فدوى موسى

النساء والصحافة


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]النساء والصحافة [/ALIGN] أستوقفني البحث الذي أعده «الطيب النضيف» الباحث في حقوق الإنسان والمنشور بصحيفة الإنتباهة قبل عدة أيام حول «المشاركة النسائية في الصحافة السودانية».. والذي أبان أن أعلى نسبة للمشاركة النسوية في فنون العمل الصحفي المختلفة من بين الصحف موضوع البحث هي صحيفة «آخر لحظة» أو كما كان يقول الراحل «حسن ساتي» عليه رحمة الله «العروسة».. ففي هذه الصحيفة يعمل الرجال والنساء بنفسٍ وهمة عالية.. والملاحظات التي ساقها الباحث حول ورود الكثير من المواد الصحفية بدون اسم ربما يؤثر ذلك سلباً على نسبة مشاركة المرأة، بالمقابل تتيح صحف بعينها المساحة لذكر الأسماء والصور لهن.. وخروج توصيات البحث بخطوط عريضة مهمة ربما إن وجدت الكثير من «الحلحلة» خرجت بالمشاركات النسائية إلى رحابة التميز الزائد والواضح.. ولا أستطيع أن أجزم بأن «الباحث» دعا إلى تطبيق نظام «الكوتة» للمشاركة الصحفية، لأنني على يقين تام أن العمل الإبداعي ليس كالعمل السياسي ولا الإجراءات التنفيذية بصورة عامة. ودعوة الباحث النساء الرائدات للكتابة تجد نوعاً من الإستحسان إن كن يمتلكن موهبة الكتابة، فتجاربهن تحتاج للإطلاع والتوثيق والمعرفة ولا ضرر إن قمن بذلك العمل بأنفسهن أو عن طريق الأخريات المهنيات المحترفات. وحقيقة لا أعتقد أن المرأة الصحفية تتخوف من قضايا النشر إن كانت كل أدلتها بيدها.. ولمعرفتي بطبيعة المرأة من حرص وتدقيق فهي لا تقدم موضوعاً للبحث أو التحاور إلا بعد أن تتأكد من دقة وسلامة معلوماته، كذلك نحس بأنها الأقل تعرضاً لمثل هذه القضايا وبذلك لا نقدح في حق زملائها الصحفيين الذين بحكم تعدادهم الأكثر عرضة للمساءلة ولهذا النوع من القضايا. فالتحية لكل النساء العاملات في هذه المهنة الصعبة كما ذكر الباحث أن أول دفعة نسائية تخصصت في الصحافة والإعلام بالجامعات السودانية عام سبعين كانت قد تخرجت في جامعة أم درمان الإسلامية.. حتى جاء اليوم «بعد مجاهدات رائدات كثر».. الذي صار فيه عمل المرأة كصحفية مقبولاً، بل ومحبباً وأن نسبة 19% من النساء يكتبن مقابل 81% من الرجال قد تتزايد مع مقبل الأيام حتى تصل النسبة إلى الدرجة المطلوبة إن وضعنا في الإعتبار أن المرأة مهما كانت لا يمكنها أن تكون متفرغة مئة بالمئة مثل شقيقها الرجل. آخر الكلام: أسلوب البحث والتحليل نهج نحتاجه للكثير من الأمور التي تدخل في عصب الحياة اليومية.. والتحية لأستاذ «الطيب النضيف» على هذا البحث المهم.
سياج – آخر لحظة -العدد 858[/ALIGN]