة المعاينات والتى كانت من جميع الفئات رجالا ونساءا .. شيبا وشبابا .. مدنيون ونظاميون .. صغارا وكبارا تتفاوت اعمارهم ما بين 27 – 70 عاما .. ولكنى صدمت ان ارى اساتذة الجامعات وعلماء اعرفهم .. بل اساتذتى ومعلمينى وعلمائى فى الدراسات العليا وهم يفترشون الارض ويقفون تحت ظلال الاشجار بل يجلسون فى ارصفة ممرات السيارات ..فى انتظار ان تستلم ملفاتهم او تنادى اسمائهم للمعاينات .. تجمع ضم جميع الشخصيات .. اباء وامهات يحملون اطفالا لم تتجاوز اعمارهم العام الواحد .. والد يحمله طفله فى انتظار معاينة زوجته وزوجه تحمل طفلتها فى انتظار نتيجة زوجها .. وجوه حزينة ..واجساد مغبرة .. ومعاناة بائنة ..تجمهر وهمهمات لا يقطعها الا صوت بكاء طفل شعر بجوع او افتقد امه … موقف محزن .. وانتظار مهين ومشين ..للكرامة ويا ليت وزير التعليم العالى والبحث العلمى او رئيس هذه الدوله عبر صدفة مثلى ليرى ما ال اليه حال اساتذة وخبراء وعلماء البلاد ..!!
لاشك أن هجرة العقول أضعفت المؤسسات العلمية والأكاديمية ومراكز البحث العلمي، وأصبحت الجامعات والمؤسسات السودانية تعاني خللا في ندرة التخصصات العلمية، وتدهورا في البحث العلمي وتخلف وعجز تنموي وإخفاق علمي وتكنولوجي ومشكلات معيشية، وضعف مستوى الأجور والرواتب التي يتقاضاها الباحثون والعلماء. ولهذا السبب أدارت أعمدة الفكر والثقافة في البلد ظهرها للدولة والمجتمع عن طريق البحث فضائل الغربة بدلا من مساؤى الوطن.! وذلك في ظل غياب الرموز العلمية والفكرية عن عقل صانع للقرار السياسي..فاضطرت هذه العقول وهؤلاء العلماء وذوى الخبرة السعى للهجرة عبر سماسرة العقول بعد افتقاد أصحابها للحرية وبيئة الإبداع والعائد المالى المجزى ليعيشوا حياة كريمة وسط اهلهم وذويهم وداخل ارضهم ..! وبعد ان اختناقوا بدخان بيئة ملوثة سياسيا ًواجتماعياً واقتصاديا، وهي بيئة تنبذ العلم في ممارساتها، وتلفظ الخبرة وتكرس لمفهوم الجمود الفكري والعقلي وزرع الجهل والتخلف فى وسط المجتمع ..!
وتعتبر هجرة العقول اليوم نزيفا خطيرا غير منظور للمجتمع السودانى حيث المعادلة الصعبة بين بقاء هؤلاء امام الضغوط الاقتصادية والمعاناة فى بيئة العمل وبين الارتضاء بالاذلال فى الغربه فيلجاؤون للهجرة عبر سماسرة الخبرات وهجرة العقول المتخصصة في أبرز الاختصاصات العلمية النادرة كالجراحه الدقيقة والطب والتمريض والهندسة، إضافة إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية…ولقد لفت نظرى ان مسؤول المعاينات او سمسار العقول قد نادى على تخصصين لاربع (4) وظائف فى مجال علوم الحاسوب والفيزياء النووية .. من حملة الدكتوراة وبعد تكرار النداء لم يجدوا سوى ثلاث اثنين احدهم حامل درجة الدكتوراة وانسة حاملة درجة الماجستير فى علوم الحاسوب وواحد فقط حامل ماجستير الفيزياء النووية ..!!
ورغم اننى لا امتلك احصاءات رسمية واشك ان تمتلك دولتنا المصون وقنواتنا بوازرة التعليم وتقنية المعلومات والداخلية والخارجية احصائيات للمهاجرين الا ان كان ما نسمع عن مغادرة الالف الاطباء وهانذا ارى مئات الاساتذة والعلماء والمختصون بالاضافة الى الطلاب الذين يدرسون في الخارج و لايعودون إلى الوطن مما يسمعون ويعلمون بسبب المواطنين بسبب عجزهم عن إيجاد فرص عمل لهم فان الاحصائية ستتجاوز الالوف كل عام ..!!؟
واكثر ما اشعرنى بالاذلال لهذا الشعب ..عندما التقيت بلجنة الاختيار السعودية هذه هو” العقد ” الذى يقدم لذوى الخبرة والاختصاص فمن لا يعلم الاحوال المعيشية بالخليج والممكلة او ليس امامه خط رجوع او انه هارب من الامّر الى المُر يجد انهم يمنحون هؤلاء العلماء والخبرات فتات الراتب والعرض ..فيرتضى الواقع ويوقع عقده مكرهاً ..!! رغم اننى اعتبر نفسي واحد من يخططون للهجرة ولكننى اقول ان سماسرة العقول ووكالات الاستقدام يجب ان تراعى الله فى حق اخوانهم وابائهم وعلمائهم وخبراتهم .. وقد اخبرنى احد المسؤولين السعوديين عندما حاورته بضعف العرض والراتب فقال لى اننا اتينا بعرض اعلى وفقط لحملة الماجستير ولكن الوكالة هى من غيرت هذا الاتفاق ونحنا وهم المستفيدون ..
