قبيل الكشف

انشغل الإعلام بكشف المنظمات الوطنية الاستخباراتية التي تدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من دون ما صرح به السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ «علي عثمان محمد طه» وفي الخاطر القريب يتراءى طيف «الفلل الرئاسية» التي ستصبح قاعدة سكنية أمريكية في قلب كرش الفيل، حيث بدأ الآن العمل الجاد للسياجات وارتال من الأسمنت، والكل على يقين أن الشارع قبالتها سوف يغلق أو كما حدث لشارع «علي عبد اللطيف» في سابق الأيام في عهد «المتعافي الزيو مافي».. إذن ما بين التطبيع وفتح باب التواصل هو الكشف الذي يجب أن يكون من الجانبين، بذات القدر يجب الوعي بأن العمل الاستخباراتي لكل دولة من صميم أمنها القومي، فلا غضاضة أن تقوم كل دولة بكشف وفضح الملفات الاستخباراتية بعد انقضاء غرضها، الشيء الذي يمثل أساساً للفضح وحرق الكروت.. إذن ماذا وراء فضح هؤلاء وكشفهم بالمقابل.. والجاسوسية قديمة قدم قيام الكيانات والحرص على استمرارها.. إذن ما هي الإجراءات المقابلة لهذا الفضح؟
٭ تشكيل لجنة!
أسوأ من يغير الأمور ويخلي المضامين من محتواها الكثير من المسؤولين الذين تحت بنود قتل الضحايا، يجهضون مبدأ تشكيل اللجنة حتى بات من السهل تداول عبارة «لو عايز تكتل موضوع شكل ليهو لجنة»، وذاع صيت عبارة «الموضوع دا ملجن» ثم أين هي تقارير لجان كبرى لقضايا كبرى.. لا نج=د لها وثائق حتى وإن قال الزمن كلمة قاطعة، وشاع بين الناس إثباتاً للحقائق التي لم تقلها اللجان.. ثم ماذا وراء انهزام الكثير من يقينية النهايات القاطعة لكل لجنة.. إذن نحتاج لجنة لإعادة الثقة في تشكيل اللجنة التي أصبحت في كثير من الأحيان تقوم في تفاصيلها بمهام المؤسسات «النائمة» أو ربما قل أصبحت أعمال مؤسسات بمكاتبها وتفاصيلها تدار عبر اللجان.. إذن لماذا لا نفتح «كلية اللجان التقنية» حتى يتشبع الجيل القادم بهذه الثقافة اللجنية.. «أقول ليكم قولة تعالوا نعمل لجنة.. عشان شنو ما عارفة بس نعمل لجنة كضرورة مرحلية وكدا».
٭ لم يعد ممكناً
لم يعد ممكناً أن نبتلع المفاهيم الطارئة للجرائم والانحرافات الكثيرة والكبيرة التي بدأت تتخذ ساحاتها في أواسط المجتمع السوداني.. كيف صار الابن يتجنى على الأب.. أو كيف تتجاوز البنات أمهاتهن في تفاصيلهن الخاصة والعامة، حتى صارت الواحدة منهن تعرف أخبار بناتها من الآخرين.. لم يعد ممكناً السكوت على ما يطفح فيكتشف في دوائر الخدمات المختلفة من تردٍ وبؤس.. لم يعد ممكناً ابتلاع سخافات البعض عندما يدفعون إليك بكلمات لها من ورائها دلائل الخبث والدهاء.. لم يعد ممكناً احتمال استذلال البعض للبعض وهم دونهم، ولكن تحت فقه السلطة وتقديم الولاءات على الكفاءات يمارسون سادية مفرطة.. لم يعد ممكناً التماهي مع انفلات أسعار السلع الأساسية مع محدودية الدخول ووضاعتها.. لم يعد ممكناً التجاوز عن أخطاء المخطئين في الشؤون المؤثرة على الكل.. لم ولم ولم.. ولكن الأكثر عدم إمكانية احتمال أن تكون شخصية المسؤول الواحد كل الشخصيات «حكومة معارضة وبين بين».. ومن هنا نتغنى لهم كما تغنى الفنان «خليك معاي واضح.. أوعك تكون بين بين.. القلب لو صادق ما بحتمل قلبين»!
٭ آخر الكلام:-
قبيل كل شيء أدرسوا حياتكم العامة دراسة عصر.. وكونوا لجنة وما تخرجوا منها باي توصيات، أو كما يقول الجماعة مخرجات، وبعد داك شوفوا الممكن شنو والما ممكن.. يمكن تقدروا تعملوا حاجة..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]