فدوى موسى

التهاب.. نفسيات

التهاب.. نفسيات
[JUSTIFY] ظللت ليومين متتاليين أشكو من التهاب تنفسي أحال ليلي نهارًا وعمق علاقتي مع المدعوة(الحمى) وأطر صداقتي مع المضادات الحيوية ومزيلات الإحتقان والكُحة(أجاركم الله)العافية دي زيها مافي شكوت لوكيع فوجدته يشكو من ذات الأعراض ويبدو أن موجة من هذا الالتهاب تمارس الذيوع والانتشار، وكالعادة ينبري البعض بالتفسيرات(إنه فيروس وقال ليك..) المهم الجسد مهما كانت قوته فإنه ضعيف جدًا أما فيروس لا يرى بالعين المجردة ومهما تجاسرنا نبقى في خانة الممتحنين في الصحة والسلامة ويا له من امتحان صعب يديكم العافية يا رب أحلى ما في الأمر انه في لحظات الوهن والوقوع تحت طائلة سلطان المرض تصغر الدنيا في العيون.. ويكون الزهد بادئاً على الأفكار في ثنايا الحمى ناديت على صغيرتي وبدأت أوصيها.. لم تبد عليها علامات الإستغراب وأنا أحدثها عن الرقم السري لبطاقة الصَّراف الآلي حيث كان ردها(يا أمي صاحباتي عادي شايلين بطاقات) ففهمت إنها حريصة على معرفة الرقم ثم وجدتها حريصة على معرفة ما سأقوله لها من باب انها لا تستبعد شيئاً من الأقدار(هدومي دي بعدين طبقيها ووديها لأي جمعية خيرية ولا وزعيها بحرص على المحتاجين ليها والبتناسبهم.. ردت علي (لكن الطرح ب شيلها أنا بالذات الطرح الجديدة فعرفت ان بنيتي قدرية أكثر من اللازم لم تبد عليها أي آثار للحزن وبكل لا مبالاة قالت لي(يا حجة هسة تبقي كويسة وتمسكي رقمك وطرحك عليك.. ودا فيلم دخلناهو كم مرة.. وكأنها تقول لي همساً.. ما تبطلي حركات الموت دي) لم أجد بدًا من أن تفر من فمي إبتسامة إستسلام وأمل في الشفاء.. فأعز الناس لا يحفل بأمر المرض باعتباره اعتيادي.. شكرًا صغيرتي فقد علمتيني أن أبطل الحركات دي.. قليلاً قليلًا بدأت بعض الاحتقانات في الزوال ولكن أنفي وحلقي عصيان على التشافي التام وما زالت ممارستهما لبعض الاحتقان والسيلان لم تراوح مكانها.. طول عمري أخشى هذا النوع من الالتهاب بحكم انني أعرف إنه عندما تزورني تلك الأعراض تصاحبها بعض النفسيات المذكورة حيث يخيل لي انني ذاهبة في رحلة اللاعودة وتتداعى أمامي سلسلة من التفاصيل التي يجب علي أن أرتب لها ثم أعود لرحلة الرهق اليومي واندمج في برنامج ما بعد المرض لكن والشهادة لله احس بدقة العبارة الشائعة(ممكون وصابر) حيث لا مفر من الصبر فإن كانت كل الدلائل تقول ان المرض هو إنحراف عن الحالة الطبيعية للجسم وأعضائه فان الانحراف الذي أعيشه هذه الأيام يجعلني أوقن أن وهناً قد ضرب مفاصل العظام، وتمدد الى الأعضاء ووضع ركناً من القابلية الدائمة للتعاطي مع المرض والعرض ولشدة ما اتحرق لبلوغ العافية سريعاً أحاول دائماً أن أوهم نفسي بأنني لست مريضة حيث أمارس بعض المهام المعتادة رغم الزغللة والفتور والتعب لإيمان داخلي أن بعض طرق هزيمة المرض هي النفسيات وطالما كانت النفسيات قادرة على كسر حالة المسكنة أمام المرض طالما كان هناك إمكانية للشفاء العاجل.

آخرالكلام: صحيح الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايعرف قيمتها الا المرضى ودون أي حسادة أقول ليكم (سمحة العافية فيكم) وان شاء الله دائماً «متعافيين» شوفوا التهاب صغير خلى القلم مسكين، وما لاقي الا يحكي عن مرض صاحبته

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]