اخيرا اقول ان نزيف الهجرة هذا يقيف ويحتاج إلى خطة تنظيمية وإدارية لوقف الهجرة أو تنظيمها بالاتجاه الذي يؤدي إلى أن تكون فعالة في تطوير المجتمع لا لتصبح عبئا مضاعفا على المشكلات الكثيرة التي يتعرض لها السودان بمعنى آخر، إننا بحاجة إلى عملية تنظيم لهجرة العقول مرتبطة بحاجات المجتمع ومؤسساته، وإلى إدارة فعالة تستجيب لعملية التنظيم والتخطيط…وإيقاف النزيف الاقتصادي الذي تتعرض له، وإيجاد تنسيق قانوني بينها وبين المؤسسات الدولية ذات العلاقة لحماية العقول السودانية المهاجرة، وحمايتها من الاستغلال غير الإنساني للشركات الدولية والخليجية والمؤسسات عابرة الحدود مع متابعة لصيقة لضمان حقوق هؤلاء المهاجرين العلماء الخبراء الاساتذة الاجلاء ..
—- خارج الإطار —–
عفواً اساتذتى .. والله كان يوما مؤلماً …
بقلم: صالح عبد الرحمن
[SIZE=4]عادي من حقهم حتى يمشو اسرائيل انتو موفرين ليهم حاجه غير العذاب ما لاقين منكم شي[/SIZE]
الولا لنقل الحمد لله علي كل نعمه تعالي علينا
قمة الحزن ان تري هذه العقول النيرة تتجمع فقط من اجل الحصول علي الحياة الكريمة.
ارجو ان يقرا المقال وزير التعليم العالي او رئيس الجمهورية ليعلموا حال علمائنا,
هنال الاغرب من ذلك …… ان جميع المبتعثين من الدولة للخارج بالدراسات العليا اكثرهم قرر الا يعود للسودان بسبب هذه الاوضاع …….والشاهد علي ذلك تخلف الكثيرين منهم (بماليزيا , القاهرة …الخ) وتوجه بعضهم الي الخليج بعد الانتهاء والحصول علي الدرجة العلمية.
اسوا من يراه المبتعثون في الخارج اهتمام تلك الدول باساتذة الجامعات اذ اقل راتب يمكن الحصول عليه يتجاوز مبلغ 25 الف جنية (25مليون) بجانب العلاج والترحيل والامتيازات الاخري , بجانب ان هذه الدول تدعم البحث بالجامعات في الاطار المادي الذي يشجع كثيرا ……
اين جامعاتنا من ذلك ,,,,,,, جامعاتنا التي باتت تخرج فقط عقول خاوية لا تدرك اساسيات العلوم في مجالاتها
الاخ / صالح عبدالله شكرا علي الاضاءة ,,,,, وعزرا علي التعليق المرير لكن لسمت وترا يئن في دواخلنا ولدينا الكثير,,,,,,,,
واااااااااااااااا اسفاه!!!
الالم يعتصرني
لك الله ياوطني
يا شيخنا لا تتحدث عن إستغلال من دول الخليج بل هذا خيار أفضل لهؤلاء وهم ليسوا بقاصرين وأنت أتيت مثلهم متمنيا أن تجد فرصة فلا تلوم من ترجى عنده الأمل يا ….. هذا
انسان سخيف … طيب وانت مقدم ليه ؟ وقت انت متالم مفترض لو انك انسان ما منافق انك ما تهاجر
[SIZE=5]أخي صالح ….تحياتي
لا تصدم أخي ….مايحدث في السودان من أمور قد لا يصدقها بشر
شقيقي يحمل درجة الماجستير ويواصل في الدكتوراه
هل تصدق إن موضوع بحث في الماجستير كان أول موضوع يبحث في جامعة الخرطوم العريقة منذ إنسائها ؟ …لكنه يعمل لكسب رزقه في أعمال بعيدة كل البعد عن تخصصه !!
