فدوى موسى

يللا نفارق الحلة!


يللا نفارق الحلة!
[JUSTIFY] عندما انتشرت في التسعينيات وأوائل الألفية الأخيرة في السودان أهازيج الدفاع غير الرسمي عبر الدعوات والاستنهاض للنفرات الشعبية على مناطق ومسارح العمليات آنذاك، لم يكن من الصعب على الكثيرين التآلف مع تلك الموجة للدفاع الشعبي التي انتظمت الحلل والفرقان في موجات أعراس الشهيد وأخوات نسيبة وزاد المجاهد… ومرت الأيام وحملت ما تحمل، ووضعت من أحداث ومخاضات نهاياتها أن تفرقت الدماء ما بين الماسكين بالزمام والمتفرجين على الرصيف والسائحين الذين لهم أكثر من وجهة نظر… حملت الصحف والأنباء عودة الدفاع الشعبي لفتح معسكراته من جديد… لست بالخبيرة في المجال، ولكنني أرى أن الحماسة لن تكون بذات الرزم القديم.. فبعد كل ما جرى.. هل نتوقع أن يتداعى مجاهدون جدد وقدامى بذات التداعي «يللا نفارق الحلة نجاهد في سبيل الله»!! فقد ذاق هؤلاء نفس الراحة والغنى، فهل يخلعون البدل والقمصان والتي شيرتات ويلبسون الكاكي والعصاية الحمراء… «لا يظن؟».

٭ التحدث بلسانين!

هدى الله الساسة العرب.. الأفارقة.. المزدوجين في كل شيء… فهم من ناحية يسبون ويلعنون الغرب ومن ناحية أخرى «خفية أو شبه علانية يغازلونه ويسعون لوده واستمالته، ويعتقدون بذلك أنهم الأقرب لنيل المراد»، ولو أنهم يصيفون العالم أجمع بأنه يتعامل بازدواجية المعايير، فإنهم يدمنون التصاريح والأقوال المزدوجة… فتجد الواحد منهم ما أن يجد منبراً أو مساحة «لفك اللسان وطق الحنك إلا ويسب الغرب الذي يعلق عليه شماعة فشل كل الدول…» ويبقى السؤال قائماً متى تصبح دولة قادرة على الاستقلال الحقيقي الذي يعني التحدث بلسان واحد قول الحق الذي لا يرمي من خلفه إلى لملمة بلع القول واللسان… فمتى يستطيع القادة ودولهم إثبات وجه واحد للحقائق واللسان.. حتى ذلك الزمن يبقى هؤلاء يتحدثون بلسانين وبرأيين وبتوجيهين حتى يتأتي اليوم الذي يصبح فيه لكل قائد وجه واحد فقط.

٭ رجل بأكثر من وجه

عندما تستمع إليه يتحدث عن مفهوم الحكم توقن أنه «الحكومة الراشدة» وعندما يتحدث عن الديمقراطية المنضبطة توقن أنه المعارضة الواعية، وعندما يتحدث عن الدين توقن أنه رجل الدين المتفقه، وعندما يتحدث عن دنيا الاجتماعيات توقن أنه المصلح الحديث، وعندما يتحدث عن الاقتصاد تكاد تجزم أنه الخبير الضليع الواسع الأفق.. وعندما تنزل لأرض الواقع تحتار في تحديد هويته ولونه ومذهبه فهو رجل شبابي… طفولي.. كهولي كأنه أراد أن يكون كل شيء في لا شيء… البعض عده ظاهرة سياسية «بين مزدوجتين.. كما يقول يقول الأستاذ ساتي» فريداً في أشيائه الغريبة.. وفنتازياته المتعددة وللفكر عنده كل احتمالات التزاوج بين المتناقضات، ولا يرى في ذلك غضاضة.. فلا تعجب إن رأيته بجلباب المتصوفين.. رجل الدين، والتي شيرت والبدلة والجلباب العادي.. فهو سوبر مان بطل في عقله الباطن لكل التشكل الإنساني.

٭ آخر الكلام

هل مازال هناك أناس يمكنهم أن يكونوا أي شيء وكل شيء بلا حدود… ما عليكم إلا أن تنظروا لظاهرة الهلامية التي يتوشح بها البعض أنزلاقاً بين المواقف.

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]