فدوى موسى

حديث وحدث

[JUSTIFY]
حديث وحدث

الأجواء تحمل دلائل الكآبة والجمود.. البرد يحيل بعض النشاط إلى موات وسكون.. تضيق عليَّ المساحات، وأنا أكرراجترار ما جاء ظُهر اليوم من حديث وحدث شيء من الإحباط والتألم.. أبسط ما استطيع أن أقوله لنفسي (إنه اختلط الحابل بالنابل).. وتداخل على الخير والشر.. إذ كيف تتفاجأ بتجاوز البعض لحدود الغير واختراق محراب الخير إلى أعمق أعماق الشر والضرر… لا تقل لي كيف ذلك؟.. فقط أنظر حولك لتلك النماذج البشرية التي تنتقل دائماً من خانات الإحترام إلى حضيض الإبتذال والدونية.. ففي كل مخيلة حديث وحدث.. أناس يرتقون وآخرون يندفعون إلى الحضيض.

جيش جرار للأحزاب:

كما كانت تلك المعلومات المنشورة بالصحف عن استعداد جهات بعينها لهجوم مرتقب على ساحات المولد النبوي.. حيث تقول المعلومات إن حوالي عشرين ألف شخص جاهزون لاقتحام ساحات المولد بولاية الخرطوم.. بعيداً عن أي منطق.. أما أولى أن تكون لغة الاستعداد هذه بطرائق المنطق والتحاور.. ما الغضاضة في الاحتفال بمولد خير البشر، وحتى لا نقع في خانة من يستعدون عليهم أرى أنه لا يجتمع شتات المحتفلين مع هؤلاء المستعدين حتى لا يحدث ما لايحمد عقباه، وتنكشف عورة جديدة في حشا هذا الوطن الذي أصبح التطرف والراديكالية فيه خنجراً في خاصرة الاستقرار.. بالله عليكم مالزوم هذا الجيش الجرار (المستعد) لهضم الاحتفال بمولد الحبيب الذي يربط بأذهان الجيل الناشئ والأطفال موعد وقصة ميلاد الحبيب عليه الصلاة والسلام.. أليس من الأجدى أن يستعد هؤلاء من أجل قضايا أكبر من احتفالات لا تتعدى حدود السلمية والفرح والحلوى والمدح في حق سيد البشر.. يا هؤلاء ما لكم كيف تحكمون على الأمور.. أعيدوا التفكير فهناك أكثر من أمر وقضية تحتاج البلاد فيها لهؤلاء العشرين ألف شخص..

جدليات بلا منطق:

كثيرون الذين يجيدون الكلام (غير المنطقي) بألفاظ رنانة تحمل في جوفها التلاعب اللفظي أكثر من قيمة الكلمات ومعانيها.. وهذه الخاصية يدمنها البعض للدرجة التي تجعلك مصدقاً أن عجلة الأيام في تفاصيلها تدار بمنطق اللامنطق.. ففي هذه الجدليات منحى لإلباس الحقائق أثواباً ليست لها.. ولي عنق الحقيقة ذاتها.. وإن أردت أن تعرف جهة ومنحى مآلات البلد فانظر جاهداً لكل ما يرشح فيها من جدل ومنطق.. فلن تندهش أن وجدت أن المنطق العاجز هو الأقوى والأكثر تأثيراً لما له من متبنين يعرفون سحر الرنة والنغم في اختيار الكلمات، دون الإعتبار بمنطقيتها ومعقوليتها.. وهكذا ينزوي بعض الحق خلف تجريد الألفاظ وعدم المعرفة بالجدل الإيجابي.. ولا نذهب بعيداً حاول أن تبحث في ثنايا نفسك عن مرامي الحجة لمقابلة هذا السيل غير المنقطع من الحجج التي يدافع بها البعض عن اللامنطق واللامعقولية.. يا له من ظلم أن يتدثر الخير خلف عجز لفظي، وأن يقعد ذات الأمر الخير من البروز والاستبانة والجلاء والوضوح.. إذن لابد من فقه التجديد للجدليات المنطقية لدحر هذا المنطق العقيم، الذي يجب أن يظل كذلك عقيماً لا يولد أي استمرارية.. ويكفي هزلاً أنه يدافع البعض عن باطل البسوه ثوب الحق.. أو خطاً البسوة رداء الاصحاح.

آخر الكلام: يظل الكلام إطاراً للحدث والحديث والجدل إلى أن يكسو الحق فرض نفسه دون أن ينقصه منطق الجدليين الزائفين من رونق الانتصار.. ثم ليستعد الناس لما هو أفيد وأجدى دون أن يكون في إضمار أنفسهم تأبط الشر عند الخير.. (اللهم هل بلغت)

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]