فدوى موسى

البشير ليس أبيض!


البشير ليس أبيض!
[JUSTIFY] حملت وتحمل دائماً الوسائل الإعلامية في المناشط والمحافل الرسمية اخباراً رسمية دون الغوص في التفاصيل الأخرى.. انتهت فعاليات ملتقى الاتحاد العالمي للنقابات وحفلت الوسائل بالكلمات الرسمية.. والوجوه المرتسمة بالجدية.. ولكن خلف كل ذلك احساسات أخرى لم تجد حظها، بعض الأفارقة المشاركين بالفعالية كانت هذه الزيارة الأولى لهم للسودان، وانطباعاً عاماً قد سكن في ذهنيتهم عن السودان الإرهابي.. السودان الذي لا يحترم الآخر وصور كثيرة «أوفر» للمعدلات الواقعية قد رسخت في ذهنيتهم وزادت عليها «الطينة بلة» ما خرجت به المحكمة الجنائية العالمية.. وبعيداً عن المنابر أبدوا دهشتهم وهم يتسامرون بين الجلسات، بأن الصورة للسودان ليست بكل تلك القتامة، وأنهم أي «الأفارقة» قد أحسوا أن «الرئيس البشير ليس رجلاً أبيض»، في دلالة على أنه من سمرتهم وافريقيتهم، وربما كانت دواخلهم قد تشبعت بصور مغايرة، أو أعلى مما هو عليه الحال الحقيقي.. ترى لماذا صورة السودان أصبحت صادمة بهذا الشكل المخيف؟ هل وحده الإعلام الآخر هو الذي طبع ذلك أم هناك أسانيد والرد طبعاً يعرفه الكل…

أما الافريقيات ففي خاطرهن أن المرأة السودانية لم تنطلق بعد بكل حرية.. ومحور اهتمامهن ما تعانيه، وهل هي واقعة في إطار ما تعانيه المرأة في القارة السمراء؟.. ثم لا يجد البعض حرجاً في السؤال عن «هل حقيقة المرأة السودانية لا يسمح لها بارتداء البنطال؟..» دون وعي أو خاطر قد ترتسم «دراما ما حدث من لت وعجن في سابقة البنطال التي لم يحسن التعامل فيها حتى أصبحت موضوع دراسة ومرجعية» وفي الخاطر ذكرى لسؤال عن ذات الحادثة للصحفية القوية «لبنى أحمد حسين» في أحد المطارات الافريقية، عندما عملت أحد الرفيقات الافريقيات أن محدثتها من السودان، وفحوى السؤال «ماذا عن حادثة البنطال؟».. عموماً الصور الذهنية عن السودان ليست بالسواد الكامل، ولا البياض الناصع، طالما أن هناك تخبط في بعض التعاملات، فإنها تصاب بالرشاش.. مثلما تظهر صورة لامرأة سودانية على النت محلوقة الرأس تحكي عن نوع من أنواع الذهنية السالبة للصورة العامة بالبلاد.. إذن على القائمين بأمور العلاقات ذات الطوابع الدولية أن يكونوا على قدر إبراز الوجه الجاذب بالمنطق والحقيقة، دون التزييف أو الانحراف عما هو حقيقي، وليس بالضرورة شائع ليكون الاقناع حادياً ونصيب كل من يزور البلاد، إنها بلاد محتملة، والحقيقة أنه ليس هناك بلد افريقي واحد لا يحمل وجهاً مليئاً بملامح الرهق والعذابات الإنسانية، وحتى تصبح القارة في مصاف القارات التي تواكب عصرها، علينا أن نتحرر في حدود الحقوق الأساسية للإنسان الافريقي.. ليكون مكفول الكرامة والوجه.

٭ ذات الحديث

تظل الخطب والكلمات السياسية دائماً تحكي عن أحلام وأمنيات لم تحقق بعد، حتى يجعل محدثها قادراً على تطويق خيالات المستمعين بأنه الذي سيفجر الكوامن، ويبعث الموات، وأنه هو الذي يعصم ويحمي الحمى.. ولو أن كل مسؤول أو سياسي أخذ فرصاً زمنية مطولة جلس لنفسه في ساعة صفاء وتجلي، وجرد حسابه، وتحلل من الاناءة والأنانية، لوصل لقناعة سريعة أنه في لحظة ما سد الأفق أمام غيره ليدلو هذا الغير بما هو أحسن وأفضل، ولن يقدم سياسي- مهما كانت حنكته وقدراته على قول- «إنه دائماً البديل الأفضل..».. فهل عقرت حواء السودان على ولادة من يفوق هؤلاء العباقرة الذين يظنون في أنفسهم أكثر مما يظن فيهم الآخرون ويعتقدون.. عموماً هب أنكم الأفضل دائماً فهل لن تعطوا الآخرين فرصاً للاسهام.. بالله عليكم لا تكرروا ذلك الحديث المموج «أنكم أحسن السيئين».

٭ آخر الكلام:-

الصور الإعلامية.. وبعض النماذج الاقصائية لا تقف عند حدود صاحبها أو المعني بها، بل تصبح صورة عامة لبلاد قد توهب للآخرين ظنوناً سيئة حول ما يدور فيها.. قليلاً من التسامح كثيراً من العمل مع ابتسامة صافية تصبح الصورة أجمل.

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]