فدوى موسى

العودة مع المفارق!


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=RIGHT]العودة مع المفارق![/ALIGN] حيرة تعتريها اليوم.. مر تمام العام على آخر لقاء به في ظل العلاقة السابقة بالمسمى السابق.. ولم تلتقه منذ ذلك اليوم إلا تحت ضغوطات الظروف الإجتماعية القاهرة الأخيرة.. فوفاة والده أمر يستدعي زيارتها لأسرته الممتدة بحكم القرابة التي كادت تتقطع أواصرها على خواتيم علاقة الإرتباط ومشروع المستقبل الثنائي المجهض.. دلفت إلى سرادق العزاء وهي تحس أن الكل يتربص بها نظراً وتمعناًً رغم أن كل ذلك مجرد توهمات منها، إلا أن الإحساس تملكها كلية.. فاختلطت نبرة العزاء في «حلقها» بنبرة الألم والأسف على الماضي الذي مازالت قروحه وآثاره باقية.. أحتضنتها والدته بإلفة زائدة وإحساس مغاير بث في دواخلها الأمل بأن ما شاب علاقة أسرتها بأسرته قابل لإعادة الثقة والإستمرار والعودة إلى ما كان عليه الحال في السابق.. وكما يقال «الدم عمره ما يبقى موية» وأن المحن هي التي توحد القلوب على شتاتها وإختلاف مشاربها وما غادرت «السرادق» إلا وصادفته باكياً.. سرت في بدنها «كهرباء» حنينة لكنها ساكنة طوحت بيديها في الأجواء «الفاتحة يا صبري».. «شكراً يا رندة».. «ربنا يصبركم».. «شكراً ليك».. مع «السلامة».. «مع السلامة» وبقيا الإثنان على موقيعهما واقفين.. وكررا العبارات «مع السلامة».. «مع السلامة».. وتجرأت وسألته «كيف حالك يا صبري».. «والله الحمد لله.. زي ما إنتي شايفة.. وإنتي».. «الحمد لله» وأردف «بالله عليك عاودي أمي الأيام دي أبوي الله يرحمه ما كان هين عليها.. وإنت عارفة معزتك عندها».. «إن شاء الله» وبرقت في عينيهما رغم الدموع فرحة دفينة» وفارقا السرداق وكل منهما يود أن يعود للآخر ولكن لا مناص من الإفتراق اللحظي. آخر الكلام: أجتمعا وأفترقا.. وما ظنا اليوم الذي يعيد المياه للمجاري سوف يتأتى وسط كم هائل من الأحزان والوداع الذي يحوي كما يقول الناس «العظم المفارق».. وتوهجت من جديد علاقة رائعة موجبة.. تنتظر رندة إحدى ثمارها قريباً عندما هاتفته «ألو يا صبري في أحشائي جنين».
سياج – آخر لحظة -العدد 856[/ALIGN]