هل ماضي الزوجين له أثر في تفشي (العنوسة) ؟
وعرف في العامية الشعبية أن العنوسة تطلق علي الفتاة التي فاتها قطار الزواج.. ما يشير بشكل واضح إلي أن بعض الفتيات اللواتي لم يتزوجن في السن المحدد اجتماعياً أنهن لم يعد لديهن القدرة علي الإنجاب.. ضف إلي ذلك أن الشباب لا يتزوجون من الفتيات اللواتي كبرن في السن إلا نادراً.
فيما وجدت كلمة ( بائرة ) استهجاناً من المثقفين والمهتمين بالزواج والشأن الأسري علي أساس أن الكلمة خادشة وجارحة لكل فتاة لم تتزوج وطالبوا الإعلام بتوعية المجتمع بعدم وصف الفتاة غير المتزوجة بالكلمات التي أشرت لها.. خاصة وأن الزواج قسمة ونصيب.. وليس المجتمع السوداني وحده الذي يعاني منها بل كل المجتمعات العربية والأفريقية والآسيوية والأوروبية.. أما الدول الغربية فقد عانت منها معاناة شديدة منذ الحرب العالمية الأولي إذ أن آثارها مازالت ضاربة الجذور ما أعطي الظاهرة بعداً آخراً.. لأنها مع مرور الزمن ستصبح جزء من ثقافتنا وعليه ستؤرق الفتيات غير المتزوجات.. وربما أن العنوسة تفشت في الآونة الأخيرة لعدة أسباب أبرزها عزوف الشباب عن الزواج لغلاء المهور والتباهي في شراء (الشيلة) وإتمام مراسم الزفاف بأحدي الصالات الفخيمة إلي جانب هجرة الشباب إلي دول المهجر لتحسين الأوضاع المعيشية في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة.
وهنالك مجتمعات تحدد سن (العنوسة) للفتاة في بعض القرى والمدن التي تتفاوت فيها الأعمار من سن إلي آخري.
وبما أن غلاء المهور له دور أساسي في الظاهرة فأننا ندعو الناس للعودة للدين الإسلامي الذي حث المسلمين إلي تيسير نفقات الزواج وما أدل علي ذلك إلا الحديث الشريف : (إﺫﺍ جا ﺀﻛﻢ ﻣﻦ ترضون دينه ﺰﻭﺟﻮﻩ وألا تفعلوا تكن فتنة وفساد في ﺍﻷﺭﺽ).
الخرطوم : سراج النعيم [/JUSTIFY]