نور الدين مدني

مخاوف مشروعة واتفاق منشود

[ALIGN=JUSTIFY]* صحيح أننا انزعجنا مثل غيرنا من الحادبين على مسيرة السلام في بلادنا عندما تم التوقيع على وثيقة التراضي الوطني بين حزبي الأمة القومي والمؤتمر الوطني قبل الاتفاق مع بقية الأحزاب والكيانات السياسية الأخرى ولكن خطاب الإمام الصادق المهدي في احتفال التوقيع على الوثيقة طمأننا بتمسكه بالحل السلمي القومي.
* ولكن الهجوم ظل مستمراً على الوثيقة حتى وسط بعض المخلصين من رموز حزب الأمة وبدأت بعض الأقلام تصور مشروع التراضي الوطني على أنه يهدف لقيام جبهة عربية إسلامية في مواجهة ما يعتبرونه جبهة إفريقانية علمانية في تصنيف مغرض لا يعبر إلا عن أمانيهم الانفصالية التي ظلوا يروجون لها متجاهلين الواقع التاريخي والجغرافي بل والإنساني الذي يشكل الأمة السودانية.
* نحن أيضاً لدينا تحفظات على ما تم إجرائياً لأننا من أنصار الاتفاق القومي الذي يعالج سلبيات الاتفاقيات القائمة التي نرى أنها تهدد السلام والاستقرار والوحدة ولكننا أيضاً ندفع بكل خطوة في اتجاه هذا الاتفاق القومي الشامل، الذي لا يعني تذويب الأحزاب والكيانات السياسية القائمة وإنما اتفاقها على أجندة قومية مشتركة تعزز السلام وتبسط العدل والتنمية المتوازنة في كل ربوع البلاد.
* لذلك أيضاً ظللنا نؤكد الاتفاق على المكاسب التي تحققت لأهل الجنوب في اتفاقية نيفاشا واستكمالها بما يحقق مطالب أهل دارفور سياسياً واقتصادياً دون عزل مسبق أو تصنيف جائر بين القبائل المكونة للنسيج الدارفوري.
* هذا في رأينا يستوجب الإسراع بمعالجة التوترات القائمة خاصة بين شريكي الحكم الرئيسين ولملمة أزمة أبيي بما يحمي المواطنين من تداعيات النزاعات الفوقية التي يكتوون بنيرانها ويروحون ضحايا أبرياء لها ، كذلك لا بد من استعجال تعديل القوانين وتنقيتها من المواد المتعارضة مع الدستور بلا انتقائية أو محاولة لفرض الأمر الواقع بالقوة.
* هذا هو سبيلنا لتعزيز السلام وتأمين وحدة الوطن أرضاً وشعباً وتحقيق الاستقرار الضروري لاستكمال العملية السلمية وبناء الديمقراطية والشروع في إجراءات التداول السلمي الديمقراطي للسلطة بعيداً عن كل أساليب العنف والعنف المضاد التي لا يعرف طرف من أطراف المعادلة من أين يجيء في غياب الاتفاق القومي المنشود.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:923 – 2008-06-8
noradin@msn.com