لا تكسروا الأقلام
الإنكسار.. أي انكسار هو سبة في جبين الإنسانية.. أي إنسانية.. الرجال هم الرجال والنساء.. ففي طي بعض الآيات القرآنية الإشارة للاثنين في قوامة الأول.. «المهم».. يجب أن لا يكون هناك إقرار لمبدأ الإنكسار من أي كائن من كان في حق الانسان أي إنسان.. ما دعاني للخوض في أمر الإنكسار هو المحاولات الجادة التي تقعد الكثير من الأقلام عمداً عن التداول مع أمانة القلم، عندما تكسر أقلامهم قسراً وتعسفاً أو يمارس عليهم الإقصاء.. بالله عليكم عودوا إلى من تظلم حياتهم من كُتَّاب وصحفيين بسبب «الاقصاء والكسر» والتقطوا بعض من مخاضهم مع الحياة لتعرفوا كيف تضرروا من نظرة البعض القاصرة على حدود الذوات والولاءات الضارة.. والأصل أن الحياة قائمة على الرأي والرأي الآخر.. الموجب والسالب.. الأخذ والعطاء.. الحكم والمعارضة.. فما الداعي لكسر الأقلام التي لا تقوم على الولاءات.. اتركوا أمرها لرد الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق والسالب بالسالب، ثم ديمقراطية التحاكم إلى فضاء القضاء عسى و لعل أن يكون ذلك شافعاً في محاكم الرأي العام.. أبحثوا عن حال من كسرتم أقلامهم وسلبتوهم الرزق، لتعرفوا كم شخص ضررتم وكم أسرة ضيقتم عليها الرزق، ودفع بيت الإيجار و.. و.. وأنتم تقولون إنكم تدعمون الشرائح الضعيفة، ولا تعيرون أمثال مظاليمك شيئاً من اعتبار.. «ما لكم كيف تحكمون..».. بالجد نشتاق لمطالعة بعض الأقلام الجادة والحادة.. أين.. وأين.. وأين هويدا.. وأين.. وأين.. أعيدوا للكتاب أقلامهم يرحمكم الله، فقد أصبح الشعب واعياً بكل كلمة تصوَّب إليه يميزها بحسه، ويعرف من يريد له الخير ومن يذر الرماد على عينيه.. دعوا الأقلام تكتب وتدلل على مواقع الخلل، واحتملوا لأنكم في موقع من بيده الأمر في حدود الناس، أو أنكم في مقام «الأبوة» التي يفترض فيها العدالة مع الأبناء على اختلاف مشاربهم.. أو أنكم رعاة أو نؤصلها.. «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».. قد يقول قائل منكم «إنها أقلام مضرة»، فيكون الرد «تضر من وتنفع من».
يا سادتي «أخرجوا من جلباب الواحد.. إلى جلباب الكل.. وتداولوا مع الأمر بحنكة.. فالحقائق مثل دفر الماء في الجداول.. إن سددت الجداول والمجاري تكسرت المسارات، وعبث اللين والماء بما هو أمامه.. والشيء الذي يقلل الاحتقان- أي احتقان هو الاحتمال- فكيف لا تحتملوا بعضهم البعض.. افتحوا الجداول وانظروا الإخضرار والنماء.
٭ رجل اقصائي
أنظر إليك بكل ريبة الدنيا.. فقد عرفتك «وهماً كبيراً» رجل يظهر في مظهر «ليبرالي»، ويخفي بدواخله ديكتاتوراً كبيراً.. يبدو في شكل متسامح، ويخفي داخله راصداً لكل هفوة وثغرة حتى يحاكم بها ضمناً.. من أنت أيها الجبار، وجبروتك في ضعف قوتك ووهمك، أنك قادراً على تحجيم كل الناس وإقصائهم متى تريد وكيف تريد.. يا هذا أما آن الأوان أن تصحو من سباتك وتعطي الناس أحجامها الحقيقية، وتبعد عنك شبه امتلاك قرارهم.. أراك في البيوت، في الحقول، في الشوارع، في المراكب العامة.. وفي…. إذن انفض عنك غبار الوهم الذي تلبسك من رأسك حتى أخمص قدميك.. وتعال متحرراً من أنا وذاتي وقبيلتي وانتمائي وولائي و… لتعرف الدنيا على مختلف مشآربها.. تنوع أفكارها.. تعدد أمزجتها.. ترادف واختلاف فصولها.. كثرة ألوانها.. اتساعها.. جمال رؤاها.. تعقلها وخبلها.. جدها وعبثها.. لعبها ولهوها والأصل أن الدنيا لعب ولهو.. فلماذا تحيلها لكدرالآخرين وذمهم واذلالهم وامتحانهم في إنسانيتهم..
٭ آخر الكلام:-
كلما أوغل الناس في التحضر عرفوا حقوق الآخرين في هويتهم.. أفكارهم.. اتجاهاتهم.. قناعاتهم ومن ثم مارسوا الديمقراطية أو الشورى أو أي مدلول لها.. المهم أن لا يكون في هذا الجزئية مغبوناً معبورة.. يا سادتي تحروا الصدق والأمانة، ولا تستذلوا بعضكم بعضا.. «أدوا الرجال أقلامهم ودعمهم يخففوا بعض الاحتقان معكم وضدكم» ولا تسمعوا أصوات أنفسكم فقط..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]