نور الدين مدني
هدية الاستقلال
* نبدأ بتحية مستحقة لرواد الحركة الوطنية منذ الثورة المهدية التي حققت الاستقلال الأول لبلادنا ولكل الرواد من الآباء والأجداد الذين ناضلوا من أجل هذا اليوم وتحية خاصة للشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمناً للاستقلال.
* صحيح ان اعلان الاستقلال من داخل البرلمان جاء ضمن اتفاق سياسي سلمي هو في ذاته درس من دروس الوطنية التي تتجلى فيها عبقرية شعبنا في الملمات ولكنه كان نتاج نضال طويل شهدته كل ربوع بلادنا.
* نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر وبدون ترتيب زماني أو مكاني نضال الحركة العمالية وشهداء النادي الأهلي في عطبرة وحركة اللواء الابيض بقيادة علي عبد اللطيف وصحبه وحركة ود حبوبة في الجزيرة وعلى الميراوي في جبال النوبة وانتفاضة النوير في الجنوب وعلي دينار في دارفور وغيرهم من المناضلين الشرفاء.
* لن نتوقف عند رمزية رفع العلم وانزال علمي دولتي الاحتلال ولا عند الزعيم الخالد اسماعيل الازهري ورفيق دربه محمد أحمد محجوب رغم أهمية الرموز والأدوار السياسية في هذه اللحظة التاريخية التي جمعت السيدين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي تحت إرادة الشعب ولكننا لابد ان نستحضر الدروس والعبر التي مازلنا في امس الحاجة لها.
* دخلت بلادنا في دوامة الانقلابات العسكرية منذ انقلاب 17 نوفمبر 1958 والانتفاضات الشعبية منذ انتفاضة الشعب في الحادي والعشرين من أكتوبر 64 وفقدنا الكثير من قدراتنا البشرية والمادية والزمن الغالي في صراعات ونزاعات وحروب لم نجن منها إلا الخراب.
* لم تعط للتجارب الديمقراطية فرصة لتصحيح مسارها ودخلت البلاد في دوامة الانقلابات التي قطعت على الشعب حقه في التصحيح الديمقراطي، هذا الحق مازال مطلوباً لمجابهة التحديات القائمة والكامنة بل وضروري لتأمين السلام الذي تم في الجنوب واستكماله في كل ربوع البلاد خاصة في دارفور.
* ان اعظم هدية نقدمها لرواد الحركة الوطنية وصناع الاستقلال تتمثل في الحفاظ على وحدة البلاد ارضاً وشعباً والسير قدما لتعزيز ما تم من سلام واستكماله وبناء الاتفاق السياسي القومي المطلوب لتأمين الاستقرار وبسط العدل وتعزيز الحريات ودفع جهود التنمية المتوازنة في كل ربوع البلاد ودفع استحقاقات التداول السلمي للسلطة ديمقراطياً.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني – العدد رقم 1125 – 2008-12-30