جعفر عباس

لماذا «لا للسياحة العربية»؟


[JUSTIFY]
لماذا «لا للسياحة العربية»؟

أتمنى ان يكون القراء قد استمتعوا بعطلة الربيع التي هي أصلا عطلة منتصف العام الدراسي، وأن يكون من سافر منهم الى بلاد بره قد عادوا سالمين وخالين من أمراض الدجاج والأمراض الناجمة عن «الاعوجاج»، وعلى المستوى الشخصي قضيت وقتا ممتعا، خلال الأسابيع الماضية، لأن عنصر الإمتاع الأساسي عندي هو التئام شمل العائلة.. الجميع – ما عداي – كان «همهم فاضي وبالهم رائق».. لا مدارس ولا واجبات مدرسية ولا ورق تجليد بمبي لكتاب الجغرافيا وبنفسجي لكتاب التاريخ!! نلتقي في الوجبات الرئيسية ونطلع وننزل سويا ونمارس الترفيه «العربي» الذي يعني زيارة المطاعم، ولكن بصراحة شديدة إنني حاقد على من تسنى لهم السفر الى الخارج خلال الفترة الماضية، لأنني كنت أتمنى أن يتيسر لي اصطحاب أسرتي الى بلد أجنبي، فليس من الوارد عندي ان أمضي اي عطلة في بلد عربي حفظا لكرامتي وصونا لأعصابي من الانفلات والبوظان! لماذا أذهب سائحا الى بلاد تتعامل في منافذها مع رجال المخابرات؟ بلاد يتفنن مسؤولو الجمارك فيها في عجن ملابسي وفلفلتها وكأنهم يبحثون فيها عن قملة تعمل لحساب إسرائيل؟ بلاد يعاملنني فيها مسؤولو الجوازات وكأنني أتيت لأقيم في بيوتهم وأعيش على نفقتهم؟ ثم ان السياحة في القاموس العربي تعني توافر «المتعة الحسية».. وعناصر الجذب السياحي في الكثير من البلاد العربية هي توافر الخمور والنساء العديمات الحياء والقليلات الملابس! وأعترف بأنني «صخرة لا تحركني هذي المدام ولا تلك الأغاريد»، وأن أفراد عائلتي متخلفون ولا يمكن ان يغشوا ناديا ليليا ترقص فيه النساء بما قل ودل من الملابس فوق الموائد.. بل إن زوجتي تهددني بالخلع إذا رأتني أتوقف عند قناة تلفزيونية شخلوعة وهشك بشكية، رغم أنها تعرف أنني لا أتعمد التوقف عند قناة تلفزيونية عربية رسمية كانت أم تجارية إلا بحثا عن نشرة إخبارية او برنامج رصين يحسن المشاركون فيه الحديث ويحسنون اختيار ملابسهم!! ووالله العظيم لم اسمع بمطربة اسمها ذكرى إلا بعد ان ذاع أمر مقتلها.
إذا كان لا بد من السياحة في بلد مسلم فإنني لن اختار سوى ماليزيا.. هناك تستطيع ان تترك افراد عائلتك يتجولون في الشوارع ومجمعات التسوق وانت واثق انهم لن يروا مشهدا يخدش الحياء، وان النساء منهم لن يتعرضن لشبان بلهاء يلوحون لهن بأرقام هواتفهم، او يسمعونهن كلاما سخيفا من شاكلة «يا قشطة.. تقبريني.. يا بعد كبدي.. يا مهلبية».. انظروا سخافة عبارة الغزل تلك: القشطة مادة مقرفة ومشبعة بالكولسترول الضار، والفتاة التي تشبه القشطة لا بد ان تكون مصابة بسرطان الجلد.. تقبريني؟ كيف يكون الغزل مرتبطا بالموت والقبر؟ يا بعد كبدي؟ لماذا لا تكون «يا بعد مناخيري او براطيمي أو قولوني»؟ يا بعد كبدي يمكن ان تقال فقط إذا كان قائلها مصابا بمرض ما في عضو آخر في جسمه!! والمهلبية من أكثر الحلويات ركاكة، وخير منها ان يسف الإنسان بعض الدقيق المخلوط بالسكر مع كثير من الماء، ويوفر بذلك نفقات الكهرباء والغاز التي تترتب عن إعداد المهلبية!! وبهذا أعلن أنني أسمح لكل من يراني سائحا في بلد عربي ان يصفعني على وجهي او يضربني بالشلوت (لا يعني هذا ان تعرضوني للضرب كلما رأيتموني في مدينة عربية لأنني قطعا سأزور بعضها مكرها إذا شاء المولى لضرورات مهنية او اجتماعية.. وليس سياحية).
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. انت واثق من كلامك عن انو في ماليزيا مافي مناظر تخدش الحياء ؟؟؟ يبدو انك ما طلعت من الفندق الا علي جنتنغ ومنها رجوع للمطار