بين التفاصيل
تعود كل يوم منهكة الضمير والنفس تبحث لها عن موطئ قدم وسد أتون القسوة والشدة فلا تجد المعين إلا أن تختلقه من داخل أوهامها وتسطره حقيقة تعتقد للتواجد لحماً ودماً ثم تطلق عليه المسمى والرسم.. تستأذنه في الخروج وتطلعه على الخفايا عند العودة وتبثه الشجن والولع واللوعة.. وتبكيه حرقة وصبابة ثم ترجوه أن يوافق على الخطوة التالية والتالية.. وهكذا تعدى التفاصيل عندها بلا توقف طالما أن هناك الرقيب الذي تتوهمه فلا داعي للخوف من تفاصيل تخرج عن دوي قضيب سكة الحياة الحديدية الجافة.. والحكمة أن التجاوز تارة لا يتم إلا بخرق الفواصل والمدى والزمن العصي.. رغم إنها لبادئة العيون إلا تلك الصنديدة العنيدة التي لا تعرف الانهزام ولكن من ذلك المتوهم الموضوع في خلفية الاختلاف والتهيؤ؟؟ لا أحد يعرف من أين استمدت تفاصيله.. من الواقع؟ من الخيال؟ من التمني والأمل أم من ماذا؟ ويبقى الرجل محل التساؤل «هل سيأتي اليوم الذي يتطلب الواقع طرحه عن حقيقة البدائل الموجودة حقاً؟» فالحياة في فقها لا تقبل الا الحلول والبدائل.. أما الخيال والشعر والتوهم تظل منكهات ومطيبات جفاف ليس إلا.. فيفرض الواقع سلطانه.. وتتعدد البدائل المطروحة أمامها «مصطفى الموظف الملتزم، أحمد المدرس المجتهد، سمير صاحب المكتبة، الجاك صاحب المطعم أبو الأفوال، أبو علي بتاع الاسبيرات، صادق فون، أبكر للعماري، صابر اختصاصي العرديب و.. و..» لكنهم لم يلامسوا ذلك البطل المحفوظ في تمنياتها وخيالها.. فهل ستستمر في كونها الصنديدة أم تطرح الخيال الجامح وتركن للواقع الفارط القوة.. أيهم تختار ما دام استوى الخيال في قربه وبعده من وجدانها وغورها السحيق.
٭ آخر الكلامأجمل ما في الحياة تفاصيل التفاصيل !! التي تحتمل الحقيقة.. الجنون.. الواقع والجموح.. ولكن مهما طارت التمنيات لابد من عودة إلى «الواطة» ومعرفة البيك والعليك ان كنت صنديداً ولا قشة في مهب الريح.. فابقوا أقوى من الظروف أو كما تغنى «محمود عبد العزيز» أبقوا الصِّمود وما تبقوا زيف..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]