منوعات

تقاليد تجهيز العروس السودانية.. سيرة تتقدم باتجاه الساونا ومراكز التجميل

[JUSTIFY]مع التقدم في كل مناحي الحياة، اختلفت عادات وتقاليد الزواج عامة، وبصفة خاصة مسألة تجهيز العروس، ففي العقود السابقة كان المجتمع السوداني يهتم بالفتاة ما أن ‏تبلغ سن الثالثة عشرة، فتقوم الأم بتعليمها كيفية تسريح شعرها وتمشيط ضفائرها، حيث كان (المشاط) أشهر ما يميز المرأة السودانية، ثم تبدأ مرحلة تعليمها الطبخ ‏ و‏(عواسة الكسرة)، كما أن الصبايا اليافعات والفتيات في سن الزواج كن يواجهن صعوبات جمه في خروجهن من المنزل‏ إلى آخره من العادات والتقاليد والأعراف التي بدأت تتلاشى في ‏ظل التطور الذي أصاب كافة مناحي الحياة، غير أنه لا زال هنالك ثمة من لا زالوا يتمسكون بهذه العادات في الأقاليم والأرياف، وبما ‏ساهم تماسك المجمتع واتساقه هناك على استمرار معظم تلك العادات حتى الآن.
باب الشورى ما انقفل
ابتدرت الحديث السيدة فاطمة بدر الدين، فقالت: زمان كان فى أصول وترتيبات عشان الولد يجي يطلب يد البت للزواج،، فالشاب عندما يسمع أن الأسرة (الفلانية) عندهم بنت في سن الزواج يرسل احدى قريباته، لتراها ثم تصف له ملامحها، وبعد أن يوافق وتوافق أسرته عليها، يتولى والده ما تبقى من مهمة، أولها إبلاغ والد الفتاة، الذي عادة ما يطلب مهلة لـ (الشورى)، في الغالب أسبوعين، وخلال هذه الفترة تجري مشاورات لمعرفة ما إذا كان هناك من ‏يريدها من أبناء عمومتها، كما يتم السؤال عن (المتقدم للزواج)، وأسرته، وتفاصيل كثيرة أخرى.
وقبل تحديد موعد للزفاف، تأتي أم العريس ومعها بناتها وأخواتها إلى ‏أهل العروس لتطلبها مرة ثانية من أمها، وبعد ذلك يتم إعلان الموافقة بعبارة (خير وألف خير)، أعطيتك البنت لتكون ابنة لك، وزوجة لابنك، وبعد أن تسمع أم العريس هذه الجمله تقدم مبلغاً رمزياً من المال كهدية، وهذه العادة تسمى (فتح الخشم) أو(قولة ‏خير)، وتقول فاطمة، في زمنا كان يعتبر تقديرا لوالدة العروس التي رحبت بأهل العريس، وقالت لهم قولا طيبا.
الدخان والمراسم المصاحبة
وفي السياق، تقول السيدة إحسان عمر عن مراحل الزواج زمان، أولا كان المهر بسيط، أما (الشيلة) فتقدم لأهل العروس، وهي عباره عن المهر وتحتوي على المال، الملابس، العطور، الذهب وكافة المأكولات التي ستقدم للضيوف يوم العرس، وعند إحضارها يتم تحديد موعد عقد القرآن، وتمضي إحسان شارحة: أما مراحل العرس فتبدأ بأن تقوم والدة العروس بحبس ابنتها لمدة ثلاثة أشهر داخل غرفة لا تصلها ‏ الشمس، وداخل هذه الغرفة تحفر حفرة الدخان، التي يوضع داخلها إناء فخاري (زير) تشعل فيه أعواد أشجار (الطلح والشاف) فتجلس العروس على حافة ‏الحفرة متلفة بقطعة قماش كبيرة من الصوف ‏تسمى (لشملة)، تمسح جسدها بزيت خاص (معطر)، تستمر جلسة الدخان الواحدة نحو ساعتين لا تقوم منها حتى يتصبب عرقها، و(الدخان)، أشبه بحمام ‏ البخار، وأثناء الجلسة تداوم العروس على تدليك جسدها بعجينة من الذرة والزيت تسمى ‏(اللخوخة) لنعومة البشرة وصفائها واستطردت: لكن هسى يقول ليك البنت دي عاملها ساونا، (ساونة إيه)!!
العطور ومسمياتها
من جهتها، تحدثت السيدة مريم سعيد عن كيفية صناعة العطور الخاصة بالزواج، فقالت: يعتبر يوم (دق الريحة) مميز جداً يجتمع فيه الأهل والدة العروس، خالاتها عماتها، وبعض الجيران والأقارب، ويقمن بإعداد العطور الخاصة ‏بها، والعطور هذه أنواع ومسميات كالمسك والعنبر والصندل والمحلب وغيرها، وتبدأ هذه العملية المضنية بتكسير أعواد الصندل، وسحن المحلب والضفرة والمسك، ثم تخلط هذه ‏المواد بطريقة محددة ومقادير دقيقة فينتج عنها عطر قوي الرائحة يسمى (الخُمرة). واستطردت: هنالك عطر آخر يتكون من مجموعة عطور (خامة) مغلية بزيت خاص، يضاف إلى (عجين الذرة المعطر ‏والمسك)، في شكل دوائر ويطلق عليها (الدِلكة) وتستخدم لتدليك الجسد.
الحناء وغرفة النوم
إلى ذلك، تحدثت إلينا السيدة آمنة الطيب عن مراحل الحناء ومراسمها ‏من وضع الحناء ونقشها على يديها وقدميها من قبل (الحنانة)، أما بالنسبة لتجهيز غرفة العروس، فكنا نقوم بوضع (جريد النخيل) على الجدران ‏في أشكال رائعة، ثم نفرش أرضية الغرفه بسجاد أحمر، ووضع سرير من الخشب ‏(مخرطة) عليه (برش) أحمر، ثم تأتي العروس لتجلس عليه ‏مرتدية الثوب السوداني واضعة أمامها صينيه خاصة ‏مزينة بالورود الحمراء تعرف بـ (صينية الجرتق) تتكون عادة من صحن مخلوط فيه الحناء ‏وزجاجات من الصندلية والمحلبية والسرتية، وهي مواد تستخدم في وضع الحناء، ثم تبدأ ‏ الحنانة في نقش أشكال مزخرفة جميلة، وتبدأ البنات صديقات العروس بالضرب على الدلوكة والتغني بالأغنية المشهورة ‏(العديل والزين).

اخبار اليوم التالي[/JUSTIFY]