فأكيد بمجرد أن يجد تعاقدا حتى لو في بلاد الواق واق سيسافر دون تردد
[/SIZE]
واقع مؤلم ومحزن حقا لكن كما قلت أمران أحلاهما مر ، فالمسؤولية ومتطلبات الحياة تفرض نفسها للبحث عن الأفضل ، فهؤلاء العلماء والخبراء لم يديرون ظهرهم أويتنكرون للبلد لكن لم يتم تقييهم التقييم الصحيح ، أى لاعب كرة أو فنان مقيم أكثر من عالم الفيزياء النووية وهذا ميحزن ويحز فى النفس أكثر ،مثل هذا التخصص راتبه فى السودان ممكن 3 مليون وفى السعودية على الأقل 15 مليون.
صحيح : من حقهم أن يهاجروا ولكن , إذا كانوا ضمن (إصطاف ) الجامعات فالأحسن أن يتعاقدوا بالإعارة لمدة معقولة ثم يعودوا إلى جامعاتهم , وعلى العموم يجب على الدولة أن تحسن أوضاع ممتهني التعليم عامـة , ابتداء من معّلمي مرحلة الأساس في كل بلادنا حتى يؤدوا مهنتهم وعملهم بكل إتقان وإخلاص وجــدية ومن ثم إذا أصبحوا فيما بعد أساتذة جامعيين لا يكتبون في الصحف , إذا كتبوا , مقالات أو تقارير مليئة بالأخطاء الإملائية والموضوعية والبنيوية وهي بعد ذلك ركيكة لا تدل على أن كاتبها مر عليه موضوع ( كيف تكتب بحثاً او رسالة ؟) لكني أريد أن أسألك هل هؤلاء الأساتذة ذاهبون إلى فضاء أوسع في (الحرية) ؟؟ حرية البحث وحرية التفكير ؟؟ أم تكون هجرتهم من أجل الريال والدولار؟ لماذا تريد أن تدخل السياسة في كل شيء ؟؟ هل عانيت في دراستك وبحوثك من انعدام حرية البحث ؟؟ هل عانيت من الجمود الفكري في بلادك وتريد أن تبحث عن الانطلاقة الفكرية في جامعة الملك خالد مثلاً ؟؟ إذا ذهبت إلى هناك فيجب أن يكون جدولك اليومي كما يلي : أن تحضر دروس الغد في الليلة البارحة , ثم تبكــر صباحاً إلى حيث عملك وقاعة المحاضرات المهيّأة والمكندشة والنظيفة , ثم تقف أمام طلاب نصفهم نيام والنصف الآخر مشغول بالموبايل والفيس بوك والواتساب ,أو سهوان , ثم إذا أنهيت درسك لا يخطرن ببالك أن تسأل : هل فهمتم ؟؟ كلهم سيجيبونك بنعم !! ثم يسألونك: يا أستاذ , الاختبار من فين ؟؟ بالله حدد لنا الأسئلة وحطها لنا في المكتبة الفلانية !! ثم توقع أن يسألوك : يا أستاذ ويش هذي المــادة ؟؟ والله إنكم يا السودانيين الزولين تصعبون , ويش اسمك يا دكتور ؟ من فين في السودان ؟يقولون إن المسيحيين يهجمون على الأفارقة المسلمين عندكم في إفريقيا الوسطى , ويش بهم أهل دارفور هاذولي ؟؟ وفي نهاية الدوام تذهب إلى سكنك الذي تذهب منه إلى المساجد(وهي متوفرة ولله الحمد ) ثم إلى الأسواق التي أين منها الغلاء في السودان , فاللحمة التي تشكو غلاءها في السودان ستجد أن سعرها هنا ثلاثة أضعاف سعرها في بلادك , لكن الدخل هنا يغطّي على ذلك ومع أنك ستفرح لأن بدل السكن سيكون راتب ثلاثة أشهر من راتبك لكن إيجار الشقة المتوسطة ( ثلاث غرف ) بين عشرين إلى ثلاثين ألف ريال في السنة حسب المنطقة والمدينة , وأقل شيء في القرى أو المدن الصغيرة بعشرة آلاف ريال !! ولكن الأشياء الإيجابية كثيرة جداً والسوق مغر أماالتفكير والحرية وغيرها , اجعلها داخل بيتك أو بينك وبين نفسك أو أجّلها وادّخرها حتى تعود إليها في بلادك وتنفجر في وجـه عمر البشير أو نافع أو الجبهجية!!
فتش الوكالة الشغالة سمسره بعباد الله دى .. وتلقاها ماخده حق السخره ده امتياز حصرى .. واصحابها الحرامية هم نفسهم من ترفع شكواك اليهم ..
وبعدين انته قلته كنته مارى .. ومن باب العلم بالشئ .. ماشى جايب بقجة اوراقك وراكب الصف ليك يومين وتدافر فى الجماعه مالك ؟؟