[JUSTIFY]
كره الكرة… لماذا (1)
كلما بدأت البطولة الأوروبية لكرة القدم يعيش العالم العربي حالة من الاسترخاء والفرفشة، حتى لتحسب ان نتنياهو صار بعثيا أو ناصريا، ولسبب غير مفهوم يعتبر العرب أن كرة القدم هي أساس التنمية الاقتصادية والبشرية الاجتماعية، ومن آيات ان العرب تعولموا ولم يعودوا بحاجة إلى اي إصلاح سياسي، أن ولاءاتهم الكروية صارت عابرة للقارات، ففي مباريات كاس العالم لكرة القدم يشجع جميع العرب البرازيل (ربما يحسب البعض ان اسمها مشتق من «الرزيلة»، وخاصة أن نساءها الخلاسيات يسببن الخبل بجمالهن الفتاك)، وخلال الأيام العادية تجد الكثيرين من العرب منفعلين بالدوري الايطالي او الانجليزي او الألماني (رغم ضحالة ثقافتي الكروية فإنني أعتقد ان من يشجع الكرة الألمانية يتحلى بدرجة رفيعة من فساد الذوق الكروي فالألمان يلعبون الكرة وكأنها حصة هندسة.. كل شيء عندهم محسوب بالمسطرة والسي سي.. ولا مجال للمسة فنية أو حركات فردية.. لاعبون كالتركترات يتدحرجون من موقع إلى آخر وكأن جهة ما تتحكم فيهم بالريموت كونترول).. وخلال منافسات البطولة الأوروبية، تكون زوجتي شامتة في صاحباتها اللواتي يشكين من أن أزواجهن يجلسون قبالة التلفزيون والريموتات في أيديهم، لا يهمهم أمر مصطفى الذي دخل المستشفى منذ يومين، أو أمر سكينة التي رزقت ببنت بعملية قيصرية كانت ضرورية، لأن الطلق لازمها ثلاثة أيام حتى انهد حيلها،.. ولا حتى إن عمة هاشم ماتت منذ أسبوع وانه من الواجب التعجيل بالقيام بواجب العزاء لأنه «ما حصل أتلوَّم معنا».. وسر شماتة زوجتي في صويحباتها هو ان زوجها الذي يعتبر الجيل الجديد من المغنيات العربيات من مبطلات الوضوء، لا يهمه أمر كرة القدم حتى لو كانت البرازيل تلعب ضد اسبانيا في الحوش الخلفي لبيته… أحيانا يقابلني زملاء العمل بعبارات مثل: هاردلك يا أبو الجعافر… بس بصراحة فريقكم كان مستواه يكسف! واتساءل أي فريق وأي بطيخ هذا الذي كان مستواه يكسف، فيتم إبلاغي بلهجة استنكار ان الفريق السوداني الفلاني لعب ضد الفريق الفلتكاني وهزم بثمانية أهداف!! مثل هذا الكلام يستفزني، ويبدو الغضب ظاهرا على تقاطيع وجهي، فيحاول محدثي التخفيف عني بكلام من شاكلة: بس هم عندهم لاعبين محترفين في أوروبا، و…….، لآ أدعه يكمل: وأنا مالي لو انهزم بثمانية او ألف هدف؟ ليه تعزيني في فريق لا يهمني من أمره شيء؟ (هذا الكلام ليس مقصودا به فريق كرة معين!).
نعم كرة القدم ممتعة، ولكن لو نظرت إليها بموضوعية فليس هناك ما يدعوك الى مشاهدة أكثر من خمس مباريات منها خلال مسيرة حياتك، فطريقة التمرير والمراوغة والتهديف والعرقلة كلها معروفة ولم ولن يأتي لاعب بحركة جديدة كأن يحمل الكرة تحت فكه او حنكه ويجري بها حتى يدخل المرمى،.. ولكنني أقر بأن المتعة الحقيقية في كرة القدم هي «الأهداف»، ومن ثم فإنني أقترح على الفيفا ان تكون كل مباراة من عشر دقائق فقط، تخصص خمس دقائق لضربات الجزاء والخمس دقائق الأخرى لضربات مباشرة على المرمى من خط 18،… بالتبادل طبعا، وهكذا سيكون متوسط عدد الأهداف في كل مباراة نحو 12 هدفا، وسيحس الجمهور بنفس المتعة التي أحس بها ولدي لؤي الذي كان يلعب حارس مرمى لفريق فصله في المدرسة ويعود إلى البيت بين الحين والآخر مسرورا: فزنا عليهم 16 لـ13!! أما ان تصبح الكرة «شهادة وعبادة» كما يقول التعبير العامي البليغ، فهذه «تو مَتْش»… أمر فات الحد!! وغدا أحاول شرح لماذا لا أتحمس لكرة القدم بإذن الله
[/SIZE][/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
[SIZE=4][FONT=Tahoma]ممتع يا أبو الجعافر ،،، نسيتنا كثير من همومنا، وأضحكتنا أضحك الله سنك.[/FONT][/SIZE]
الناس تهرب من الواقع ومصايب البلد بمشاهدة الكرة
حتى الدراما السودانية لو كانت موجوده وبتمثيل معقول كان ممكن تكون بديل للكثيرين .
بس نقول شنو البلد كلها بقت مضروبة من سياسة لاقتصاد لتعليم لفن لرياضةتى البيض بقى مضروب