فدوى موسى

الحوت.. العجب حبيبي

[JUSTIFY]
الحوت.. العجب حبيبي

تحتشد ذاكرتي الخاصة جداً بصوت الرائع محمود عبد العزيز، دونما وعي مني أجد نفسي أنتمي للمعجبين بهذا الصوت الشجي المجنون، وأنا في ذلك الوقت من نهاية التسعينيات تحديداً في ولاية النيل الأزرق أمارس التعاطي اليومي مع زخات المطر، وجمال الطقس، وصوت محمود عبد العزيز في أغنيته البسيطة (أداني التحية).. التحية.. دموعي سالت والمنام أبى ليّ أنا العجب حبيبي) حيث يأتيني صوت هذه الأغنية من بين فجات القطاطي، وأنا أمر من منزل عمتي (نادية) في طريقي لبطري النيل الأزرق.. ثم ذات الصوت والأغنية تأتيني من بين لفحات الألوان الصارخة الأحمر والأخضر الذي يغطي قماشه بمسجلات من على ظهر العجلات والدراجات وسط السوق، وعلى جنباته لم يكن موسم محمود عبد العزيز يقف عند العجب حبيبي، ولكنها كانت أغنية حبوبة جداً لأهالي البرتا والفونج والعنج والفلاتة والمبان و… وبحكم تواجدي في المكان كنت أرددها لا شعوريا، وأطرب جداً عندما أستمع لأدائه لرائعة محمد أحمد عوض (تسافر كيف تخلينا لشوقنا وذكرى ماضينا.. وكيف بعدك يكون الحال وكيف تصبح ليالينا.. طريقنا كان منور بيك.. عاش روعة تلاقينا.. صبح حزنان وما مصدق انك يوم تخلينا).. ولأنني كنت على بعد من أحبتي في الخرطوم كنت أحس أنه كان يغني دواخلي وتحرقي لأهلي بالجريف غرب، كان صوته يأخذني الى قمة الحزن والفرح والشجن، وكل أطياف الإحساس الإنساني، بل وكنت أدخل في جدل مع صديقاتي حول روعة غناء هذا الفنان، مما كان يحدو بأنهن وصمي بأنني خيالية رومانسية، وأنا أرى أن الخيال في خضم الإبداع إبداع.. سلمت محمود وأنت بين الدعوات والرحمة لتواصل العلاج، وتعود كما يتمنى لك المحبون وتتقبله الأقدار، ونحمد للقيادة تبنيها لعلاج الفنان بالأردن، بل ونقله على متن طائرة خاصة الى هناك، والأمر مؤشر عافية وإحساس عالي القيمة لما يقدمه أهل الفن، والرئيس مشكور على هذا الاهتمام بمعاناة المبدعين، لاسيما في محنة المرض.. ومن جانب آخر يحزنني دائماً أن يستعصي علاج الكثير من أبناء هذا الشعب في بلادهم رغم وجود مستشفيات بمواصفات مظهرية عالية من شواهق وقزاز وهيلمانة، ثم من بعد ذلك يبحث أعلام ونجوم المجتمع عن العافية خارج الحدود والمكان.. أما زالت أحوال الصحة عندنا لا تمكن من توطين العلاج والتشافي، ونحن لنا من المقدرات والخبرات الطبية ما يسد عين الشمس.. المهم أحبتي محمود الآن في حفاوة الدعاء والأمل.

آخر الكلام: حفظ الله أبناء هذه الأمة من ابتلاءات وامتحانات الزمن والعافية.. وليكن ديدن الدعاء في التلاقي والملم (يديك العافية) (معافى وسليم بإذن الله) ونتغنى معك بروع الكلام الما انكتب.

«محمود عبد العزيز عافية.. عافية»..

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]