فدوى موسى

بوش ضربني بكى.


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]بوش ضربني بكى.[/ALIGN] زمااان كان الأطفال «الشفع» الواحد منهم «يعبي الشكلة» ويتضاربوا ويقوم الواحد «الخاتي» يجري يسابق الريح للكبار مقدماً إعتذاره في شكل نقل مسؤولية «الشكلة» بإبعاد مسؤولية الضرب عنه «رغم أنه متسبب في ذلك».. وهذه الحالة تماثل ما قام به السيد «بوش» على آخر أيام ولايته.. بعد أن أقام الدنيا وما أقعدها في العراق جاءهم يقول غير آسف إن المعلومات الإستخباراتية التي بنى عليها «غزوه» أو «تحريره» أو «إنقاذه» أو ما يراه مناسباً هو وأتباعه من وصف كانت معلومات خاطئة.. كنت أغالب النوم في هذه الليلة عندما أستيقظت مفزوعة على صوت مستضافين على الشاشة يتناولون ذات الموضوع «بوش».. يقول أحدهما: «إن بوش لم يخطيء.. بل حرر العراق.. وإن الحكام العرب هم الذين تسببوا في الوضع المأساوي في العراق.. مطالباً بمحاكمتهم جميعاً بإستثناء «لبنان، الأردن والإمارات».. فأخذتني غفوة أخرى وحاولت أن أوسع ماعون عبارات هذا المستضاف.. فوجدت أن فكرة الإستهوان التي يتعامل بها الكثيرون من الحكام فتحت باب الإستباحة لكل المسميات آنفة الذكر، ولكني أحسست بمرارة وغيظ شخصي في حلق هذا المستضاف عندما «جرَّم» حكام العرب وأثنى على «بوش»، بالتالي على السياسات الأمريكية الأخيرة في كل من العراق وأفغانستان وغيرهما.. وفجأة طار النوم من عيني عندما صاح المستضاف الآخر «يا عميل».. عندها عرفت أن الحوار «سخَّن» بين المستضافين بعيداً عن المقدم في جدلية المطالبة بمحاكمة «بوش» كمجرم حرب أو عدم جدوى هذه المطالبة، فتنبهت إلى أن «الغبن» الذي يصيب البعض داخل بلادهم قد يفرخ منهم دعاة حرب حتى على أوطانهم، ولأن الإحساس العام هو «الطمام» لم أجهد نفسي لأستبين من هما المستضافان ولم يتبق إلا أن تتحدث الأيدي.. ويحدث التلاطم والضرب والتشابك.. فهدد أحدهما الآخر برفع دعوى قانونية جزاء ما قاله على الهواء، ولكن «سخانة» وحرارة الكلام جعلت الحوار جاذباً وأضافت عنصر إثارة لما يدور بهذا البرنامج.. أحيي هذا البرنامج على مناظرته لصاحبي الفكرتين المتباينتين اللتين وصلتا بنهاية البرنامج الحاد أن أحجم المستضافان عن تبادل مصافحة بعضهما البعض.. ورغم هذه الجفوة البرامجية إلا أن روعة البرنامج في هذه الجزئيات التي لا تجدها في شاشاتنا السودانية تشد عدداً أكبر من المشاهدين. آخر الكلام: أكثر المستضاف الأول من إصباغ صفة التعامل بالعواطف على شعوب العالم العربي.. أي أنه لم يستثن حتى الشعوب من صفة الإجرام التي أشاحها عن «بوش».. وبدا أن على الشعوب الخوف من أبنائها أكثر من أبناء الدول الأخر
سياج – آخر لحظة -العدد 857[/ALIGN]